من الأمثلة الواضحة على قوة الصور المجازية في تحويل نوعية حياة الإنسان ما وفره واحد من المشاركين في إحدى الحلقات الدراسية لانتوني روبنز والذي كان يحمل لقب (مايسترو) يقول انتوني: انني أطلب من الناس دائما أن يختاروا لأنفسهم مسمى هوعبارة عن صورة مجازية للطريقة التي يريدون أن يعاملوا بها من خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومن شأن مثل هذا التمرين البسيط في حد ذاته أن يحدث بعض التغييرات المثيرة للانتباه لدى الناس وهم يحاولون أن يرتفعوا إلى مستوى (المسمى) الجديد لهم ألا تعتقد بأن سلوكك سيتغير إذا حملت مسمى (البرق أو الحب أو الساحر مثلا؟) كان مايسترو هذا انسانا رائعا, علما بأن وزنه كان أعلى من الوزن المناسب له بحوالي 76 كيلو جراما. وبعملي معه تبين لي أنه يقرن بين كونه بدينا وبين تمسكه بما لديه من قيم فقد كان يعتقد بأنك آن طنت سمينا فان الأشخاص المؤمنين الصادقين فقط هم الذين يمكنهم أن يحاولوا التودد اليك. اذ أنهم وحدهم الذين لا يشمئزون من بدانتك أما أولئك الذين يتصفون بضحالة الأفق ولا يتصفون بالروحانية فانهم سيتجنبونك, بالتالي لن يكون عليك قط أن تتعامل معهم وقد قال لي: اعلم أن هذا لا معنى له على الاطلاق, ولكنه يبدو حقيقيا بالنسبة لي ويمكنك أن تلاحظ أن جميع الوعاظ في مختلف أنحاء الأرض يتصفون بالسمنة قلت له:

(الله سبحانه وتعالى يحب جميع الناس... ولكن ألا تعتقد أن البدينين قد يدخلون جهنم حيث تشوي أجسادهم ويسيل منها الدهن ! تحولت قسمات وجهه على الفور. طبعا لم أكن أعتقد بذلك ولكنني كنت أريد أن أغير نمط تفكيره بحيث أخلق صورة حادة في ذهنه وبعد ذلك سألته: بماذا تشبه بدنك؟ قال (انه لا شيء, هو مجرد واسطة نقل ذات نوعية حسنة؟ قال: (لا يهم إن كانت من نوعية حسنة أم لا, مادامت تتولى نقلك إلى حيث تشاء)

كان من الواضح أن تغيرا يحدث له في الصورة المجازية عن نفسه فهو إنسان يتمتع بجمال روحاني, ولذا ساعدته في أن يتبنى صورة مجازية جديدة تتواءم مع معتقداته الخاصة. وسألته كيف يمكن له أن يعامل جسده آن أدرك أنه ليس مجرد واسطة نقل يمكنها أن تنقله من مكان لآخر, بل هو المواطن الذي تستطون فيه روحه. أحني راسه, وبدا عليه أنه مقتنع بأن هذا هو جسده في الواقع. وبهذا التحول البسيط في ادراكه الحسي توصل في تلك اللحظة إلى كل التغييرات الضروروية في القواعد اللاواعية التي ينتهجها حول ما يأكله, ومتى يأكل, وكيف يعامل جسمه. وبذا غيرت صورة مجازية واحدة كل ما كان يدور في تفكيره حول ماهية بدنه كيف يمكن لك أن تعامل مكانا تستطون فيه روحك؟

هل ستلقي فيه كميات ضخمة الطعام الدهني الشحمي؟ هذا الاحترام الذي اكتسبه مايسترو لجسده, غيره تغييرا كليا والآن, وبعد مرور ستة أشهر على تلك الدورة الدراسية, تمكن من تخفيض وزنه بما يصل إلى 59 كيلو جرام لمجرد تبنيه هذه الصورة المجازية الجديدة, وهو يتعايش مع هذه الصورة في كل يوم من أيام حياته. لقد أصبحت تلك هي الصورة التي أخذ يعتاد عليها, والتي تشكل نمط تفكيره وأفعاله.

وحين يذهب للتسوق يتساءل بينه وبين نفسه: (هل سأضع هذا في جسدي؟ وفي بعض الأحيان النادرة التي يمر فيها بالرفوف التي تحوي كل تلك الدهون هذه الصورة تجعله يسرع الخطى مبتعدا عن منطقة تلك الأطعمة في محلات البيع. كما أن مايسترو كان يصغي للموسيقى العالية بحيث آن كل المحيطين به كانوا يخشون أن يصاب بالصمم. أما الآن فهو يتجنب ذلك النمط من الموسيقى اذ يقول (انني أريد أن أعتني بجسمي هذا) هل اتضحت لك تلك القوة التي لا تصدق للصور المجازية الشاملة والتي عليها أن تغير كل ميدان من ميادين حياتك في نفس الوقت؟










المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنةالنشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 255-256
كلمات مفتاحية: تغيير التصورات الداخلية – كسر الأنماط – استخدام اللغة – تغيير المعتقدات والقناعات – واعي واللاواعي
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=246