من أهم نجاحات شركة "هالمارك" كان السياسة التي اتبعها جويس هالمارك في تعيين وتحفيز موظفيه. فقد كان يعتبر أن الاستثمار في الموظفين هو أفضل استثمار، لذلك ابتكر العام 1956 برنامج المكافأة، وقد وصفت مجلة Fortune هذا البرنامج بأنه أفضل برنامج يضمن الفائدة المشتركة للطرفين (رب العمل والموظفين على حد سواء). وامتدح البرنامج مرة ثانية عندما تم اختيار شركة هالمارك ممثلة بجويس بين افضل 10 شركات في الكتاب الذي صدر العام 1984، وأعيدت طباعته العام 1993 تحت عنوان "أفضل 100 شركة تستطيع الاطمئنان للعمل معها". كما كانت إحدى الشركات للأم العاملة، وذلك حسب مجلة "الأمهات العاملات" منذ العام 1986 حتى الآن.

يملك الموظفون حالياً أكثر من ربع الشركة عبر برنامج تقاسم الأرباح وبرنامج التملك، وكان ذلك من أفضل إنجازات "هالمارك". كما أضافت الشركة في إيجاد سبل الاعتناء بأطفال الموظفين المرضى. وكانت سياسة جويس هال مبنية على نظرية تقول "احمل هموم موظفيك، وهم بدورهم سيحملون همومك وهموم الشركة". تعرضت الشركة لنكسة العام 1981 عندما انهار ممران في موقعها في كروان سنتر القريب من فندق حياة ريجنسي، ما أدى إلى وفاة 114 وجرح 225.

وتضم الشركة حوالي 740 كاتباً وشاعراً وفناناً ومبدعاً. وتعد أكثر الشركات احتواء للمصممين المبدعين من جميع الأنواع والمهن. كما تضم مصورين زكتاباً وخطاطين ونحاتين ورسامي كايركاتور ورسوم كارتونية، إضافة إلى الرسامين بالإبرة، وكذلك أضخم الأجهزة التي تصمم أفضل بطاقات معايدة في العالم.وأغلب بطاقات هالمارك للمعايدة تضم مقاطع وأقوالاً وعبراً شهيرة من أدباء وشعراء خالدين كشكسبير، مارك توين، شارلز ديكنز، غوته، ايليوت وغيرهم.

السياسة الثانية التي جعلت " هالمارك" مؤسسة رايدة وناجحة في 100 دولة هي "اسمع لما يريده الزبون". لذلك فهناك العديد من الابتكارات التي كانت تأتي من الزبائن، لأن الشركة قد أعطتهم الفرصة. وقد طرحت بطاقات Shoebox greeting التي تضم بطاقات معايدة ساخرة ومضحكة في الوقت نفسه. وعلى الأغلب تمت تسمية هذه البطاقات بذلك نسبة إلى علبة الحذاء التي بدأ بها جويس هال العام 1990. وتضم هذه المجموعة أكثر من 1600 بطاقة لجميع المناسبات. وكانت الابتكارات والتصاميم جزءاً لا يتجزأ من تطور ونمو "هالمارك". وفي العام 1990 تم طرح بطاقات Personalize it.

كان جويس هالمارك شخصاً محبوباً من الجميع وخلال خطاب وجهه عند طرحه لكتابه when you care enough، سئل عن أصعب القرارات التي اتخذها في حياته فأجاب: "كانت حياتي مملوءة بالقرارات الصعبة، وأهمها الانتقال إلى كنساس سيتي العام 1910، بناء أول مبنى للشركة، تثبيت البطاقات على الجدران، تصميم منصة عرض البطاقات والإعلان في الراديو والصحف.

لقد وصفني الكثيرون بالجنون عندما علموا أنني سأعلن عن بطاقات "هالمارك"، لأن الجميع كانوا يعتقدون بأن الناس لا تبحث عن مصدر البطاقة، ولا يهمها ذلك. إنما يهمها البطاقة فقط. وكنت أنا الوحيد المقتنع بنظريتي. وعلى الرغم من أن النصح والنقد لم أكترث، وكتبت أول إعلان بنفسي العام 1928 في مجلة نسائية، وبعدها قررت أن أكون احد الراعين لبرنامج على الراديو. وهكذا حقق جويس هال الكثير من أحلامه. وفي العام 1966 أعطى الإدارة التنفيذية لابنه دونالد هال، الذي ورث عن والده شعارات كثيرة منها "الذوق الجميل والجيد تجارة رابحة". وتوفي جويس هال العام 1982 وأصبح ابنه دونالد بعد سنة رئيس مجلس إدارة "هالمارك" العالمية.

يبلغ حالياً معدل مبيعات "هالمارك" السنوي 3.6 مليار دولار، وتحتل هذه الشركة العملاقة المرتبة الرقم 35 في لائحة مجلة Forbes. ويبلغ معدل موظفي الشركة 20100 موظف بدوام كامل، ويوجد حوالي 5900 موظف يعملون في المركز الرئيسي في كنساس، ويتعاون الجميع في "هالمارك" على تصميم 11000 تصميم لبطاقات المعايدة، ويعاد تصميم 8000 بطاقة معايدة قديمة في السنة، ولدى الشركة حوالي 40000 منتج.

طرحت "هالمارك" حديثاً، المعايدة عبر الـ CD، وهي طريقة مبتكرة لمشاهدة بطاقات المعايدة على الكمبيوتر وسماع الأغاني المختارة خصيصاً للمناسبة. كما دخلت الشركة في مجال إنتاج الأطفال.

كانت هذه حكاية نجاح جويس هال مؤسس هالمارك، والتي حرك من خلالها مشاعر البشر الذين يتأثرون عادة بهذه البطاقات، وجعل للتعبير وسيلة مميزة عن طريق الكلمة الجميلة والبطاقات المبتكرة.لقد عبّد جويس هال الطريق لآلاف البشر عبر ابتكار صناعة جديدة ومريحة، وقرّب العلاقات بين الناس عن طريق بطاقاته الرائعة.










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 52 - 56
كلمات مفتاحية: المرونة – التحدي – الأهداف – التركيز – الأفكار الإدارية – تحفيز – تشجيع الموظفين – مبيعات
أرسل بواسطة: رفاعة عكرمة
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=439