فريدريك سميث مؤسس شركة "فيديرال اكسبرس" أول شركة بريد سريع في العالم، مبتكر من نوع خاص، فهو ذو شخصية مغناطيسية وساحرة استطاعت أن تحظى بإعجاب واحترام مميزين. وللتعريف بهذا الشخص يقول هينزآدام، مدير خدمة العملاء في فيديرال اكسبريس: لو طلب فريدريك سميث من موظفيه، والبالغ عددهم 13000، أن يصطفوا على جسر هرناندو دو سوتو في ممفيس، الولايات المتحدة الأميركية، وأن يقفزوا من أعلى الجسر، أؤكد لكم أن 99.99 من الموظفين سيقفزون. إلى هذه الدرجة يؤمن موظفو الشركة بمؤسسها الفذ".

قصص كثيرة تروي عن دعم موظفي الشركة خلال النكسات الكثيرة التي تعرضت لها خلال مسيرتها، منها أنه ومنذ بداية الشركة في إبريل (نيسان) 1973 وحتى العام 1976 كانت تتعرض لخسائر متوالية، وواجهت الإفلاس مرات عدة، ويصف أحد رؤساء الشركة السابقين المرحلة الأولى: "لم يكن أفضل المتفائلين يتوقع أن تستمر الشركة، لأنها ماتت فعلاًَ حوالي خمس أو ست مرات، لكن سميث رفض الاستسلام. وفي رأيي، إن استمرار الشركة كان معجزة لم تكن لتتحقق لولا وجود شخص مؤمن بفكرته مثل سميث".

وقد صرح فريدريك سميث لإحدى المجلات العام 1986: "إذا أردت أن تعيش، عليك أن تبتكر باستمرار. لقد وصفني الجميع حتى أقرب أصدقائي بأنني مجنون لمجرد التفكير بتأسيس شركة تقدم خدمات البريد السريع. ويمكن أن تنجح. لقد ولدت فكرة هذا المشروع عندما كنت أحضر في الجامعة بحثاً عن موضوع مشابه وحملت به على الرغم من أن الأستاذ أعطاني علامة "متوسط" على البحث، وسخر مني، إلا أنني بدأت بتنفيذ الفكرة وطورتها كل يوم إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه الآن".

ولد سميث في 11/7/1944 في ماركس، ميسيسيبي، إحدى ضواحي ممفيس في الولايات المتحدة الأميركية. توفي والده عندما كان عمره 4 سنوات وكان قد جمع ثروة من جهده وعرقه وأسس سلسلة مطاعم ناجحة تحت اسم Toddler House وشركة تسيير باصات. لكن سميث لم يعر مال والده اهتماماً، على الرغم من أنه كان يعلم أنه سيرثه عندما يبلغ من العمر الـ 21 عاماً، لأنه كان لديه شغف للتميز والاستقلالية".

ولد سميث مع مرض اسمه "كالفي". وقد أثر هذا المرض في حركته، وكان يسير على عكازين معظم طفولته. تعبت أمه كثيراً لتشعره بأنه طبيعي، وحتى لا تتأثر معنوياته، وشجعته على حب الرياضة وتحسن وضعه بعدما صار باستطاعته المشي والركض ولعب كرة السلة وكرة القدم، وأصبح أفضل لاعب في جامعة ممفيس. كما عشق كرة المضرب وتميز بها.

من الأحداث التي أثرت في حياة سميث رسالة تركها والده له قبل وفاته يطلب منه أن يستثمر المال بشكل جيد ليخدم المجتمع بشكل أفضل، بدل أن يعيش غنياً. وعلمه ذلك حب المخاطرة ليكون مميزاً ولينفذ وصية والده. والذي يدلل على حب المخاطرة لديه هو تعمله قيادة الطائرات الصغيرة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، واتخاذه صيد الحيوانات المفترسة هواية.

عندما أصبح في السادسة عشرة أسس مع اثنين من أصدقائه في المدرسة استديو للتسجيلات، وقد استطاع المراهقون أن يجعلوا هذا الاستوديو ناجحاً. لكن سميث اضطر إلى تركه لانتقاله إلى جامعة "يال". حيث كان من أنشط الطلاب.. فقد كان معد البرامج الموسيقية في الجامعة، وساعد في تأسيس "نادي يال للطيران"، وكان عضواً مميزاً في ناد راق اسمه Skulls and Bones.










المرجع: حكايات كفاح
اسم الكاتب: كفاح فياض
دار النشر: قرطبة للنشر و التوزيع
سنة النشر: 1426ه - 2005م
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
رقم الصفحة: 245 - 248
كلمات مفتاحية: قيادة – تصميم – ابتكار – انجاز – قيم – معتقدات – خدمة المجتمع
أرسل بواسطة: علاء الين منلا أحمد
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=510