لا شك أن رسائل التهنئة وكلمات الشكر والمعايدة كان يتبادلها البشر لعصور طويلة، ولكن العصر الحديث شهد نقلة نوعية وقفزة ثورية، حيث بدأت هذه الرسائل والكلمات العطرة تأخذ شكل بطاقات المعايدة. وأول من فكر بهذه النقلة شخص اسمه Joyce C. Hall. والذي أسس مؤسسة Hallmark التي تعتبر المؤسسة الرائدة في تصميم وتنفيذ وبيع بطاقات المعايدة في العالم. وهي تحتل 42 في المائة من سوق الولايات المتحدة الأمريكية وتبيع أكثر من 100 دولة، وتباع البطاقات بأكثر من 30 لغة. كيف انطلقت هذه المؤسسة، وكيف استطاع جويس هال أن يصل بحلمه إلى هذه الدول ومخاطبة العالم أجمع بكلمات ملؤها المشاعر بأكثر من 30 لغة؟ وكيف استطاع أن يبدأها من الصفر ويحولها إلى شركة تبلغ مبيعاتها السنوية أكثر من 3 مليارات دولار، ويخلق صناعة جديدة قلدها آلاف البشر. لنقرأ معاً حكاية النجاح.

ولد جويس هال في العام 1892 في نورفولك، نبراسكا، في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت قصة هذا الفتى الصغير في 10/1/1910 عندما وصل إلى محطة قطار كنساس سيتي، ولم يكن في جيبه ثمن أجرة العربة التي سيركبها ليتوجه إلى Ymea، لكنه كان يحمل في داخله طموحاً لا يقدر بثمن وأحلاماً هائلة.في داخل أحد الأكياس التي كان يحملها علبتا حذاء تحتويان على مجموعة من البطاقات البريدية Postcards، وفي رأسه خطة لبيعها عن طريق البريد.

بدأ هال بشكل متواضع جداً، وكان يضع البطاقات تحت سريره ويرسل العروض مع 100 بطاقة إلى موزعي بطاقات البريد. وعانى الكثير لأن بعض الموزعين كانوا يحتفظون بالبطاقات من دون أن يدفعوا ثمنها، وقسم منهم كان يرسل البطاقات مع رسائل غاضبة، وفيها الكثير من التأنيب. ولحسن الحظ بعث ثلث من أرسل لهم بشيكات وفي غضون شهرين جمع هال، البالغ من العمر 18 سنة، مبلغ 200 دولار، واستطاع أن يفتح حساباً في البنك وحصل من خلاله على دفتر شيكات.على الرغم من نجاحه المشجع، كانت لدى هال قناعة بأن بطاقات البريد التي تحتوي على صور مسألة مرحلية ونزوة وستزول.

انضم أخوة رولي إليه بعد سنة من البداية، وعملاً بجهد كبير عن طريق البريد، وأضافا تصاميم جديدة Postcards كما يشتريانها من شركة أخرى. ثم افتتح الأخوان محلاً صغيراً أسمياه Hall Brothers وكانا يبيعان فيه بعض الهدايا القرطاسية والبطاقات البريدية، ولسوء حظهما شب حريق في المحل العام 1915 فأتى عليه كله. وكانت خسارة فادحة وغير متوقعة لهما. لم ييأسا، وبخاصة جويس، الذي كان العقل المفكر وصاحب الإرادة الصلبة. تعامل جويس هال مع المصيبة كفرصة للتقدم والتطور، فاستطاع مع أخيه رولي أن يحصلا على قرض ليشتريا مصنعاً صغيراً ليصمما أول مجموعة بطاقات معايدة بمناسبة عيد الميلاد.

في العام 1920، انضم الأخ الثالث وليام إلى أخويه، وكان عمله الأساسي ختم الصفحة الأخيرة من الكارت بـ "A Hallmark Card".انتشرت الفكرة ولاقت نجاحاً، حيث أنها كانت أول بطاقة معايدة ترسل بمظروف وتحتوي على كلمات جميلة من وحي المناسبة. ولم يمض عامان على العمل الجاد حتى كان لدى Hall Brother بائعون في 48 ولاية، وكانوا قد أضافوا لفافات الورق مختلفة التصاميم لتغليف الهدايا، وحلت محل أوراق تغليف الهدايا ذات اللون البني والألوان الباهتة والمحدودة.

وبلغ عدد الموظفين 120 موظفاً في العام 1922، بعد سنة انتقل الأخوة بمصنعهم الصغير إلى مبنى من 6 طوابق. وتم اختيار هذا المكان عن طريق الاقتراع بين الموظفين. وتفوق على العديد من المباني. وكانت هذه السياسة من أنجح السياسات التي اتبعها جويس هال، إذ كان يعامل الموظفين من دون استثناء وكأنهم أصحاب الشركة.









المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 47 - 50
كلمات مفتاحية: تنمية ذاتية – اكتساب المهارات – صقل مواهب
أرسل بواسطة: رفاعة عكرمة
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=437