وجهت حياة القرن التاسع عشر لطفل عمره عشر سنوات ضربة قاسية فقد كان والده فى السجن وكان الطفل يعانى من الجوع الذى يقرص معدته
ولكي يجد الطفل ما يأكله حصل على وظيفة لاصق عناوين على قوارير الصبغة السوداء فى مخزن كئيب مليء بالفئران, وكان ينام فى غرفة موحشة
أعلى المنزل مع طفلين آخرين متسولين.
وبينما كان يحلم سرا أن يصبح كاتبا ونظرا لأنه لم يتعلم سوى أربع سنوات فى حياته فقط, فقد كان قليل الثقة فى قدراته ولكي يتفادى ضحكات
أصدقائه الساخرة كان يتسلل فى آخر الليل خارج الغرفة فى ليال الشتاء الانجليزى القارص كي يكتب القصص ويرسلها إلى الصحف كان يتحمل
آلام البرد الشديد خارج الغرفة والاجهاد من عمل طوال اليوم وأحيانا ألم الجوع من أجل حلمه فى أن يكون كاتبا مرموقا.
وأرسل بالبريد أول عمل تخطه يده, ثم رفضت كتاباته قصة بعد قصة الى أن تم أخيرا قبول واحدة لكنه لم يتقاض ثمنا لها ومع ذلك استمر لأن أحد
المحررين امتدح كتاباته, وغيّر هذا المديح حياة الشاب وكان له مثل شمعة فى ليلة مظلمة, ولولا تشجيع ذلك المحرر لقضى حياته كلها يعمل
فى مصنع يعج بالفئران.
ربما سمعتم عن ذلك الولد الذى أحدثت كتبه العديد من الاصلاحات فى معاملة الاطفال والفقراء داخل المجتمع الانجليزي, هو الكاتب الانجليزى
الشهير تشارلز ديكينز صاحب قصة اويلفر تويست وترنيمة العيد وديفيد كوبر فيلد وغيرها من القصص الرائعة التي أصبحت علامة فى تاريخ الأدب
الانجليزي.
المفضلات