الاســـم:	images (4).jpg
المشاهدات: 18
الحجـــم:	7.0 كيلوبايت



الوصفة المبسطة للنجاح والتميز


في كتابه «سيطر على حياتك.. طريقك إلى تنظيم وقتك وتحديد أهدافك»..
د. إبراهيم الفقي: التخطيط.. الوصفة المبسطة للنجاح والتميز
عبدالمنعم أبو السعود

في كتابه «سيطر على حياتك.. طريقك إلى تنظيم وقتك وتحديد أهدافك والاستمتاع بالتغيير الإيجابي» يقدم د.إبراهيم الفقي.. الكاتب والمحاضر والمدرب العالمي وصفة سهلة ومبسطة للنجاح.. يمكن بيان أهم ملامحها فيما يلي:
يقول المؤلف في مقدمة كتابه: «في لحظة ما تشعر أن حياتك تسير إلى غير الاتجاه الذي تريد.. تنظر إلى سني عمرك السابقة فلا تشعر أنك قد فعلت فيها كل ما كنت تطمح إليه.. تنظر إلى ما هو قادم، وتدعو الله أن يهبك القدرة والطاقة والقوة على أن تفعل فيها كل ما لم تستطع عمله وتنجز فيها الكثير والكثير».
ثم يتساءل: هل لديك هدف في الحياة؟ كثيرون منا يعيشون الحياة ضائعين، ليس لهم هدف أو مهام يتصدون للقيام بها.
ويضيف: قامت جامعة «ييل» بعمل بحث شمل خريجي إدارة الأعمال الذين تخرجوا من عشر سنوات، في محاولة لاكتشاف منهجية النجاح لديها، فوجدوا أن 83% من العينة لم يكن لديها أهداف محددة سلفاً، وكان من الملاحظ أنهم يعملون بجد ونشاط كي يبقوا على قيد الحياة ويوفروا لأنفسهم ولأسرهم متطلبات المعيشة.
ووجدوا أن 14% من العينة كان لديها أهداف لكنها غير مكتوبة، ولا تؤازرها خطط واضحة للتنفيذ. وكانت هذه العينة تكسب ثلاثة أضعاف العينة السابقة.
أما النسبة الباقية من العينة (3%) فقام أفرادها بتحديد أهداف واضحة، وصياغتها وكتابتها ووضع خطط لتنفيذها، وكان هؤلاء يربحون عشرة أضعاف دخل العينة الأولى.
سائر.. لكن إلى أين؟
العجيب أن أحدنا يخطط جيداً لإجازة قد تستمر أسبوعين، ويعد لها العدة جيداً، بينما يغفل عن التخطيط لإنجاح حياته!
والعجيب ــ أيضاً ــ أن يرفض المسافر أن يسير في رحلة ــ قد لا تزيد على يومين ــ بدون خريطة، لكنه ــ في المقابل ــ لا يؤمن بالتخطيط لحياته كلها! ويمضي في حياته تائهاً بلا خطة أو هدف.
بدون هدف ستكون حياتك كقارب بلا دفة، وستنتهي من رحلتك أشلاء مبعثرة.
ويقول المؤلف: «إن الله تعالى يؤكد لنا أهمية النظر إلى المستقبل واستشراف ملامحه، وتأهيل النفس لخوضه والتعامل معه. يقول ربنا: يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا \تَّقٍوا پلَّهّ $ّلًتّنظٍرً نّفًسِ مَّا قّدَّمّتً لٌغّدُ $ّاتَّقٍوا پلَّهّ إنَّ پلَّهّ خّبٌيرِ بٌمّا تّعًمّلٍونّ >18< (الحشر). فلماذا نخشى النظر إلى الغد وإعداد العدة له»؟
ثم يسرد المؤلف أسباب الإحجام عن التخطيط بأنها:
1ــ الخوف من الفشل: للفشل في تجربة سابقة. والخائف إنسان مسجون في إطار من الأوهام والشكوك وعدم الثقة في الذات، لذا لا بد من محاربة الخوف والتسلح بالشجاعة في مواجهة أخطاء الماضي وتصحيحها، بدلاً من الوقوع في أسرها.
2ــ النظرة المشوشة للذات: فالرؤية المهزوزة للذات تنعكس على المرء في كافة شؤونه، مما يجعله يشعر بأنه غير كفء للنجاح والتميز، وأن النجاح قد خُلق للآخرين فقط، لذا نراه سائراً مع القلة الضالة لا يستطيع تحديد ما يريد.
3ــ التأجيل والتسويف: فهو اللص الذي يسرق العمر، والمسوف المؤجِّل شخص «مبدع» في استدعاء الحجج والمبررات التي تمنعه من قيامه بعمله.
4ــ عدم الإيمان بأهمية الأهداف: فهو لا يؤمن بأهمية التخطيط وتحديد الأهداف، بل قد يفاجئك بمثال لشخص ناجح، مع أنه لم يكتب أهدافه في الحياة! وهذا ما يجيبك به المدخن عندما تحدثه عن أضرار التدخين فيقول لك: هل ترى فلاناً الذي بلغ من الكبر عتياً؟! إنه يدخن بشراهة!
نعم.. هناك من لا يخطط وقد ينجح لموهبة لديه أو لتوافر عوامل النجاح، لكن هذا الاستثناء وليس القاعدة.
5ــ عدم المعرفة: ليس هناك أعجب من شخص يطمح في شيء، ثم لا يتسلح بالمعرفة كي يحقق هذا الشيء. قد تجد شخصاً يطمح أن يكون صحفياً ناجحاً ــ مثلاً ــ ومع ذلك فهو لا يلتحق بكلية الإعلام أو الصحافة، ولا يحضر دورات، ولا يقرأ كتاباً عن العمل الصحفي، ولا يأخذ أي خطوة نحو تحقيق هدفه، لذا يظل هدفه مجرد حلم يراوده من وقت لآخر؛ فيزيده حسرةً على حسرة.

أهمية تحديد الأهداف

ويسرد المؤلف أهمية تحديد الأهداف فيما يلي:
1ــ للتحكم في الذات.
2ــ لتحقيق الثقة بالنفس.
3ــ لإتقان إدارة الوقت.
4ــ للاستمتاع بالحياة.
ويتحدث عن كيفية تحديد المرء أهدافه في الحياة، موضحاً أن النجاح الحقيقي الكامل هو النجاح المتزن الذي يشمل جوانب الحياة كلها، موضحاً أن هناك خمسة أركان مهمة لأي خطة ناجحة، هي:
1ــ الركن الروحاني، ويشمل:
ــ هل أنا راضٍ عن علاقتي بالله تعالى؟
ــ هل أؤدي فروضي بانتظام؟
ــ هل أساعد المحتاج وأقدم له العون سواء طلبه أم لا؟
ــ هل لدي أهداف أود تحقيقها في هذا الجانب (حج ــ عمرة ــ صيام تطوع... إلخ؟).
خطوات أنوي القيام بها للارتقاء بالجانب الروحاني:
1ــ............2..............3...........
وهكذا بالنسبة لبقية الأركان، وهي:
2- الركن الشخصي والإنساني: (الزوجة والأولاد والعائلة والزملاء...إلخ). علاقتي بهم والمشكلات التي تواجهني في هذا الركن، وكيف أحلها؟
3ــ الركن المهني: هل أنا سعيد بوظيفتي؟ هل لدي خطة للتقدم الوظيفي؟ هل أتمتع بعلاقة طيبة مع رئيسي وزملائي في العمل؟ هل هناك دورات لتحسين مستواي؟
4ــ الركن المادي: هل دخلي يكفي للتمتع بحياة طيبة؟ هل لدي خطة لاستثمار مشروع خاص؟
5ــ الركن الصحي: ويشمل الصحة البدنية والوزن والنظام الغذائي والعادات الغذائية.. ومن التساؤلات المهمة في هذا الجانب: هل قمت بعمل فحص طبي شامل مؤخراً؟ هل لدي عادات صحية خاطئة يجب التخلص منها: التدخين ــ السهر... إلخ؟ كيف أتصرف عند تزايد الضغوط والإجهاد؟

كتابة الأهداف

ينصح المؤلف بكتابة الأهداف قائلاً: «أنا لا أعترف بالأهداف غير المكتوبة، أما الأهداف المكتوبة فهي الحقيقة، عندما تحتضن القلم بأناملك تكون قد استدعيت عاملين قويين من القوة الإنسانية: أحدهما البدني حيث تمسك القلم وتحرك يدك، والآخر العقلي حيث تفكيرك مشغول بهذا الهدف. كما أن الصوت القادم من عقلك الباطن يكون دائم التكرار للهدف المكتوب». ويختم المؤلف كتابه المفيد ــ على صغره ــ بقوله: كل ما عليك فعله أن تبدأ (الآن) في وضع أمانيك وأحلامك على الورق. أن تواجه حلمك وجهاً لوجه، أن تتعرف عليه عن قرب، ألا تنطلي عليك خدعة: غداً سأفعل، وغداً سأكون. القرار قرارك والحلم حلمك، والقدر ينحاز دائماً إلى الجادين المخلصين