أعراض الإدمان
يتخفى الإدمان في صور وأشكال عديدة وليس من السهل دائماً الكشف عنه. ويمكن أن ينشأ الإدمان نتيجة لأسباب نفسية أو بدنية، أو بسبب الاثنين معاً في بعض الأحيان. فالإفراط في تناول الكحول مثلاً قد يحدث نتيجة لعوامل نفسية كضغط الأنداد، والتوتر، والصدمات، أو بسبب ضعف الثقة بالنفس، ولكنه قد يتضمن أيضاً جانباً بدنياً يتمثل في الرغبة الشديدة في تناوله. وتلك الرغبة تعد في الغالب علامة واضحة على أن لديك حساسية لهذا النوع من الكحول الذي لا تستطيع التوقف عن تناوله، بالضبط كما هي الحال بالنسبة للحساسية ضد أنواع معينة الأطعمة.
ووجود أية علامة من العلامات التالية تعد دليلاً على أنك تعاني من مشكلة مع الكحول:


  • عدم القدرة على الابتعاد عن تناول الكحول ولو ليوم واحد.
  • تناوله حتى الثمالة بصفة منتظمة.
  • أول شيء تحتاج إليه عند الاستيقاظ في الصباح هو تناول بعض الكحول.
  • لا تحب الإفصاح عن كمية الكحول التي تتناولها.
  • إذا لم تستطيع الحصول على الكحول، فإنك تصبح عصبياً أو عدوانياً.
  • تحتاج إلى تناوله لكي تشعر بالاسترخاء.
  • تحتاج بصفة مستمرة إلى الكحول للشعور بالراحة والهدوء.


ومن الواضح أنه مع هذا النوع من الإدمان، يجب معالجة الأسباب النفسية، لأن الكحول يقوم بدور المهدئ والصاحب، كما يعزز الشعور بالأنا ويخفف من الضغوط والتوتر.
وكما أن إدمان الكحول موجود منذ عقود طويلة، فكذلك الحال بالنسبة لإدمان المخدرات والعقاقير. في الماضي كان هناك إدمان اللودنوم والأفيون، واليوم هناك مخدر إكستاسي والأم فيتامينات والكوكايين. والشيء المقلق هو أن استخدام المنشطات الآن أصبح في تزايد مستمر، كما أن تناولها قد أصبح مقبولاً اجتماعياً في العديد من الدوائر.
وفي إبريل من عام 2001، نشرت صحيفة "الإندبندت" نتائج أحد الأبحاث التي أظهرت أن 50% من الشباب في بريطانيا فيما بين الرابعة عشر والتاسعة عشر قد تعاطوا المخدرات في وقت من الأوقات. ومازال التدخين يحتل المركز الأول من بين الأشياء التي يدمنها المراهقون، ولكن المواد الأخرى التي تسبب الإدمان مثل الحشيش والمنشطات والعقاقير الأخرى يزداد إقبال المراهقين عليها بسرعة كبيرة.
والعلامات الدالة على إدمان مخدر ما مشابهة للعلامات الدالة على إدمان الخمور، وهى:


  • الشعور بأنك لا تكون على طبيعتك إلا بعد تناول المخدر.
  • الشعور بأنك لا تستمتع بالمناسبات الاجتماعية السعيدة إلا إذا تناولته.
  • الإحساس بأنك لا تستطيع مواصلة حياتك ونشاطاتك بدونه.
  • الرغبة الشديدة في تناوله.
  • عدم القدرة على حضور أية مناسبة اجتماعية إلا بعد تناول المخدر.


وفي حين نجد أن تناول كميات كبيرة من الكحول تؤثر بالتأكيد على الصحة على المدى الطويل، إلا أن المنشطات والمخدرات لها آثار خطيرة، وربما تكون مهلكة، حتى إذا تناولها الشخص لمرة واحدة فقط. وقد شاهدت أثناء عملي حالات من الإصابة بالبارانويا، والبوليميا، وغيرهما من المشكلات النفسية الحادة وكلها حدثت بسبب إدمان المخدرات لفترة قصيرة أو تعاطيها ولو مرة واحدة. وفي جميع الحالات لابد أن يتلقى المدمن علاجاً مكثفاً لكي يعود إلى حالته العقلية الطبيعية.

نماذج حادة
وهذه، بالطبع، نماذج حادة، وليس داخلاً في إطار هذا المقال تناول حالات الذهان أو أية أمراض عقلية حادة أخري تنجم عن تعاطي المخدرات. كما أن التمرينات التي سنقدمها هنا لا تصلح بديلاً عن العلاج بالتحليل النفسي أو العلاج النفسي الطبي إذا كنت تعاني من الاكتئاب المرضي أو تشعر برغبة في الانتحار. ولكن إذا كنت تعاني من إحدى هذه الحالات العقلية الحادة وتتلقى العلاج التقليدي بالطرق المعتادة، فإن هذا المقال يمكن أن يقدم لك مساعدات إضافية قيمة إلى جانب العلاج الذي تتلقاه. فالحالات العقلية الحادة يمكن علاجها،
ولكنها تحتاج إلى مساعدات فعالة من المختصين، سوف نقوم بإلقاء نظرة على الطريقة التي يمكن بها الاعتناء بجميع جوانب حياتنا لكي نشعر بالسعادة الداخلية. سوف تتعلم كيف تصل إلى داخل جسمك وروحك وذلك لمساعدتك على الشفاء وتحقيق السعادة الداخلية وذلك من خلال التفكير الإيجابي، وطرق التخيل، والحركات المساعدة على الشفاء، وأساليب تجديد الطاقة والنشاط.
تناولنا في الجزء الأول الأشياءالتي تجعلنا نشعر بالسعادة والرضا وبأننا لا ينقصنا أي شيء، وكذلك الأسباب التي يمكن أن تؤدى إلى الإخلال بتوازننا الداخلي مما يجعلنا نشعر بالقلق والتعاسة. فهيا بنا ننتقل الآن إلى حلول هذه المشكلات! والجزء الثاني ينقسم إلى جزئين. الجزء الأول منهما يساعدك على معالجة أحداث الماضي التي جعلتك تكون صورة سلبية عن نفسك وتتبنى أنماطاً فكرية ضارة وتنظر إلى العالم من حولك بطريقة سلبية غير مثمرة. ومن خلال أداء التدريبات، سوف تتمكن من تنقية ماضيك من كل الخبرات المؤلمة. فلن يكون هناك معني لبناء منزل جديد على أنقاض منزل قديم، فقبل أن تقوم بتشييد المنزل الجديد، يجب عليك أن تقوم أولاً برفع الأنقاض القديمة، وهذا إذا أردت أن يكون بناؤك الجديد قوياً وثابتاً. وهذا سوف يوفر لك المساحة اللازمة لتكوين وعي إيجابي جديد بنفسك.

والجزء الثاني من هذا المقال يساعدك على الوصول لكل جانب من جوانب نفسك- الجسم والعقل والمشاعر والروح- وعلاج ما قد يوجد به من خلل خطوة بخطوة، بحيث تستطيع إيجاد التناغم الداخلي الضروري لتحقيق السعادة. ويمكنك الآن أن تبدأ في بناء حياتك الجديدة على أساس قوي ومتين، وأن تركز على كل جوانب الحياة الأربعة الواحد تلو الآخر للربط بينها جميعاً من أجل تكوين كيان كلي متناغم ومتناسق.
ويجب أن تتذكر دائماً أنه لا يكفي فقط أن تتبني بعض الأفكار الإيجابية أو تركز على الجسم فقط. فالسعادة الحقيقية والدائمة تتطلب دائماً تفاعلاً متوازناً بين الجسم والعقل والمشاعر والروح.