يرجع كونراد هيلتون نجاحه إلى عوامل ثلاثة: المخاطرة، الريادة بهدف الريادة والجودة، إضافة إلى الشعور بالتحدي، ويقول أنه لو وجد غرفة شاغرة في ذلك اليوم الذي أتى فيه إلى تكساس لم يكن ليفكر في شراء فندق، وهذا ما يبعث أحياناً إلى الدهشة. هذه العوامل الثلاثة كانت الدافع إلى جعل فنادق هيلتون على كل سواحل الولايات المتحدة. فمن تكساس انتقل هيلتون من ولاية إلى ولاية مساوماً ومفاوضاً بارعاً، واشترى من خلال ذلك فنادق درجة أولى في كاليفورنيا، نيويورك، شيكاغو وواشنطن، وبذلك كان أول فندق يتوسع من الساحل.

كان ذلك في العام 1943، وفي العام نفسه زعزع كونراد هيلتون قناعة كانت سائدة في تلك الأيام، وهي أن أكثر من فندق واحد في منطقة واحدة للفندق نفسه لا ينفع فغير هيلتون هذه الطريقة تماماً عندما أدار فندق بلازا وفندق روزفلت في نيويورك سيتي، وبعد 6 سنوات أضاف فندق والدورف ـ استوريا إلى عائلة فنادقه. كما كان قد اشترى العام 1945، وعلى الرغم من الحرب العالمية ونتائجها، فندق بالمر هاوس في شيكاغو في ذلك الوقت "ذا ستيفنس" (حالياً شيكاغو هيلتون).

وكان "هيلتون" أول فندق يدخل سوق الأسهم في نيويورك 23/6/1947، كما كان أول فندق ينطلق عالمياً، ففتح أول فندق خارج الولايات المتحدة في العام 1949 في سان جورج في بورتريكو وفي السنة نفسها تم إشهار "هيلتون العالمية" وهو أول من طرح فكرة إضافة محل لبيع الهدايا في الفنادق، وكان ذلك نابعاً من حب كونواد هيلتون لاستغلال كل زاوية في الفندق، وذلك في سبيل خدمة الزبائن.

كما كان أول فندق أميركي يدخل السوق الأوروبية، وذلك بافتتاح كاستيلنا هيلتون في مدريد ـ اسبانيا العام 1953، وفي اسطنبول بعد عامين. كذلك كان أول من اقترح إنشاء فندق في المطارات وذلك في العام 1959، عندما تم افتتاح هيلتون مطار سان فرانسيسكو. وقد افتتح هيلتون إلى الآن 37 فندقاً في المطارات وفي مواقع استراتيجية.

ما زالت سلسلة فنادق هيلتون في توسع مستمر تحت قيادة بارون هيلتون، ابن المؤسس الرئيسي كونراد هيلتون، والذي توفي العام 1979 وأورث ابنه القواعد الرئيسية للنجاح كما أن هناك شخصاً آخر اسمه ستيفن بولنباخ ساعد كثيراً في التطور، وورث الاثنان 79 عاماً من التجدد والابتكار والجودة والمخاطرة ووضعوها في تصرف فنادق هيلتون.

هيلتون اسم انتشر مصادفة، لأن كونراد هيلتون لم يجد غرفة له في تكساس، فقرر أن يساعد الملايين في إيجاد غرف في جميع أنحاء العالم. وحكاية هيلتون هي أكبر دليل على أن كل شيء يبدأ بفكرة يدعمها بعد ذلك الجهد والتعب والمخاطرة ودفع ثمن النجاح.










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 59 -61
كلمات مفتاحية: الريادة والتفوق – خوض المخاطر – مواجهة التحديات – وضع الأفكار موضع التنفيذ – التجدد – الإبتكار – الجودة - المخاطرة
أرسل بواسطة: قسم الأبحاث
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=441