الذكاء الوجداني أجريت أبحاث خلال 25 سنة من قبل 1000 مؤسسة على عشرات الألوف من الأشخاص وكلها توصلت إلى النتيجة نفسها : ”أن نجاح الإنسان يتوقف على مهارات لا علاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي“ الذكاء الوجداني في العمل: لقد أصبح اليوم الذكاء الوجداني جزء مهم من فلسفة أي مؤسسة في اختيار وتدريب أفرادها لأن الذكاء الوجداني يعلم الناس كيف يعملون معاً للوصول إلى هدف مشترك . الذكاء الوجداني في الأسرة : في دراسة قام بها عالم نفس أمريكي على تأثير الذكاء الوجداني في نجاح العلاقة الزوجية استطاع من خلال مراقبة الطريقة التي يتحدث بها الزوجان أثناء الخلاف أن يتنبأ باحتمال الطلاق بينهما خلال ثلاث سنوات بنسبة من الدقة وصلت إلى 97% . كما إن استخدام مبادئ الذكاء الوجداني يساعد الوالدين على إنشاء علاقات قوية مع أبنائهما كما يساهم في تنمية الذكاء الوجداني عند الأبناء . إن الفهم الجيد للذكاء العاطفي للطفل مفيد للإباء الذين يحاولوا المحافظة النظرية على ما هو مهم في تنشئة أطفالهم وبذلك فان الجينات الوراثية لنا تمدنا بنظم ونزعة اتجاه الصفات الشخصية و تجاربنا من خلال الحياة في السنوات المبكرة للطفولة تشير إلي أن الأطفال يطوروا جوهر شخصيتهم وحسهم بأنفسهم و هم يطوروا المنظور الاجتماعي والطبيعي للعالم ومهارتهم في قيادة السائدة والضحلة التي تدعمهم على طول و الحافز للنجاح ينبع من الداخل و الطفل يظهر عاطفته للآخرين ولديه القدرة للاستجابة الوجداني ة طلوعاً ونزولاً عن الآخرين. الذكاء الوجداني في المدرسة : في تجربة استمرت لمدة عامين أُدخلت مادة الذكاء الوجداني ضمن البرنامج الدراسي لمجموعة من الطلاب ثم تمت متابعة هؤلاء الطلاب لمدة ست سنوات بعد انتهاء التجربة فكانت النتيجة كما يلي : 1- زيادة قدرة الطلاب على التأقلم مع الشدة النفسية . 2- انخفاض نسبة الإدمان والعادات الغذائية السلبية. 3- انخفاض نسبة التصرفات العدوانية . 4- انخفاض نسبة التدخين . كما ثبت أيضاً أن تنمية مهارات الذكاء الوجداني عند المدرسين يساعدهم على التواصل مع الطلاب بشكل أفضل . كيفية مساعدة أطفالنا بتحسين معدل ذكائهم الوجداني ؟ ممكن أن نكون الأفضل بكوننا أباء ( ولسنا معلمين ! ) لتحسين معدل الذكاء الوجداني بتشكيل الذكاء العاطفي في سلوكنا بطريقة أخرى. الآباء الذين في مقدرتهم مساعدة الأطفال ذو الذكاء العاطفي العالي (أو مساعدتهم في تحسين معدل ذكائهم الوجداني ) هم الذين يتصفون بما يلي : 1- منتبهين جيداً لمشاعر أبنائهم ومساعدتهم في فهم مشاعرهم 2- يساعدون أطفالهم في فهم ومعرفة مشاعر الآخريين 3- يقومون بتحديد الأهداف لأطفالهم· 4- يساعدون أطفالهم في تطوير نظرتهم التفاؤلية للحياة· 5- الإمداد بالروابط والحدود والاتجاهات حتى يصبح أطفالنا أعضاء مسئولين في المجتمع· 6- مساندة عملية تطوير الكفاءة و الثقة بالنفس و المثابرة للنجاح في المهمات ، مع التدريب اللطيف والتدقيق. إن الذكاء الوجداني عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر وانفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة علي ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقا من هذه المهارات . فالشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني، يتصف بقدرات ومهارات تمكنه من أن: ü يتعاطف مع الآخرين خاصة في أوقات ضيقهم. ü يسهل عليه تكوين الأصدقاء والمحافظة عليهم. ü يتحكم في الانفعالات والتقلبات الوجدانية. ü يعبر عن المشاعر والأحاسيس بسهولة. ü يتفهم المشكلات بين الأشخاص و يحل الخلافات بينهم بيسر. ü يحترم الآخرين ويقدرهم. ü يظهر درجة عالية من الود والمودة في تعاملاته مع الناس. ü يحقق الحب والتقدير من الذين يعرفونه . ü يتفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم ويستطيع أن ينظر للأمور من وجهات نظرهم. ü يميل للاستقلال في الرأي والحكم وفهم الأمور. ü يتكيف للمواقف الاجتماعية الجديدة بسهولة. ü يواجه المواقف الصعبة بثقة. ü يشعر بالراحة في المواقف الحميمة التي تتطلب تبادل المشاعر والمودة. ü يستطيع أن يتصدى للأخطاء والامتهان الخارجي. أذن : الذكاء الوجداني هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين بحيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله. هل الذكاء الوجداني هو الذكاء العقلي ؟ بالطبع .....لا وهناك العديد من المفاهيم التي يجب التفرقة بينها ؛ من أهمها : 1- الذكاء العقلي: وهو مجموعة من القدرات العقلية التي تمكن صاحبها من اكتساب المعرفة و التعلم و حل المشكلات. 2- الانفعــــال: هو حالة وجدانية حادة ، وفجائية ، مضطربة و غير منظمة، وتختلف عن الحالة العادية للفرد ، وتتسم بالاستثارة و التنبيه و التوتر و الرغبة في القيام بعمل ما. وللانفعال مكونات : داخلية (فيزيولوجية و شعورية و معرفية)، وخارجية (سلوكية مثل تعبيرات الوجه). وتعتمد هذه الحالة على مواقف معينة ، و تستثير ردود أفعال الفرد المتطرفة والتي توجه عادة نحو مصدر الانفعال ، و يشمل الانفعال بوجه عام مشاعر قوية أو حالات وجدانية إيجابية أو سلبية. وتساعد الانفعالات على التكيف أمام مواقف الحياة ذات الصلة بالبقاء. أما الذكاء الانفعالي(الوجداني) : فهو يجمع بين الجانب العقلي والجانب الانفعالي للفرد ، فالذكاء الوجداني يشمل القدرة على إدراك الانفعالات بدقة ، و تقييمها ، و التعبير عنها ، والقدرة على توليد الانفعالات ، أو الوصول إليها عندما تيسر عملية التفكير ، و القدرة على فهم الانفعال و المعرفة الوجدانية ، والقدرة على تنظيم الانفعالات بما يعزز النمو الوجداني و العقلي. وهذا التعريف للذكاء الوجداني ؛ يجمع بين: 1- فكرة أن الانفعال يجعل تفكيرنا أكثر ذكاءً ، 2- فكرة التفكير بشكل ذكي نحو حالاتنا الانفعالية، 3- القدرة على إدراك و تنظيم الانفعالات، و التفكير فيها. إن المفهوم السابق يعرف الذكاء الوجداني من خلال مجموعة من القدرات المنفصلة، و لكنها متجانسة مع بعضها، بمعنى أن الفرد قد يكون عالي القدرة في فهم انفعالات الآخرين من خلال حساسيته في قراءة إشارات الوجه غير اللغوية، و التمييز بين التعابير الصادقة و غير الصادقة مثلاً ، و لكنه منخفض القدرة في تنظيم انفعالاته والتعبير عنها. ومفهوم القدرة يشير إلى توقع انتشار الأفراد بشكل طبيعي على طرفي منحنى القدرة. هذا ، وهناك مجموعة من المصطلحات النفسية ذات الصلة بمفهوم الانفعال الذي عرفناه سابقاً ، مثال ذلك : المزاج ، والمشاعر ، والعواطف ، و الوجدان ، والأحاسيس. 3- المزاج : الحالة المزاجية هي حالة انفعالية أقل حدة نسبياً في شدتها من الانفعال، تحدث لسبب مجهول، وغالباً ما يكون مصدرها هرمونات الجسم، في حين أن الانفعال غالباً ما يكون معلوم المصدر، ويستمر المزاج مدة أطول نسبياً من الانفعال؛الذي يحدث ويختفي بصورة أسرع من المزاج. ومن الممكن أن ينشأ المزاج بعد الانفعال، كما في تحول انفعال الحزن، إذا استمر مدة طويلة وانخفضت حدته، إلى أسى. ويمكن النظر إلي المزاج علي أنه حالة انفعالية ممتدة ، وذلك باعتباره يشير إلي قابلية أو تهيؤ أو ميل الفرد للاستجابة الانفعالية بطريق معينة مع مواقف الحياة المختلفة ، كميل البعض للحساسية و التهيج ، أو للهدوء والسكينة ، و يبدو أن الوراثة لها تأثيرها في مثل هذا الاستعداد. 4- المشاعر: وهي تشير إلى الجانب الحسي من الخبرة الانفعالية ، كالشعور بالدفء أو الراحة ، و بذلك يمكن اعتبارها المكون الحسي للانفعال. كما يمكن اعتبار المشاعر، بهذا المعني ، كلمة مرادفة للإحساس . 5- العاطفة : وهي تعني استعداداً كامناً - نسبياً و مركباً - من عدة انفعالات حول موضوع معين. 6- الوجدان: وهو مصطلح عام جامع يشمل على الانفعال، و المشاعر، و المزاج، رغم أن بعض الباحثين يرادف بينها. و يمكن القول بأن الوجدان أعم من الانفعال. وبالرغم من أن المصطلحات الثلاثة : "الذكاء الانفعالي"، "الذكاء الوجداني"، و"ذكاء المشاعر" تعبر عن مفهوم أو مضمون واحد ، إلا أنه قد يساء فهمها ؛ حيث هناك من يميلون إلى حصر اصطلاح "انفعال" في جوانبه غير السارة أو المرضية، كالخوف و الحزن و الغضب ، وحصر اصطلاح "العواطف أو المشاعر" في جوانب الانفعالات السارة ، كالسرور والحب. لذا قد يكون استخدام مصطلح "الذكاء الوجداني" أكثر شمولية لجوانب المفهوم السارة و غير السارة و أكثر تقبلاً . نشأة الذكاء الوجداني : ولد مصطلح الذكاء الوجداني في الولايات المتحدة في التسعينيات إذ لاحظ الباحثون هناك من خلال أبحاث ودراسات شملت عشرات الألوف من الأشخاص أن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة لا يتوقفان فقط على شهاداته وتحصيله العلمي والتي تعبر عن ذكائه العقلي وإنما يحتاجان إلى نوع آخر من الذكاء سموه الذكاء الوجدان. هل الذكاء الوجداني يمكن تعلمه واكتسابه؟ بالطبع .....نعم ولعل من أهم جوانب التطور إثارة في موضوع الذكاء الوجداني، ما يتعلق بتدريبه وزيادته في السلوك. فالذكاء الوجداني- بعكس الذكاء العقلي ونسبة الذكاء التقليدية- لا يخضع للوراثة ويمكن اكتسابه وتعلمه. وقد كشفت بحوث العلماء في هذا الصدد أن الذكاء الوجداني خاصية أو مجموعة من الخصائص يمكن تدريبها وتنميتها من خلال كثير من الأساليب التي تساعد علي تنميته وتقويته في الشخصية. ومن النصائح التي ينصح بها العلماء في هذا الصدد لمساعدتنا في الحصول على معدل عال من الذكاء الوجداني : · أن نحافظ دائما على مشاعر طيبة عند التعامل مع الآخرين، وأن ندرب أنفسنا جيدا على مواجهة الأزمات بهدوء، · أن نتصدى لحل الخلافات خاصة تلك التي تثور عندما نواجه مختلف التأثيرات السلبية لبيئة اجتماعية تعوق قدراتنا علي النمو السليم والصحة النفسية. وهناك ميزتان تميزان الذكاء الوجداني عن الذكاء العقلي : ü هامش التطوير في الذكاء الوجداني أوسع بكثير من هامش التطوير في الذكاء العقلي . ü تأثير الذكاء الوجداني على نجاح الإنسان أكبر بكثير من تأثير الذكاء العقلي أهمية الذكاء الوجداني : 1- يلعب الذكاء الوجداني دوراً هاماً في توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته بحيث ينمو سوياً ومنسجماً مع الحياة، كما أنه يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة التحصيل الدراسي. 2- يساعد الذكاء الوجداني على تجاوز أزمة المراهقة وسائر الأزمات بعد ذلك مثل أزمة منتصف العمر بسلام. 3- يعتبر الذكاء الوجداني الجيد عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف الآخر ورعايتها بشكل ناضج، عاملاً مهماً في استقرار الحياة الزوجية فالتعبير كل ذلك يضمن توافقاً زواجياً رائعاً . 4- والذكاء الوجداني وراء النجاح في العمل والحياة، فالأكثر ذكاءً وجدانياً محبوبون ، ومثابرون ، وتوكيديون ، ومتألقون ، وقادرون على التواصل والقيادة ومصرون على النجاح. ونظراً لتلك الأهمية البالغة للذكاء الوجداني ، فقد أوصى علماء النفس بتنميته من خلال دروس تعليمية ، ودورات تدريبية ، وورش عمل بهدف الوصول إلى درجات عالية من الذكاء الوجداني ، وهو ما نطلق عليه " النضج الوجداني" ، وسوف نتحدث عنه الآن بشيء من التفصيل نظراً لأهميته. هل هناك مقاييس مختلفة للعمر؟ يجيب العلماء (بالطبع .....نعم) ولكن حين نسأل شخصاً ما: ما عمرك ؟ يجيبنا على الفور: خمسون سنة (مثلاً). هذه الإجابة قاصرة جداً لأنه هنا ذكر عمره الزمني فقط، وهذا العمر الزمني لا يفيدنا كثيراً في معرفة أبعاد شخصية من سألناه لأن هناك مقاييس وأبعاد أخرى للعمر ( أحياناً تكون منسجمة مع العمر الزمني وأحياناً أخرى لا تنسجم )، نذكرها فيما يلي: 1- العمر الزمني: هو عدد السنوات التي عاشها الإنسان في الحياة . 2- العمر العقلي: وهو يشير إلى ما إذا كان ذكاء هذا الشخص أقل أو أكثر أو مساوي لعمره الزمني (أي الذكاء بالنسبة للعمر الزمني). 3- العمر الاجتماعي: وهو يقارن النمو الاجتماعي للشخص بعمره الزمني ، بمعنى: "هل هذا الشخص يتعامل مع الناس اجتماعياً كما يتوقع لمن هم في مثل عمره الزمني؟" 4- العمر الوجداني: وهو يقارن النضج الوجداني للشخص بعمره العقلي، بمعنى: "هل هذا الشخص يتعامل مع مشاعره كما يفعل من هم في مثل عمره الزمني؟". وهذه الأنواع المختلفة من الأعمار لا تسير متوازية ومتساوية في أغلب الأحوال، فنجد بعضها يسبق الآخر، وكلما كانت المسافة كبيرة بينها كلما أدى ذلك إلى اضطراب التوافق فنجد مثلاً رجلاً قد بلغ الستين من العمر ولكن علاقاته الاجتماعية تشبه إلى حد كبير علاقات المراهقين، كما أن نضجه الوجداني لا يتعدى نضج الأطفال. ونحن ليست لنا سيطرة أو تحكم في عمرنا الزمني، وبالكاد لنا سيطرة ضعيفة على عمرنا العقلي ، أما عمرنا الاجتماعي وعمرنا الوجداني فيمكننا تنميتهما وتحسينهما بدرجة كبيرة وصولاً إلى النضج الاجتماعي والنضج الوجداني. ولكي نفهم أنفسنا أكثر ونعرف أين نحن من مراحل النضج الوجداني فسوف نستعرض خصائص تأخر النضج ثم خصائص النضج كيف نحسن نضجنا الوجداني؟ إنها رحلة طويلة تبدأ من الطفولة المبكرة وتستمر حتى آخر لحظة في الحياة إذ ليس هناك سقف للنضج الوجداني. وإليك عزيزي المتدرب بعض التوصيات: 1- الوعي بالذات: حاول أن ترى نفسك كما هي لا كما يجب أن تراها، ستواجهك بعض المصاعب حيث أن الدفاعات النفسية (مثل الكبت ، والإسقاط ، والإنكار ، والتبرير ) ستحول بينك وبين هذه الرؤية الموضوعية ، لذلك اسأل الناس المخلصين الصادقين من حولك أن يحدثوك عن نفسك بصراحة ، وتقبل رؤيتهم حتى ولو لم تعجبك . ثم تدرب جيداً وطويلاً على قراءة ما يدور بداخلك من أفكار وما يعتمل في نفسك من مشاعر. 2- تقبل الذات: وتقبل الذات لا يعني موافقتها على ما هي عليه دائماً ، وإنما هي مرحلة مهمة يبدأ منها التغيير للأفضل. 3- لا تحاول السيطرة على الآخرين: فبدلاً من السيطرة والتحكم في الآخرين حاول أن تتعاون معهم ، وعندما يكون هناك صراع أو خلاف مع طرف آخر فحاول أن تصل إلى حل يكون الطرفان فيه رابحين ، ولا تحرص على أن تكون أنت الرابح الوحيد دائماً. - \