التزام شركة تويوتا بالأبحاث والتطوير والجودة والفعالية أعطى ثماره، بخاصة بعد طرح السيارة الرائدة بالدفع بأربع عجلات Land Cruiser العام 1951، ومن بعدها السيارة الفخمة Crownالعام 1955والتي بيعت كسيارات اجرة، ومن ثم السيارة الشعبية Corona العام 1957.كانت الشركة تحلم بشكل دائم في أن تتوسع خارج حدود اليابان، ومن أوائل توسعاتها الخارجية بعد تايوان اتجهت شركة تويوتا إلى المملكة العربية السعودية، حيث أخذت شركات عبد اللطيف جميل وكالة تويوتا في السعودية في إبريل 1955. وفي العام 1957 تم تصدير أول سيارة يابانية إلى الولايات المتحدة الأميركية، وكانت سيارة كراون. وفي أكتوبر 1957 تم إنشاء تويوتا موتور في الولايات المتحدة، ومن بعدها بفترة قصيرة توسعت الشركة إلى البرازيل.

تركزت سياسة تويوتا، منذ إنشائها، على أن تبسط جناحيها على أكبر عدد من الدول وتحضير أسواق جديدة ليتم استيعاب ما تصنعه بشكل دائم وفعال. لذا اتبعت سياسة التوسع المنظم، واستمر توسعها بشكل كبير، فاتجهت إلى جنوب أفريقيا العام 1961 وفي السنة نفسها إلى تايلاند، وفي العام 1963 إلى استراليا (ابريل) والدانمارك (مايو 1963)، بريطانيا (اكتوبر 1965)، ماليزيا (فبراير 1968)، بلجيكا (اغسطس 1970)، ألمانيا (يناير 1971)، إندونيسيا (يناير 1972) ومن بعدها إلى كافة أنحاء العالم.

هذا التوسع لا يعني أن كل ما قدمته الشركة لقي إقبالاً ونجاحاً، على سبيل المثال فإن سيارة كراون تم سحبها من السوق لعدم فعاليتها في السوق الأميركية ولم تيأس الشركة، إنما بحثت عن الحلول على الرغم من تأثر سمعتها مع أول سيارة طرحتها، فكانت النتيجة أنه تم تطوير المفاهيم فولدت سيارة كورونا، ولكن النجاح الساحق تحقق مع سيارة كورولا الاقتصادية والمتينة، والتي أصبحت الأكثر مبيعاً على الإطلاق. ومع حلول العام 1970 كانت مرتبة تويوتا الرابعة في العالم في مجال صناعة السيارات وفي العام 1975 عزلت تويوتا شركة فولكسفاغن التي كانت تحتل المرتبة في الأولى بين الشركات الأجنبية المصدرة إلى سوق الولايات المتحدة.

ساعدت أزمة البترول على رواج سيارات تويوتا، والتي كانت تصرف نسبة قليلة من البترول قياساً بالسيارات الأخرى، ما رفع مبيعاتها بشكل ملحوظ وملموس.كل ما فعلته تويوتا أنها لاحظت أن السيارات الأميركية كبيرة وتستهلك بترولاً كثيراً، فما كان منها إلا أنها صنعت سيارة صغيرة واقتصادية غطت احتياجات العامة من الناس من دون أن تنقص من الجودة.رواج سيارات تويوتا كان سلاحاً ذا حدين فأصبحت السيارة شعبية جداً. وكثير من الذين يبحثون عن الفخامة عزفوا عن شرائها، فما كان من تويوتا سوى تصنيع سيارة نافست مرسيدس وبي أم دبليو ونيسان، ومن هذا المنطلق ولدت سيارة Lexus العام 1989.

وهكذا أصبحت لدى تويوتا سيارات ترضي جميع الأذواق وجميع الميزانيات واستطاعت أن تصل إلى جميع أنحاء الكرة الأرضية.تويوتا أكثر من حكاية نجاح فهي في تقدم دائم، وشراء سياراتها يزداد سنة بعد سنة. وقد بلغت مبيعاتها العام 1997 حوالي 99 مليون دولار بمعدل زيادة بنسبة 2.4 في المئة على العام 1996، وبلغ عدد موظفيها 150736 موظفاً مع نهاية العام 1997.









المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 352 - 355
كلمات مفتاحية: أبحاث – تطوير – فعالية – مبيعات – استثمار – عدم اليأس – التفاؤل -اصرار – قرار
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=554