رؤيتنا للكاريزما

هذه الفكرة المريحة الخاصة بأن الكاريزما شيئ بعيد المنال تسمح لنا بأن نستثنى أنفسنا من أية محاولة جادة لاستغلال طاقاتنا الكامنة لإحداث تأثير قوي و دائم ففكرة أن بوسعنا أن نكون أقوياء و قادرين على التأثير بصورة بارزة تبدو مستحيلة أو مرعبة أو كليهما معاً .


و هناك جانب آخر يتحكم في رؤيتنا للكاريزما و هو أنها تتضمن غالباً عدداً كبيراً من البشر، فالفنانون و المشاهير و القيادات الدينية و الروحية ، و السياسيون رفيعوا المستوى ، و العباقرة، و العسكريون ، كلهم أمثلة على الكاريزما الاستثنائية التي أثرت على عدد كبير من البشر.


إلا أنهم على الرغم من تأثيرهم الفائق للعادة و قدراتهم الكاريزمية البارزة يبقون بشراً ، فمع كونهم مؤثرين؛ بل و مثيرين للدهشة ، فإن تأثيراتهم ليست سحرية ، و لا خرافية ، و لاحتى بعيدة المنال . فبدرجة ما ، يستطيع كل منا أن ينتج صورة مخففة اسمها تأثير الكاريزما .


هذا التأثير يمكن تعلمه تماماً ، فالأمر كله يتعلق بالغوص داخل قدرتك الطبيعية على إحداث تأثير فعال، حتى إن كانت هذه القدرة خاملة أو لم يتم استغلالها . إن تأثيرك الشخصي هو تأثير الكاريزما ، وسوف يتم استخدام المصطلحين للتعبير عن نفس المضمون .


و بخصوص الإدعاء بأنه بوسعك أن تزيد من مستوى تأثيرك ، فإنني لا أقف وحدس ، فقد سجل آخرون نجاحاً في تطوير هذه القدرة على الرغم من الخلافات البسيطة بينهم فيما يتعلق بالكيفية التي أقاموا بها بذلك .


فعلى سبيل المثال : يقول أحد التأويلات أن ذلك يحدث من خلال استخدام المرأ للطاقة الكامنة و أن يصبح حاضراً بصورة كاملة . هذه بالتأكيد عناصر مهمة ، إلا أن الأمر أكثر عمقاً من ذلك ، و بالتأكيد يستغرق وقتاً كي يتطور