منح العام 1949 رتبة كولونيل لإنجازاته لولاية كنتاكي من قبل حاكم الولاية. غير هذا اللقب حياته فبدل أن يقال عنه رجل الأعمال هارلاند ساندرز، أصبح يقال عنه كولونيل هارلاند ساندرز، وكان لون شعره أبيض ويحب أن يلبس كالكولونيل بالضبط. ويعتبر أن هذه الشخصية نفعته في عمله كثيراً.عرض على الكولونيل مبلغ 164000 دولار مقابل أن يبيع مطعمه، وكان ذلك العام 1953 وعلى الرغم من أن هذا الرقم كان مغرياً إلا أنه رفضه، ولكن بعد سنوات ولسوء حظه تغيرت خرائط تعبيد الطرقات، ولم يعد مكان المطعم جيداً، مما اضطره إلى بيع مطعمه بالمزاد العلني مقابل 75000 دولار، ولم يكن يكفي هذا المبلغ ليسدد ديونه.

بعد هذه المصيبة وخسارته كل شيء، قرر الكولونيل أن يتقاعد ويصرف من مدخرات الضمان الاجتماعي، وكان أول شيك قدره 105 دولارات، وكان يعلم أن هذا المبلغ لن يفعل شيئاً له ولزوجته، ومرة ثانية كان محطماً، ولكنه لم يستسلم.عن ذلك يقول جون براون: "أحلى ما في الكولونيل أنه لا يفكر أبداً في الانسحاب، وعندما حصل على الشيك وقال لنفسه: هون عليك يا هارلاند، هناك شيء واحد تستطيع أن تفعله أفضل من غيرك في هذه الدنيا، وهو قلي الدجاج، وهذا ما ستفعله بقية حياتك".

مضت سنة على هذا الكلام، فباع الكولونيل طريقة تحضير الدجاج إلى مطعم في ولاية أوتا، ولاقت استحساناً ما شجعه على التعاقد مع مطاعم أخرى، وكان يقبض 4 سنت عن كل دجاجة تباع. بعد ذلك وضع الكولونيل عدداً من طناجر الضغط وبعض الأكياس لخلطته السرية في صندوق سيارته الكاديلاك، ونزل إلى السوق يسوق لهذه الفكرة على الرغم من سنه، وعلى الرغم من داء التهاب المفاصل الذي كان يعاني منه. كان يطبخ لكل مدير مطعم وللموظفين بخلطته السرية، فإذا أحبوا ما طهاه كان يتفق معهم: "4 سنتات لكل دجاجة تطبخ حسب طريقته".

على الرغم من ثقته الكاملة بنفسه وإيمانه بما يفعل، فإن الشك تسرب إلى نفسه في الأشهر الأولى لبيعه هذه الخلطة، ولكنه نجح في التغلب على شكوكه وكان يبحث ويتوقف عند كل مطعم يراه. كان ينام في سيارته ليوفر ثمن الفندق (الموتل)، وكان يحلق في حمامات محطات الوقود المنتشرة على الطرقات، وكان ينظر إلى المرآة ويقول لنفسه: "يجب أن تنجح ما هارلاند".

خلال سنتين من تجواله استطاع الكولونيل أن يقنع 5 مطاعم فقط. ويفسر ذلك قائلاً: "عندما تقول لصاحب أي مطعم إن دجاجه ليس بالمستوى المطلوب فهو يحس بالإهانة ويرفض الفكرة قبل عرضها وتجريبها، ولكن الخلطة اللذيذة كانت فعلاً تجعل الدجاج أطيب بنظره وكان يقول الحقيقة".بلغ عمر الكولونيل 70 عاماً، وبلغ عدد مطاعم كنتاكي فرايد تشيكن 200 مطعم في الولايات المتحدة الأميركية وكندا. وتوقف بعد هذا العدد عن التجوال والسفر لأن الاستفسارات كانت تأتي إليه. وكان هو المحاسب، وهو الذي يحضر بمساعدة زوجته كل شيء، وكانت زوجته تخلط الأعشاب والتوابل وتغلفها وتبيعها بالبريد.










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 209 - 212
كلمات مفتاحية: مواجهة المحن – مرونة – تحدي – عدم الاستسلام – تسويق – الثقة بالنفس
أرسل بواسطة: رفاعة عكرمة
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=496