الكون العظيم "هو تفسير كلمة "دايوو" ومعناها بالعربية. وهذا ما يحلم به كيم وو تشونغ مؤسسها. وإذا قارنا ما حققته الشركة منذ تأسيسها، نلاحظ أن تطورها كان مذهلاً مقارنة بعراقة الشركات المنافسة. فقد بدأ الناس يسمعون باسم الشركة منذ فترة بسيطة، ولكن تطورها بدأ منذ تأسيسها عام 1967، وتعتبر حالياً من أكبر مجموعات الشركات في كوريا الجنوبية، ولديها 29 شركة مختلفة منضوية تحت لوائحها ونشاطاتها في أنحاء العالم تتضمن التجارة، البناء، السيارات، بناء السفن، الإلكترونيات، أجهزة الاتصالات، تصنيع الآلات، والتمويل التجاري. وشركة "دايوو" على عكس الشركات الكورية الأخرى التي قلصت أعمالها للتغلب على الأزمة الاقتصادية الكورية، حيث استعملت عامل التوسع أكثر فأكثر للتعامل مع الأزمة.

ترتيب الشركة في صناعة السيارات هو الثالث في كوريا الجنوبية بعد "هايونداي" و"كيا"، وما زالت تسعى إلى التوسع، وهدفها أن تصبح بين أول 10 شركات مصنعة للسيارات في العالم، مع العلم أن ترتيبها يقترب من المرتبة 20.تعتمد استراتيجية الشركة بشكل أساسي على التوسع الكبير مع شيء كبير من المخاطرة، بخاصة في إيجاد مصانع في بلاد تكون التكلفة العمالية فيها ضئيلة، إضافة إلى أن استئجار وامتلاك المصانع غير مكلفين مقارنة بدول أخرى.

ومن هذه الدول التي اختارتها بولندا، اوكرانيا، وفيتنام، وهي تعد في الوقت نفسه سوقاً جيداً لتسويق سياراتها الزهيدة الثمن، وبذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد. كما أن الشركة تسعى إلى بيع سياراتها في الولايات المتحدة الأميركية مستخدمة استراتيجية تسويقية متطورة، عن طريق البيع المباشر من دون اللجوء إلى موزعين محليين.لم تركز شركة "دايوو" على سوق السيارات فقط، إنما تعدته إلى مجالات الالكترونيات، وأهم منتجاتها أجهزة التلفزيون، أجهزة الفيديو، الكمبيوتر، أجهزة المايكروويف، البرادات، والغسالات المنزلية.مؤسس هذه الأمبراطورية الكورية شخص يدعى كيم وو شونغ، وهو ما زال على رأس عمله رئيساً للشركة.

ولد كيم وو شونغ في كوريا في 19/12/1936، وتخرج من مدرسة كيونجي الثانوية في سيؤول، وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة يونسي عام 1960.أسس كيم عام 1967، مع شخص يدعى توو داي دو، شركة صغيرة لتجارة الملابس أسمياها: Daewoo Industrial Limited Co. Ltd..وبدأت بخمسة موظفين ورأسمال كان عبارة عن قرض بعشرة آلاف دولار. وهذه الشركة نفسها توسعت لتصبح ما هي عليه الآن.

مرت فترة قصيرة اشترى بعدها كيم حصة "توو داي دو" لأنه كان يحب الاستقلالية، ولم يستطع "توو" مجاراة حب كيم للمخاطرة التي تصل أحياناً إلى حد الجنون. ومن خلال هذه الشركة استطاع كيم أن يصل إلى العالمية وأسهم إسهاماً مباشراً في نهضة الصناعة الكورية وتطورها الاقتصادي.










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 113 - 116
كلمات مفتاحية: التخطيط الإستراتيجي – الاستراتيجية التسويقية – المخاطرة
أرسل بواسطة: علاء الدين منلا أحمد
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=460