اعتمدت سياسة كارنيجي على رفع جودة الفولاذ وتخفيض سعر مبيعه، ما جعله يتوسع ويكبر بشكل كبير. وكان أندرو رجلاً منظماً للغاية. وقد قدم نظاماً للمحاسبة.وكان برنامجه من أفضل البرامج لحساب التكاليف على الإطلاق في ذلك الوقت. وكان دائم القول: "راقب المصاريف والأرباح ستراقب نفسها بنفسها" .من سياسات كارنيجي الناجحة، أيضا، إحاطة نفسه بمساعدين وأشخاص أكفاء ومتمكنين في مجالاتهم. وفي مرة من المرات اقترح على أحد مساعديه أن يكتب على قبره: "هنا يرقد رجل استطاع أن يجتذب حوله رجالاً أذكى وأبرع منه" .كما كان كثير الرعاية والاهتمام بمساعديه، لأنه كان يعتبرهم أهم من الحديد والصلب والمصانع. وبالنتيجة، أصبح العديد من مديري إدارته من الأغنياء، منهم تشارلز شواب.

لم يتزوج أندرو كارنيجي لأنه، حسب رأيه، كان مخلصاً لأمه في حياتها. ولكن في العام 1887، وبعد فترة وجيزة من مماتها، تزوج أندرو البالغ من العمر 52 عاماً في ذلك الوقت من لويز ويتفيلد، وكان يحبها جداً، وكانت أيضاً امرأة مستفهمة ولم تعترض عندما قرر زوجها أن يهب معظم ثروة العائلة للمحتاجين.

استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة أندرو كارنيجي تخطي بريطانيا في صناعة الحديد والفولاذ. ولكنه قرر بعد فترة أن يتفرغ لأعمال الخير، فباع شركته إلى مورغن للحديد عندما كان في عمر يتجاوز الخامسة والستين مقابل 400 مليون دولار. كان ذلك في العام 1901.كانت فلسفة أندرو كارنيجي واضحة: " أحلى اللحظات هي اللحظة التي تشعر فيها أنك كونت ثروة وبعدها تهب معظمها إلى الفقراء والمحتاجين وأنت حي، وقبل أن تموت لتشعر بسعادتهم وأنت ما زلت على قيد الحياة" . وقال أيضاً: " أن أشنع ما في هذه الدنيا هو عبادة المال" . وقد قسم أندرو حياة الإنسان إلى قسمين: قسم لتكوين الثروة والقسم الآخر لصرفها. وقد أسس كارنيجي 2811 مكتبة عامة، وأسهم كثيراً في الشؤون الطبية والتعليمية.

وهب كارنيجي أكثر 350 مليون دولار في خلال 10 سنوات، وبعدما تعب من هذه الأمور، قرر أن يرتاح، ولكنه قبل ذلك قرر أن يبني قصر السلام في الـ Hague.كتب كارنيجي كتباً عدة منها: "انتصار الديموقراطية" ، وكان رجلاً وطنياً ومحترماً، بخاصة أنه أسس مصانع في فترة الركود الاقتصادي بعد الثورة الصناعية واثقاً من التعويض، وازدهرت تجارته وذاع صيته.

توفي أندرو كارنيجي العام 1919 عن عمر يناهز الرابعة والثمانين تاركاً وراءه زوجته وابنته. ولكنه ظل حياً من خلال فلسفته التجارية ومن خلال تبرعاته التي طالت جميع الولايات المتحدة والتي طورت في مرافق عديدة ومجالات كثيرة. وهكذا انتهت حياة شخص لم يكن يتوقع في يوم من الأيام أن ينال مبلغ 35 دولاراً في الشهر ووجده مبلغاً كبيراً عليه ولكن بطموحه وكده وجهده استطاع أن يضرب هذا الرقم بملايين الدولارات ويثري صناعة الحديد والفولاذ في العالم.









المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 324 - 326
كلمات مفتاحية: استقطاب الكفاءات – الاهتمام بفريق العمل - مساعدة الآخرين – التواصل – قيم
أرسل بواسطة: علاء الدين ملا أحمد
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=543