عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 29
تميز بالحضور الفعّال
تميز بالحضور الفعّال
الحضـــــــــور
ذات مرة كانت هناك امرأة رائعة لم تكن ترى أو تسمع أو تتكلم بصورة تكفي لكي يفهمها معظم الناس. وكانت باقي حواسها في المستوى الطبيعي. وعلى الرغم من هذه القيود، كَتَبَت كتبًا حققت أفضل المبيعات، وظهرت في حفلات المنوعات، واكتسحت هوليود وحصلت على جائزة أوسكار. وقد وقع عدد لا يحصى من الناس تحت سحرها، وصار الكثيرون يبكون في حضورها.
هكذا كانت القوة التي تتمتع بها "هيلين كيلر"، والتي كانت طوال كثير من العوام واحدة من أكثر الشخصيات شهرة في العالم. ولقد كان تأثير الكاريزما الخاص بها في أعلى جزء من المنظومة التي وصفناها وتفسر القوة التحويلية للحضور السبب في أن الصورة القصوى لتأثير الكاريزما يمكن أن تبدو مهيبة وبعيدة المنال. وعلى الرغم من ذلك لا تزال تبدو مألوفة إلى درجة لا تُصدَّق؛ فالحضور مودَّة، وهو الشيء الذي يتيح للإنسان أن يبقى على قيد الحياة. ويحدث الحضور عندما تمر بحجرة مزدحمة بالأشخاص وتلتقي عيناك بعيني شخص آخر وتتوجهان نحوه، وبالحضور تقابل شخصًا تعرفه ويعرفك- وتشعران بأنكما شخصان آخران.
إن هذا الحضور ليس مقتصرًا على البشر فقط، والحضور التام هو أحد المكونات الجوهرية لتأثير الكاريزما، إلا انه ليس من الضروري أن يكون النوع الأقصى الذي يروض الخيول، أو يدير أحد المسارح في "ويست إيند". فَخُذ، على سبيل المثال، أحد الاستشاريين الخبراء في مجال تعيين المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، والذي يجلس في مجموعة صغيرة يثرثر دون توقف وهو يبتسم للكل في دفء، ويجري تواصلاً بصريًا رائعًا. ورغم أن أحد الأشخاص يصده بهدوء، إلا أن الخبير ينتقل إلى الشخص التالي دون أدنى إحساس بالضغينة، الأمر الذي يجعله في وقت قصير حياة وروح المجموعة.
لقد قام هذا الخبير بنقل تأثير الكاريزما الخاص به. على الرغم من أنه ليس من مستوى مرتفع مثل تأثير "هيلين كيلر"، أو غيرها من الرموز البارزة، فحضوره الطبيعي دومًا متاح عند الحاجة إليه، وهو دائمًا يعرف من هو، وما هي الأمور المهمة له بالفعل.
المفضلات