مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 35
قصة نجاح شركة شوكولاتة باتشي
قصة نجاح شركة شوكولاتة باتشي
من محل متواضع في شارع الحمرا الى عمارة بمساحة الفي متر مربّع في الوسط التجاري ومحال تنتشر في مختلف أرجاء العالم.. تلك هي الرحلة التي قطعها نزار شقير رئيس مجلس إدارة مجموعة «باتشي» القابضة التي تضمّ محال «باتشي» للشوكولا ومستلزمات المائدة.
جذب عالم الشوكولا الشاب نزار شقير فكان يتردد على محال خاله في وسط بيروت ما كان يعرف حينها بالأسواق، ليتعلم منه «سرّ المصلحة» ليفتتح 1974 محلا لبيع الشوكولا وهدايا علب الافراح الرائجة في لبنان، والتي يتم تقديمها للمدعوين الى حفل عقد القران اضافة الى الهدايا الخاصة بمستلزمات المنازل. واختار شقير اسم «باتشي» لإطلاقه على المحل ليصبح أحد أهم الاسماء التجارية في عالم الاعمال. يقول نزار شقير لـ«الشرق الاوسط» : «بيع الشوكولا وعلبة الفرح والهدية يعني بداية مشوار طويل مع الزبون.
ولطالما طمحت إلى اتقان عملي وإعطائه حقه. في البداية أسست مصنعا للشوكولا بمساحة 25 متراً مربعاً في منطقة الطريق الجديدة في بيروت وأتيت بطاهٍ ماهر وثلاثة موظفين للعمل في المصنع، ولطالما كانت عيني على الخارج، وعند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان سنة 1975 لم أشأ الانكماش في لبنان، فافتتحت فرعين لمحلات باتشي في عمّان وفرعا في الكويت، وحينها ومع ازدياد الإنتاج انتقلت الى مصنع مساحة 200 متر مربّع في ضاحية بيروت. وكان هذا المصنع يصدّر شوكولا باتشي للكويت والاردن والسعودية التي كنت أملك فيها نقاط بيع فقط».
افتتح محالا في السعودية لأن شوكولا «باتشي» حسب سياسته «يجب ان تباع فقط في محلات باتشي». فافتتح محلا في جدّة، ومنه كانت الانطلاقة نحو العالم العربي. «لقينا رواجاً لافتاً في السعودية فكنّا نفتتح فرعاً جديداً كلّ ستة أشهر. واليوم لدينا 23 فرعاً في السعودية. ولدينا برنامج لافتتاح 12 فرعاً جديداً في المملكة ايضاً خلال العامين المقبلين». بعد السعودية افتتحنا فروعاً في الإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر والبحرين واليمن، لتصبح مجموعة محلات باتشي مؤلفة من 65 فرعاً في العالم العربي ما عداً الفروع المنتشرة في لبنان. ويمتد وجود «باتشي» الى 26 دولة هي: لبنان، سورية، الاردن، مصر، السعودية، الكويت، البحرين، قطر، الامارات العربية المتحدة، اليمن، تونس، تركيا، قبرص، اليونان، بولندا، فرنسا، بريطانيا، أوكرانيا، كندا، سان مارينو، استراليا، ماليزيا، الهند، بروناي ، نيجيريا وساحل العاج.
ويتابع شقير: «أخيراً وقعت اتفاقاً لافتتاح فرع في طهران كما سنفتتح فرعا في ميامي (الولايات المتحدة) خلال الثلاثة أشهر المقبلة. ويفترض أن تعادل فروعنا 150 فرعاً في العالم منتصف العام المقبل».
وعن التوسعات التي أحرزها في السنوات الماضية يقول شقير: «في ظل افتتاح فروع في السعودية لم يعد مصنع بيروت قادرا على كل الانتاج فأنشأنا مصنعا في المدينة الصناعية في جدّة ويعتبر من أكبر مصانع الشوكولا في الشرق الأوسط. كما أنشأنا مصنعاً في دبي في المدينة الصناعية وآخر في دمشق. وأخيراً انشأنا مصنعاً في القاهرة في مدينة العبور الصناعية. والجدير بالذكر ان المواد الاولية بين هذه المصانع هي نفسها، كما أنّ المذاق واحد».
شكّل عام 1990 محطة مفصلية في تاريخ «باتشي» ويقول شقير عنها: «سنة 1990 وبعدما وجدت اننا نسيطر على صناعة الشوكولا، شرعت في بناء مشروع سكني في منطقة سبلين في جنوب لبنان (تبعد حوالي 30 كيلومترا جنوب شرقي بيروت). وبعدما أنجزنا المشروع اكتشفت ـ صدفة ـ أنّه لدي الكثير من المستودعات فقررت الاستفادة منها كمصنع للشوكولا والتغليف من تصنيع الاكياس وورق التغليف والكرتون والورود الاصطناعية لتزيين الهدايا وعلب المخمل اضافة الى التذكار الخاص بالمواليد الجدد. واليوم يضم مصنعنا في سبلين 250 موظفا، وهناك 1500 عائلة تعمل معنا من بيوتها ويتدربون في معهد تابع لنا. كما ونشغّل افرادا من مؤسسات خيرية كمؤسسة الحريري في صيدا وجمعيات خيرية منها جمعية في مخيّم عين الحلوة».
وهل يلقى دعماً من الدولة لتعاونه مع المؤسسات والجمعيات الخيرية، يعلّق شقير: «مصرف لبنان منحنا قروضاً ميسّرة بلا فوائد فاشترينا آلات حديثة ووسّعنا المصنع. وعندما نقوم بشحن البضائع تسدد الدولة الفاتورة أوّلاً ثم نسدد لها ـ بعد ان يدفع لنا الزبون ـ بفائدة ضئيلة جداً. الشيء الوحيد الذي نشتكي منه هو غلاء المازوت والفيول». ويطلعنا شقير عن كيفية عمل المصانع والبلاد التي تغذيها، فيقول: «مصنع لبنان يغذّي لبنان وأوروبا. مصنع السعودية يغذي السعودية والكويت والبحرين. مصنع الامارات يغذي الإمارات وعمان والشرق الاقصى. مصنع سورية يغذي سورية وقبرص وسوق الولايات المتحدة. تجدر الاشارة الى ان سوقنا في الولايات المتحدة كبير ونعمل للفنادق، اذ نصمم علب شوكولا لغالبية فنادق لاس فيغاس». تجدر الاشارة الى ان لـ«باتشي» 2500 موظف حول العالم و600 موظف في لبنان ما بين التجارة والصناعة.
يذكر أنه في بداية حقبة التسعينات نالت محال «باتشي» إجازة لتصنيع أواني دار كريستيان ديور حسب مقاييس تفرضها الدار، وهنا يقول نزار شقير: «نلنا الاجازة لخمس سنوات وافتخر اننا صنعنا منتوجات ديور بحرفية عالية. كنا نصنّع فضيات وبورسولين. والاخيرة قمنا بتصنيعها في اسبانيا والمانيا. وبعد انتهاء عقدنا مع ديور نلنا اجازة من دار روبرتو كفالي الايطالية لتصنيع اواني كفالي لأربع سنوات».
يذكر ان لـ«باتشي» اسما في عالم الفضة خاصا بها، فاسم «رويال سلفر» من ابتكار وتصنيع معامل «باتشي» يباع فقط في محالها. وفي هذا الصدد يقول شقير:« 90 في المائة من مبيعاتنا تخص رويال سلفر وهي ذات مستوى رفيع وأسعارها مناسبة لمختلف الميزانيات. كما نطلب من المصانع الاوروبية تصميم مجموعات خاصة بنا يتولّى مصممون تزويدهم بالرسومات التي نحتاجها».
وتباع في محلات «باتشي» ما بين حوالي 240 الى 360 ماركة من أرقى الأسماء في عالم مستلزمات المائدة وأواني الكريستال والبورسولين والفضة. وتستورد من دور إيطالية وفرنسية وانجليزية ومن اوروبا الشرقية لا سيّما تشيكوسلوفاكيا، اضافةً الى استيراد بعض القطع من الصين.
وعن اختلاف الاذواق، ما بين بلد وآخر، يقول شقير: «الماركات التي نطلبها هي تلك التي تلقى رواجاً من زبائنا. بالطبع هناك أسماء نحافظ عليها لأن الزبون متعوّد عليها ويطلبها دائماً. عموماً لدينا ما بين 240 و360 ماركة. ومن الممكن ان تضمّ محلاتنا في سنة مائة اسم فقط. هناك ماركات لقت رواجاً في بلاد وفي اخرى لم تلق ذلك الرواج. مثلاً ماركة «ودجوود» الانجليزية لم تلق رواجاً في لبنان إنما لاقت رواجاً في الرياض ودمشق. وما أحب اضافته ان اذواق شعوب العالم العربي صعبة لان المجتمعات العربية صغيرة وبالتالي الناس لا تريد ان تتشابه مقتنياتها والآخرين».
تجدر الاشارة الى ان عمارة «ميزون باتشي» تحتلّ زاوية بارزة في وسط بيروت التجاري بالقرب من مبنى بلدية بيروت. وافتتاح دار باتشي في هذه المنطقة يعني الكثير لشقير:«قبل 25 سنة وقبل اندلاع الحرب الاهلية كان الوسط التجاري يعرف بالاسواق وهناك كانت تنتشر كافة المحلات التجارية. كان محل خالي يقع هناك، وكنت أتردد عليه لأتعلّم واكتسب. وفي سنة 2000 وبعد ان قامت شركة سوليدير بترميم الوسط التجاري، وبينما كنت أتناول العشاء في احد مقاهيه مشيت حتى مبنى البلدية لأتذكر هذه المنطقة التي لديّ نحوها حنين لافت. فاسترعت انتباهي الارض وقررت استثمارها.
وشرعنا بانشاء البناء في سنة 2001 لننجزه نهاية 2003. وبعد 25 سنة عدت الى الموقع نفسه بعمارة من خمسة طوابق». يقع في الطابق الخامس من العمارة مقهى «تماريس» الذي تم افتتاحه اخيراً، وهو اول مطعم خاص بالحلويات في الشرق الاوسط بإدارة واحد من ابرز طهاة اوروبا والعالم قاطبة، وهو آلان دوكاس الحائز خمسة نجوم من درجة ميشلان وهي أعلى درجة لتصنيف المطاعم في العالم. كما ويدير مطاعم فندق «بلازا أتينيه» الراقي في باريس. و« Tamaris » اليوم اسم خاص بـ«باتشي» لا يفتتح في اي مكانٍ في العالم إلاّ من خلاله. ومعروف ان سلسلة «باتشي» تدار من قبل نزار شقير وانجاله الثلاثة وهو يتولى منصب رئيس مجلس الادارة. أمّا في ما يتعلق بالفروع خارج لبنان فلديه شركاء ويمنح وكالات بطريقة منح الإسم والبضاعة (فرنشايز).
المصدر | الشرق الاوسط
Accept the pain and get ready for success
المفضلات