يروي انتوني روبنز أنه في احد البرامج التي تذاع للأطفال والخاصة بالمعسكرات, التي تستغرق اثني عشر يوما, قمنا خلال البرنامج بتعليم الأطفال كثيرا من الأمور التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب وقدمنا لهم التجارب التي تعمل على تغيير قدراتهم العقلية ومهاراتهم التعليمية وثقتهم في أنفسهم. وفي غضون صيف سنة 1984 أنهينا المعسكر بإقامة حفل حصل فيه جميع الأطفال على ميداليات ذهبية مثل التي يتم توزيعها في دورة الألعاب الأوليمبية.

وقد كتب على الميداليات: (يمكن أن تفعل المعجزات) إننا لم ننته من الحفل حتى الساعة الثانية صباحا, وقد اعتبرت هذا الاحتفال حدثا سعيدا، لقد عدت إلى حجرتي وأنا في غاية التعب مدركا بأنه كان يجب علي أن أستيقظ في تمام الساعة السادسة صباحا لآخذ الطائرة للقيام بالمهمة القادمة, ولكني أشعر أيضا بالطريقة التي تحس بها عندما تعلم أنك حقا أنجزت اليوم شيئا مهما في حياتك. ولذلك, فأنا كنت على استعداد للنوم حوالي الساعة الثالثة صباحا. وعندما سمعت شخصا ما يقرع على الباب تساءلت: من هذا الذي يطرق الباب في هذا الوقت؟ فتحت الباب, فوجدت فتى صغير وقال (سيد روبينز إنني في حاجة إلى مساعدتك) فسألته عما إذا كان يمكنه الاتصال بي في مدينة سان دييجو في الأسبوع المقبل في الوقت الذي سمعت هذا الصوت الصادرة من خلفه , وكانت هناك فتاة صغيرة تنفجر من البكاء.

فسألت ماذا حدث؟ وأخبرني الفتى بأن الفتاة لا ترغب في العودة إلى المنزل فقلت دعها تتفضل بالدخول, وحاولت أن أهدئها, وقد شعرت بتحسن بالفعل. وعادت إلى البيت ولكن, لم تكن هذه هي المشكلة, بل إن المشكلة تتمثل في أنها لا تريد أن تذهب إلى المنزل بسبب أخيها الذي يعيش معها ويسئ معاملتها خلال الفترة الماضية. ولذلك فقد أحضرت كل منهما واستخدمت الوسائل التي تناولناها في هذا الكتاب.

لقد غيرت تصوراتها الداخلية المتعلقة بهذه التجارب السلبية التي مضت, لدرجة أن هذه التجارب لم تعد تسبب أي نوع من أنواع الألم, وبعد ذلك, وضعتها في أكثر الحالات قوة وثراء, وربطت بين هذه الحالات وبين تصوراتها الداخلية المتغيرة لدرجة أن كل فكرة أو تصور يتعلق بأخيها يضعها على الفور في حالة تغيير. وقد اتصلت بأخيها بالهاتف وهي في حالة بارعة تماما وأيقظته من النوم.

وقالت له في نغمة لم يعتادها من قبل في حياته (أخي أريدك أن تعرف فقط أنني وصلت إلى البيت, وأطلب منك أن تعدني بألا تسئ معاملتي, لأنك إذا فعلت هذا بي فسوف أغادر البيت ولن أعود إليه مرة أخرى, وسوف يغمرك الحرج, وسوف تدفع الثمن, أنا أحبك يا أخي ولكني لن اقبل مثل هذه التصرفات الحمقاء, فان الأمر قد انتهى بالنسبة لك وضع نصب عينيك أنني جادة فيما أقول وإنني أحبك, إلى اللقاء) وقد استلم الأخ الرسالة.

وبعد أن أنهت المكالمة الهاتفية شعرت بقوة تامة, وأنها مسؤولة لأول مرة في حياتها. وفي الليلة التي عملت معهما, تركا لدي انطباعا لم أشعر به من قبل في حياتي, وقال الفتى (أنا لا أعرف كيف أسدى لك هذا المعروف, فأخبرته بأن رؤيتي للتغيرات التي حدثت لها كانت أفضل شكر أحظى به. وقال (يجدر بي أن أرد لك الجميل بطريقة ما ) وقال بعد ذلك (أنا أعرف شيئا ما يعني الكثير لك) فقد رفع يده إلى أعلى وخلع ببطء ميداليته الذهبية وألبسني إياها, ثم قبلاني ورحلا قائلين:
إنهما سوف لا ينسياني أبدا. لقد صعدت إلى الدور العلوي بعد أن رحلا وخلت إلى الفراش. وكانت زوجتي بيكي التي استمعت إلى كل شيء تبكي وكذلك بكيت أنا. وقالت زوجتي (أنت رائع يا زوجي, إن حياة الطفلة هذه سوف تتغير بكل تأكيد) فقلت شكرا يا حبيبتي, ولكن أي شخص يتمتع بهذه المهارات يستطيع أن يقدم لها يد العون. فقالت (نعم يا انتوني إن أي شخص من الممكن أن يتمتع بهذه المهارات ولكنك الذي ساعدتها.









المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 549-552
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: التحدي الإنساني – تغيير التصورات الداخلية السلبية - قوة التصورات الإيجابية - الاتصال – الانفصال
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=62