دخلت موتورولا مجال التلفزيون العام 1948 وطرحت موديل VT71 والذي بلغ ثمنه 179 دولاراً، وكان أول تلفزيون يبلغ ثمنه أقل من 200 دولار. وقد بيع من هذا الجهاز أكثر من مئة ألف جهاز في عام واحد، وأحدث نقلة نوعية للشركة ووضعها في القمة.بعد نجاحها خلال الحرب استطاعت موتورولا إقناع شركات فورد وكرايزلر بتجهيز سياراتها براديوات السيارات من صنعها. ثم حققت صفقة مهمة جداً، وذلك بإقناع شركة GM بتجهيز جميع السيارات التي تصنعها براديو السيارات " وتورولا". حاولت الشركة دخول مجال سخانات السيارات ولكنها منيت بفشل ذريع، ففضل بول غالفن التركيز على المنتجات السلكية واللاسلكية والإلكترونية. وكان هذا الخيار صائباً لأن مكانة وسمعة الشركة كانت في هذا المجال. وكان دانيال نوبل قد أنشأ مركز موتورولا للأبحاث والتطوير في فينيكس ـ أريزونا. ومع حلول العام 1950 وصلت مبيعات الشركة إلى حوالي 177 مليون دولار، وعدد موظفيها تعدى التسعة آلاف.

واجهت موتورولا بعد هذا النجاح عوائق وعقبات كثيرة بسبب دخول عنصر المنافسة. وفي العام 1955 غيرت الراديو والاتصال. وكانت نقطة التركيز تطوير الأجهزة لجعلها أصغر وأقوى وأرخص وتستهلك بطاريات أقل. توفي بول غالفن العام 1959 فخلفه ابنه روبرت في رئاسة الشركة بعدما كان مديرها العام. ومشى على خطى والده. واشترت الشركة في العام نفسـه مصنعاً متخصصـاً في صنع أجهزة الاتصال داخل المستشفيات، وكان هذا الأمر سبباً رئيسياً وأساسياً لاختـراع جهاز النداء PAGER . كما انتقلت الشركة خلال تلك السنة إلى مكاتب جديدة ومتطورة، أصبح مقرها في فرانكلين بارك في ايلينوي. طرحت بعدها جهاز اتصال نقال لا يستهلك كثيراً من البطارية، ويمكن تشغيله على بطارية السيارة.

ومن خلال توسعها الدائم بلغ عدد موظفي " موتورولا" العام 1960 حوالي 14740 موظف ومبيعاتها نحو 300 مليون دولار انتقلت بعدها إلى مجال جديد فأسهمت في تنفيذ مشاريع لبناء الاتصال مع المركبات الفضائية وأهمها Nariner II التي استكشفت الكواكب الأخرى، ومنها القمر والمريخ.وفي خطوة توسعية جديدة اشترت موتورولا مع شركة National Video في تطوير جهاز التلفزيون. وفي العام 1967 طورت شعارها وأصبح ضمن دائرة، وانطلقت عالمياً وبقوة، عبر فتح مصانع في دول عدة منها استراليا، انكلترا، ألمانيا، ماليزيا، المكسيك وبورتوريكو. وتعاقدت مع شركات للإنتاج المشترك في فرنسا واليابان.

في العام كانت كلمات نيل ارمسترونغ من القمر تبث إلى الأرض عبر جهاز طورته وصنعته موتورولا، وبالتحديد من قسم يعمل تحت لوائها اسمه Government Electronics Division و Td. وفي العام 1970، وخلال 10 سنوات فقط قفز عدد موظفيها من 14470 موظفاً إلى 36000 موظف، ومبيعاتها من 300 مليون دولار إلى حوالي 800 مليون دولار وما زالت الشركة في تطور مستمر. أسهمت شركة موتورولا بشكل فعال وأساسي تطوير كل ما يمت بأجهزة الاتصال والأجهزة السمعية والمرئية، ويرجع إليها الفضل الكبير في التطور التكنولوجي في هذه المجالات.

هل كان متوقعاً من بائع بوشار بول غالفن أن ما بدأه لن يصل إلى كوكب الأرض فقط بل إلى الكواكب الأخرى كالقمر والمريخ. هذا ما حصل فعلاً، وحكاية نجاحه ونجاح شركته تثبت أن الإنسان قادر على الابتكار إذا كانت لديه الرغبة مهما كانت إمكاناته ضئيلة ومتواضعة.











المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 218 - 221
كلمات مفتاحية: اقناع – تسويق – مبيعات – تركيز – الخيارات – مواجهة العوائق – المرونة – الرغبة - النجاح
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=499