تعد الشخصية من أهم المتغيرات اللازمة لتحقيق النجاح وبلوغ ما تنشده. من السهل أن تفترض أن الظروف الخارجية يجب أن تكون مواتية تماما لكي تحقق ما تسعى لعمله، ولكن في واقع الأمر-حتى إن كانت الظروف غير مناسبة، فلن تتمكن من إحراز أي تقدم والإفادة منها ما لم تكن في الإطار العقلي الصحيح، عمل "هاري" كموظف حكومي منذ أن تخرج من المدرسة، وقد حقق تقدما متواضعا يفوق قليلا الحد الأدنى من السلم الوظيفي الخاص به، حيث لم يكن في واقع الأمر شغوفا بعمله ولكنه كان يوفر له عائدا معقولا يستطيع من خلاله أن يسد نفقاته ونفقات أسرته، وكانت زوجته أيضا تعمل لجزء من الوقت. كانت هوايته هي أعمال النجارة ،حيث كان يعشق صنع الخزانات و الكراسي.

عندما بلغ الخامسة و الأربعين من عمره، أخبره رئيسه في العمل أن القسم سوف ينتقل إلى موقع جديد في نفس المدينة، وترك له حرية الاختيار إما أن يواصل عمله وينتقل إلى نفس المكان أو يقبل بعرض متواضع مقابل ترك الخدمة. و أخذ يسأل نفسه: ما الذي يجب أن يفعله؟ ثم بدأ يناقش الأمر مع زوجته، وشعرا بالقلق حيال المستقبل خشية ألا يتمكن "هاري" من الحصول على وظيفة جديدة لدوام كامل، فضلا عن أن القيمة الإجمالية التي سوف يحصل عليها مقابل تركه العمل لم تكن كافية لتغطية نفقات كل هذه المدة، ولم يكن قد سعى مطلقا من قبل للارتقاء بنفسه، كما لم يكن واثقا من قدرته على إقامة عمله الخاص الذي كان يسعى إليه وهو العمل في مجال الأثاث والنجارة، وشعر أنه ممزق بين حرصه ورغبته في فتح مجال عمل جديد، ومن ثم قرر أن يحصل على المساعدة وحدد موعدا لمقابلة أحد المدربين.

وبمساعدة المدرب، استطاع "هاري" أن يدرك أنه بالفعل يملك العديد من الصفات التي كان يحتاج إليها. لقد كان يجيد العمل اليدوي كما كان يملك خبرة واسعة في مجال الأثاث، وكان يحظى بثقة وقبول الناس، وكان بوسعه أيضا أن يخطط الميزانية و يدير الأمور المادية. ولذلك قرر أن يبحث عن أي برنامج تدريبي في هذا المجال لكي يساعده على المبادرة بإقامة عمله الخاص. وبقليل من التخوف ولكن بالكثير من الثقة التي بات يتمتع بها بعد أن أصبح مدركا لكم المزايا الشخصية التي يتمتع بها والمساندة العائلية، قرر أن يقبل المجازفة. وعلى الرغم من أن نمو عمله الجديد قد بدا بطيئا في بادئ الأمر، إلا أنه سرعان ما ازدهر في النهاية، وبدأت سمعته الطيبة تذيع بين العملاء الذين كانوا يوصون أصدقاءهم بالتعامل معه. وبعد بضع سنوات، أدرك أنه بلا شك قد اتخذ القرار الصائب، ولكن زوجته ذكرته أنه كان صائبا فقط لأنه كان واثقا بداخله من صحة القرار.

استثمر شخصك

لقد استثمر "هاري" شخصه، وربما يكون هذا هو أهم ما يمكن أن نفعله على أي مستوى. لقد اعتاد الكثيرون على وضع الآخرين و احتياجاتهم في المقام الأول مع توجيه ما تبقى من انتباه لأنفسهم. و لكننا نعرف من خلال تجربتنا كمدربين أن الأمر يجب أن يسير في الاتجاه الآخر.ففقط إن نجحنا في تنمية أنفسنا بالشكل المناسب، سوف نملك ما يكفي من المصادر لتنمية الآخرين.
لن يكون بوسعك أن تقوم برحلة إن كانت خزانة الوقود خالية، وإن شرعت في البدء وهي قليلة الوقود فسرعان ما سوف ينفد.

إن الاستثمار يمكن أن يحدث من خلال عدة طرق و على عدة مستويات. فكر في كم الاستثمار الذي توجهه لنفسك من خلال الطرق التالية:
الوقت المخصص لنفسك
الاسترخاء
الحافز الجديد
الهدايا وألوان الأطعمة
المرح
الأنشطة الترفيهية خارج العمل
أداء الأشياء التي تحبها
قضاء الوقت مع الأشخاص الذين تحب البقاء معهم
الثناء على نفسك
تقدير تفردك
إنفاق المال على نفسك على نحو يدعم حياتك و مهارتك و فرصك
الاحتفاء باحتياجاتك.










احتياجاتك أولا
كتاب مدرب البرمجة اللغوية العصبية
الدليل الشامل لتحقيق السعادة الشخصية و النجاح المهني
ايان ماكديرموت _ ويندي جاجو
THE NLP COACH-A COMPREHENSIVE GUIDE TO PERSONAL WELL-BEING & PROFESSIONAL SUCCESS
IAN McDERMOTT & WENDY JAGO&
الجزء الرابع الأبعاد الخمسة للنجاح
الفصل الحادي عشر ذاتك ص 199-197
مكتبة جرير اعادة طبع الطبعة الأولى 2005
الكلمات المفتاحية: -صناعة القرار- اتخاذ القرار - استثمار شخصك - تنمية الذات-الوثوق بالداخل- المزايا الشخصية
ارسل بواسطة: شرقي نادية أمال
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=726