حياناً تشعر بأن الحياة غير عادلة أبداً، وأن الظروف تقيّدك من كل صوب، وكثيراً ما تختار الاستسلام لظروفك لأنك تعتقد أنها أقوى من أن يمكن مواجهتها.. جميعنا مر بمثل هذه الحالة بلا أدنى شك، ولكن هناك من استسلم بالفعل وضاعت أحلامه وذاته في خضم الحياة والظروف، وهناك من واجه وقاتل حتى آخر نفس..
هنا نحن أمام 4 أشخاص رائعون لجؤوا إلى الخيار الثاني، فأبهرونا بقوة إرادتهم وحبهم للحياة!
نيك فيوتتش
لا أعتقد أن أحداً لا يعرف من هو نيك فيوتتش، أحد رموز الإرادة والمثابرة في عالمنا. أثبت للعالم أن الإعاقة الحقيقية تكمن في الروح لا الجسد، استطاع أن يحلّق لأبعد سماء بأحلامه، دون أن تقيده إعاقته، أو تحد من قدرته على تحقيق شيء ما.
نيك أب لطفلين وواحد من أشهر المحاضرين في العالم، يلعب الغولف، يقرأ، يلهم العالم بأكلمه، والأهم؛ يتبسم ويحلم ويخطط، ويمضي في طريق أحلامه واثق الخطا.
يقول نيك في إحدى محاضراته أنه عندما يوقفه الأطفال في الشارع ويسألونه عما حدث له، ولماذا يبدو بهذه الهيئة، يجيبهم مبتسماً وببساطة شديدة “السجائر هي السبب” ! فهل رأيت إيجابية كهذه من قبل؟!
أندريا بوتشيلي
هو عالم بحد ذاته، فنان كلاسيكي من عالم آخر، كاتب ومؤلف موسيقي ومغني أوبرالي، فقد بصره في عامه الثاني عشر، ومن هنا بدأت معركته الحقيقة مع الحياة، وبلا أدنى شك كان المنتصر فيها، حيث استطاع أندريا أن يصل لقلوب الملايين من حول العالم، بصدق إحساسه وإصراره على الاستمرار والنجاح، فالقضية هنا هي روح قوية وإرادة لا تنكسر.
مادلين إستيوارت
نموذج آخر للقوة والمثابرة، مادلين إستيوارت ذات الـ 18 عاماً، ولدت مادلين بمتلازمة داون، لكن هذا لم يمنعها من مطاردة حلمها في أن تصبح عارضة أزياء، حيث بدأت بتقليل وزنها والاهتمام بمظهرها، وتقدمت لكثير من دور الأزياء الشهيرة وبالطبع تم رفضها مرات، لكنها لم تكف عن المحاولة حتى استطاعت بالفعل التوقيع مع إحدى شركات الملابس الرياضية النسائية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها شاركت مؤخراً في أسبوع الموضة في نيويورك، طريق مادلين لم ينتهي بعد.. فثمة أحلام وإنجازات أخرى قيد التحقيق.
إيمي بوردي
لا تؤمن إيمي بأن الحدود تعطل مسيرتنا، بل ترى أن الحدود هي التي تدفعنا بقوة تجاه أهدافنا. أصيبت إيمي بوردي في عامها الـ 19 بالتهاب جرثومي في السحايا، أفقدها ساقيها الاثنتين من أسفل الركبة، وكليتيها، وحاسة السمع في الأذن اليسرى، تخيل فتاة في مقتبل العمر تصاب بكل هذه الضربات فجأة وبدون مقدمات!
بلاشك تحطمت إيمي نفسياً، وعاشت أياماً عصيبةً لا تبصر ذرة أمل في مستقبلها، انطفأت أحلامها وضاعت وسط هذا الواقع الجديد والغريب عليها، فكيف يمكنها التزلج على الجليد مرة أخرى؟ كيف ستحقق حلمها الأوحد بهذه الأقدام الصناعية؟!
لكن إيمي أدركت ألا أحد سيخرجها من هذا الألم سواها، فثابرت وواجهت واقعها بشجاعة. بدأت بالعودة إلى أحلامها تدريجياً، كما قامت بصنع أقدام صناعية بنفسها، لتعود لممارسة التزلج على الجليد، عادت لحياتها بروح جديدة وإرادة من حديد، جعلتها بطلة العالم في التزلج لعام 2011.
ليس هذا كل شيء؛ فإيمي شاركت أيضاً في تأسيس منظمة غير ربحية، لمساعدة من يعاني من إعاقة جسدية، في ممارسة الرياضة بشكل طبيعي، باختصار؛ هذه الفتاة رائعة بشكل لا يصدق!
والآن؛ هل ما زالت تشعر بقيودك؟ هل ما زلت تؤمن بأن الحياة تسيّرك كيفما شاءت؟ وأنك ضحية الظروف ومن حولك؟
صدقني كل هذه أوهام، قيودك الحقيقة تكمن في روحك وأنت من صنعها، حرر نفسك بنفسك وتذكّر أنها حياة واحدة… رحلة واحدة… قد تنتهي في أي وقت، فبأي لون تريدها أنت تكون؟!
المفضلات