ما إن أنهت وفاء مرحلة الثانوية العامة وبدأت في الاستعداد للجامعة، إلا وبدت الأمور في وجهها أكثر تعقيداً، فهي تحتاج إلى مبلغ مالي كبير حتى تستطيع الالتحاق بالجامعة، كما تحتاج إلى أضعاف هذا المبلغ حتى تكمل دراستها، وهذه المبالغ مطلوبة بشكل سنوي، ومما زاد الهموم التي تحملها وفاء أنها تعلم ظروف الأسرة جيداً التي ليس لها أي مصدر دخل سوى الراتب الشهري لوالدها الذي يعمل موظفاً بإحدى الإدارات الزراعية، ويتم الإنفاق منه على جميع أفراد الأسرة المكونة من والدتها التي تعمل ربة منزل، وثلاثة من الإخوة وفاء أكبرهم.

كانت الفتاة كغيرها من البنات، دائماً ما تحلم بمستقبل مشرق وحياة سعيدة في رعاية والديها وإخوتها، وكان الحلم الأول لها هو استكمال دراستها الجامعية، ولكنها وكحال أغلب الأسر ذات الدخل الضعيف والعدد الكبير، اصطدمت أحلامها بصخرة الواقع المادي والمشاكل الاقتصادية، وبدا حلمها بعيداً عن التحقيق، ولكنها لم تستسلم لهذا الواقع المرير، ولم تيأس يوماً، بل أخذت تفكر في الوسيلة التي تمكنها من مساعدة نفسها وأسرتها لتضمن استمرارية عجلة الحياة وتحقيق أحلامها.

لم تتوقف وفاء عن التفكير في طريقة تحسين دخلها للحظة واحدة، وكانت دائمة التفكير في إنشاء مشروع صغير تحسن به دخلها، ومما ميز وفاء أن تفكيرها كان ينطلق بناءاً على إمكانياتها ومهاراتها الشخصية، حيث كانت بارعة في الأمور الفنية مثل الرسم والتطريز، فبدأت في تعلم كيفية تفصيل المنتجات "المشمعية" من أكياس للمشابك وأغطية الغسالات ومرايل المطبخ.. وغيرها من المنتجات.

بعد أن استقرت وفاء على المشروع كانت العقبة الأولى التي واجهتها هي المبلغ التي ستبدأ به المشروع، وهو عبارة عن قيمة ماكينة الخياطة والمادة الخام التي تستخدم في التصنيع، فطرحت الأمر على الأسرة، والتي استطاعت أن تدبر لها المبلغ بالاستعانه ببعض الأقارب، حيث قامت بشراء الماكينة بجزء من المبلغ، واشترت خامات الإنتاج بالجزء المتبقي منه، حيث بدأت المشروع في غرفتها الخاصة.

لم تكن هناك أية مشكلة في تسويق منتجات وفاء، حيث كانت تسوقها بين جيرانها وأصدقائها، الذين قاموا بدورهم بتشجيعها وشراء منتجاتها التي كانت محل إعجاب الجميع، وأخذ المشروع في التوسع والانتشار وزاد الإنتاج وزاد الطلب إلى الحد الذي أصبحت معه غير قادرة على توفير الكميات المطلوبة منها وحدها، فقررت شراء ماكينة أخرى لتدرب عليها أفراد آخرين لمساعدتها، وبالفعل قامت وفاء بتعليم صديقاتها، فكانت تشترى الخامات وتقوم بقص المنتجات، وإعطائها لهم لكي يقوموا بتنفيذها نظير مقابل مالي.








إسلام تايم ـ صابر عيد
http://islamtime.net/details.php?id=...1&image=tanmya
الكلمات المفتاحية: الاصرار - الأمل – التحدي - قيادة المرأة-التفكير الايجابي
أرسل بواسطة: شرقي نادية أمال
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=731