يروي انتوني أن لديه أخ يشتهي تناول دجاج كنتاكي فعندما يمر على أحد محال كنتاكي، كان ذلك على الفور يذكره بالأوقات التي كان يتناول فيها دجاج كنتاكي. وكان يتخيل إحساس القرقشة (وسائل اللمس و التذوق) في فمه. ثم يفكر في سخونة و ملمس الطعام وهو يدخل في بلعومه. حسناً، بعد أن يقضي بضع دقائق على هذه الحالة كان يستبعد تناول السلطة، ويفضل تناول الدجاج، وفي أحد الأيام، عندما اكتشفت طريقة استخدام وسائل الحس في التغيير، طلب مني في نهاية الأمر أن أساعده في التحكم في هذه الرغبة الملحة التي كانت تقضي على أهدافه الصحية و الغذائية.

فطلبت منه أن يكون تمثيلاً لتناول دجاج كنتاكي. وفي غضون دقيقة واحدة، سال لعابه، ثم طلبت منه أن يصف بالتفصيل وسائل تمثيله الداخلي المرئية والمسموعة والملموسة. كانت الصورة مجسدة وحِية ومركزية. لقد كاد يسمع نفسه وهو يقول: "يا له من طعام لذيذ" لقد عشق الدجاج المقرقش و الساخن. ثم جعلته بعد ذلك يمثل أكثر الأطعمة التي يكرهها، شيئا يشعره مجرد التفكير فيه بالغثيان، (كنت أعلم بذلك مسبقا، لأنه كان يشمئز عندما يراني وأنا أشرب عصير الجزر) وجعلته يصف بالتفصيل وسائل حسه بالجزر.

لم يكن يرغب في التفكير فيه، فبدأ يشعر بالغثيان. وكان تمثيله السمعي على النحو التالي: "هذه الأشياء مقززة، ولا أرغب في تناولها، إنني أكرهها"، وكانت حواس اللمس والتذوق عنده تشعر بأن للجزر مذاقا فاترا مهروسا وعفنا، وطلبت منه أن يتخيل تناول بعض منها، فبدأ بالفعل في الشعور بالغثيان، وقال: إنه لا يستطيع ذلك، وسألته: "إن استطعت أن تأكلها، فكيف سيكون مذاقها وهي تدخل بلعومك؟" فقال: إنه سيتقيأ لو فعل ذلك. وبعد أن انتهى من توضيح الفرق بين تمثيله لتناول دجاج كنتاكي وبين الجزر بصورة واضحة، سألته إن كان بمقدوره تبديل مشاعره عن الأمرين لمساندة تناوله للطعام بطريقة تنتج عنها نتائج صحية. فقال: "بكل تأكيد" بنبرة متشائمة لم أسمعها منذ فترة طويلة.

لقد جعلته يتخيل صورة قاتمة وساكنة وجعلته يقول لنفسه: "هذا الطعام مقزز ولا أرغب في تناوله إنني أكرهه، و بنفس النغمة التي تحدث بها عن الجزر. لقد جعلته يمسك بالدجاجة الموجودة في عقله، ويتحسس مدى ترهلها، وأن يتحسس الجزء الأخضر الفاتر العفن المهروس بداخلها. فبدأ يشعر بالغثيان مرة أخرى، فطلبت منه أن يتناول قطعة منها، فرفض. فلماذا؟ السبب في ذلك هو أن الدجاج أصبح الآن يرسل إلى فمه بنفس الإشارات التي كان الجزر يرسلها من قبل، ومن ثم، أصبح يشعر تجاهها بنفس الشعور.

وفي نهاية الأمر، جعلته يأخذ قطعة من الدجاج، فقال: "أظن أنني على وشك الغثيان"ثم بعد ذلك، أخذت تمثيله للجزر وفعلت نفس الأمر معه، فجعلته يضعه على الجانب الأيمن، مع جعله ذا صورة مشرقة ولون زاه، و جعلته يقول لنفسه: "يا له من طعام لذيذ" وهو يأكله ويحس بمذاقه الساخن اللذيذ. ومن هنا، أصبح يحب الجزر. وفي هذه الليلة، ذهبنا لتناول العشاء خارج المنزل، فطلب الجزر لأول مرة منذ بلوغه. ولم يكتفي فقط بالاستمتاع به، بل إننا مررنا في طريقنا بمطعم كنتاكي. ومازال حتى يومنا هذا يفضل الجزر على الدجاج.










المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 259
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: طاقة – نمط حسي – واعي –لا واعي - النميطات – التمثيل الداخلي
أرسل بواسطة: علاء الدين منلا أحمد
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=41