أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 2 من 2

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية Ibtihal Alzaki
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    سودانية الجنسية مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    1,621
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي حتى لا يصيبك الدوار، انظر إلى الأفق البعيد

    حتى لا يصيبك الدوار، انظر إلى الأفق البعيد
    رؤوف شبايك


    حين كتبت مقالتي الماضية عن قطار التغيير، لم أكن أدرك ساعتها أن التغيير سيلحق بي شخصيا وعلى الفور، فها أنا أبحث حاليا ومن جديد عن وظيفة جديدة، في وقت صعب، ولعل الرحال تحط على بلد جديد، وهكذا الدنيا لا تعرف فتورا أو سباتا، ولعل في قصة تيم روبل التالية نقطتين يبعثان على الأمل والتفاؤل، أركز عليهما بعد انتهائي من سرد قصة صانع الخبز اليومي.

    جاء ميلاد تيم روبل Tim Roupell في ويمبلدون بانجلترا في عام 1955، وتفرقت سنوات شبابه ما بين الغربة في ألمانيا واليمن وهونج كونج، مرافقا لوالده الذي خدم في الجيش البريطاني، وما بين المدارس الداخلية، على أنه هجر مقاعد الدراسة وعمره 18 سنة ليعمل في وظيفة توفرت حيث كان يعمل أخوه الأكبر، وكان عمله كمسؤول مشتريات يجلب عليه المال الوفير (بمعايير ذلك الوقت)، حتى أنه استسلم لرهن عقاري تطلب دفعات مالية شهرية، واعتاد شيئا فشيئا على حياة الترف والمرح.

    بعد انقضاء عشر سنين عليه في وظيفته، تبين له أنه يمقت هذه الوظيفة، وأنه يريد أن يعمل لصالحه، وأن يكون حرا، مدير نفسه. لأنه لم يحصل على درجة علمية، فهو أدرك أن فرص إطلاق نشاط تجاري خاص محدودة أمامه، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن عليه صنع شيء بيديه ليبيعه، وفي حالته هو، وجد أنه اشتهر عنه أنه يصنع ساندويتشات / شطائر طيبة الطعم، وامتد تفكيره إلى رفاقه من الموظفين العاملين حيث كان يعمل، إذ لم يتوفر لهم وقتها فرصة شراء طعام سريع وذي جودة عالية يأتيهم حتى عتبات مكاتبهم، فجمع ما بين الاثنين ورأى أن أمامه فرصة طيبة ليبدأ عمله الخاص.
    الطريف أن قطار التغيير نال منه هو الآخر، إذا وبينما يفكر في هذا الأمر، جاءه الخبر من شركته باستغنائهم عن خدماته وصرفه من العمل. بسرعة بدأ تيم العمل، إذا استثمر مبلغ 800 جنيه إسترليني في شراء ماكينة تقطيع اللحوم إلى شرائح، واشترى بضعة باقات قش لحمل الشطائر، وأثقل في الطلب من صديق حتى سمح له باستعمال الدور السفلي من محله ليعمل وينطلق منه، وهكذا كانت البداية.
    العمل الجديد كان له متطلباته الشاقة، مثل الاستيقاظ في الرابعة والنصف صباحا، من أجل إعداد الساندويتشات، وبعدها يبدأ تيم في الطواف على المكاتب التجارية حاملا باقات الشطائر، ورغم أنها وظيفة تتطلب الجلد والصبر، وتقبل النظرة الدونية من المشترين، ناهيك على أن رفاق الأمس نظروا إليه على أنه مجنون، لكن حصيلة مبيعات اليوم الأول كان 35 شطيرة مباعة، وهو ما أعلن رسميا انطلاق ديلي بريد Daily Bread أو الخبز اليومي.
    بدأت المبيعات تزيد، ما مكن تيم من توظيف آخرين ليساعدوه في عمله، الأمر الذي ساعده على تقديم أطباق تحوي ساندويتشات وأطعمة جانبية، ذات سعر أعلى. هذا التوسع البسيط صاحبه مشاكل تنظيمية بالجملة، مثل العثور على طلبة جامعيين يريدون عملا جانبيا، ويقبلون الطواف على الموظفين في دور عملهم، ويكونوا ناجحين في بيع الشطائر، لكن الأهم ملتزمين، ففي الأيام التي لا يأتي فيها هؤلاء الباعة الجائلين، كان تيم يقوم بنفسه بالطواف على المكاتب لبيع شطائره. بعد انقضاء العام الأول، كان لدى تيم 5 موظفين منتظمين، واستطاع الانتقال إلى مقر جديد خاص به.

    لا يقف قطار التغيير أبدا، فبعد مرور 10 سنوات على هذه البداية، تعرض المشروع لأزمة عنيفة، إذ مرت السوق الانجليزية بأزمة كساد، وخسر تيم أكبر عميلين عنده، وتراجعت المبيعات بوتيرة كبيرة ومؤلمة، وكانت المرة الأولى التي يعاني فيها مشروع الخبز اليومي من الخسارة. في محاولة منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، افتتح تيم محلا لشطائره، لكنها كانت محاولة خاسرة بشدة، إذ بعد 45 يوما من الافتتاح أغلق تيم هذا المحل، فالشطائر كانت لا تتحرك، ولم يجد مشترين لساندويتشاته، وكانت خطوة مؤلمة بكل المعاني، جاءت مثل الضربة القاصمة التي كادت تدفع تيم نحو الإفلاس.
    جلس تيم ليفكر ماذا سيفعل، فهو قد بلغ الأربعين، وعنده زوجه وأولاد ثلاثة، وتجارة تعب كثيرا حتى قامت أركانها، وعنده بغض شديد للعمل لدى الغير، لكنه كذلك كان يملك ورقة صغيرة يلصقها أمامه على طاولته، كتب عليها: حتى لا تشعر بدوار البحر، ركز عينيك على الأفق الواسع (بمعنى عندما تركب في السفينة ويصيبك دوار / دوخة بسبب اهتزازها، فإن علاجك هو أن تركز ناظريك على الأفق البعيد، لأنه بعده يعطي الإيحاء بأنه ثابت لا يتحرك، فيقلل من شعور الدوار والغثيان)، وهو كناية عن ضرورة التفكير بعيد المدى طويل الأجل.
    في آخر ثانية، وعلى غرار المسلسلات التليفزيونية التي يأتي الفرج فيها في آخر مقطع من آخر حلقة، تلقى تيم طلبا كبيرا من متعهد إقامة حفلات، وكانت هذه هي نقطة التحول في تاريخ تيم وشركته وخبزه. مع انتظام طلبات هذا المتعهد، أدرك تيم أن العمل مع كبار العملاء وعلى مستوى الجملة هو أكثر مجال يجلب له الربح ويقلل المصاريف التشغيلية لشركته، فرغم تراجع هامش الربح على مستوى الشطيرة الواحدة، لكن بيع مئات الشطائر دفعة واحدة أفضل من الطواف على مواقع كثيرة وبيع أرقام صغيرة هنا وهناك. حين تيقن تيم من صحة هذا الاكتشاف، قرر وقف بيع الشطائر عبر الباقات الطوافة، والتركيز على البيع بالجملة لكبار المشترين.
    الباقي – كما يقولون – جاء كما هو متوقع له، إذا تنقل تيم من نجاح لآخر، وتزايدت المبيعات رابحة، حتى باع تيم شركته كلها لشركة أمريكية، بمبلغ ثقيل لكن غير معلن عنه، مع بقاء تيم على رأس العمل، ليدير شركته حتى تصبح أكبر وأكثر انتشارا.

    نقطتان يجب على القارئ الوقوف عندهما بعد انتهاء أحداث القصة:
    الأولى، حين نظر تيم في أمره وحياته، فلم يجد له أفضل من بيع شيء من صنع يديه. لعل الكثيرين منكم ينطبق عليه هذا الأمر وهذه النظرة، فما الذي يمكن ليديك تقديمه؟
    الثانية: البيع لكبار العملاء يكون في أحيان أفضل بكثير من البيع لصغار العملاء. الكثيرون من قرائي أجدهم ومن خلال تعليقاتهم يقتتلون دفاعا على مرة البيع الواحدة، وأن بيعة واحدة خير من مائة على الشجرة. هذه النظرة وهذه الطريقة من التفكير بحاجة لمراجعة، وبحاجة لتجربة البيع للعملاء الكبار الذين يشترون كميات كبيرة في المرة الواحدة، حتى ولو كان مقابل هامش ربح متدني، فحيتى لا يصبيك الدوار، انظر إلى الأفق دائما، انظر إلى بعيد، كم ستربح وكم ستخسر في نهاية الأمر.
    على الجانب:
    قبل أن تقترح علي الشروع في مشروعي الخاص، أنا بالفعل أعمل على ذلك، لكن الأمر يتطلب المزيد من الانتظار.
    لعل من مزايا صرفي من العمل أني ربما خصصت وقتا أطول للمدونة، ومن عيوب ذلك أني ربما انشغلت عنها بحثا عن بديل.
    بدأ الصديق Djug مشروعه الخاص، موقع يسمح بكتابة رسائل تغريد / تويتر أطول من 140 حرفا، على هذا الرابط، وهو بحاجة لاقتراحاتكم وأفكاركم ومساندتكم



    المصدر : مجلة افكار عملية مبدعون
    عن مدونة شبايك


    التعديل الأخير تم بواسطة نادية أمال شرقي ; 10-May-2010 الساعة 12:50 PM
    كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
    وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي



    ^______________^ ودمتم سالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178