في أحد الأيام , وحين كان ابني جوشوا في السادسة أو السابعة من عمره, عاد إلى البيت باكيا بكاء هستيريا لأن أحد أصدقائه وقع من فوق آلات لعب الأطفال في المدرسة ومات. فجلست معه وقلت له: (أعرف شعورك يا حبيبي, لابد أنك تفتقده وأنت تحس بهذه المشاعر ولكن عليك أن تعرف أيضا أنك تشعر بذلك لأنك دودة الفراشة ) قال (ماذا؟ كنت قد كسرت نمطه بعض الشيء, ثم أضفت: (انك تفكر وكأنك من ديدان الفراش) فأخذ يسألني عن معنى ذلك قلت: هنالك نقطة تعتقد فيها معظم ديدان الفراشات أنها ماتت وأن الحياة قد انتهت. متى يحدث ذلك؟ أجاب (نعم, حين تبدأ تلك الأشياء تلتف حولها. قلت: نعم فديدان الفراش تلتف في داخل شرنقتها وتفن داخل تلك المواد. أتعرف أنك إذا فتحت الشرنقة فلن تجد الدودة في داخلها، بل هناك مادة لزجة دبقة.

كل الناس يظنون، بما في ذلك دودة الفراشة أنها ماتت. ولكنها في الواقع تكون قد بدأت تتحول. هل تفهمني؟ فهل تتحول من شيء إلى شيء آخر. ماذا تصبح بعد وقت قصير؟ قال: فراشة. قلت: هل يمكن لدودات الفراش الأخريات اللاتي توجد على الأرض أن ترى أن هذه الدودة أصبحت فراشة؟ قال: لا، قلت: وحين تخرج الدودة من داخل الشرنقة، ماذا تفعل؟ قال لي جوشوا: تطير قلت: نعم، والشمس تجفف جناحيها فتطير. وتصبح أجمل مما كانت عليه وهي دودة. فهل أصبحت أكثر حرية أم أقل حرية؟ أجاب: أكثر حرية بكثير، قلت: هل تعتقد أنها تصبح أكثر مرحا؟ أجاب: نعم، لم تعد لها كل تلك الأرجل بحيث تتعب. قلت: هذا صحيح فهي لاتحتاج للأرجل بعد لأنه أصبحت لها أجنحة, واعتقد أن لصديقك أجنحة أيضا.

هل ترى, ليس من حقنا نحن إذا أن نقرر حين يصبح شخص ما فراشة. اننا نعتقد أن هذا خطأ. ولكن الله سبحانه وتعالى يعرف الوقت المناسب لذلك نحن الآن في الشتاء وأنت تريد أن تكون في الصيف ولكن الله تعالى هو الذي يخطط لكل ذلك علينا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى أقدر منا على معرفة كيفية تكون الفراشة وحين نكون ديدان الفراش فقد لا نعرف أنه يوجد هناك ما يسمى فراشات لأنها فوق, أعلى منا, ولكن علينا أن نتذكر أنها موجودة هناك (ابتسم جوشوا وعانقني وهو يقول: لابد أنها فراشة جميلة.

يمكن للصور المجازية أن تغير المعنى الذي تربطه بأي شيء تغير ما تقرنه بالألم أو المتعة, كما تحول حياتك بنفس الفعالية التي تحول بها لغتك اختر تعابيرك المجازية بعناية, وبذكاء, اخترها بحيث تعمق وتغني خبرتك في الحياة وخبرة الناس الذين تحرص عليهم، نصب نفسك (تحريا للتعابير المجازية) وعليك أن تتدخل كلما رأيت أحدهم يستعمل تعبيرا مجازيا, اكسر نمطه واعرض عليه تعبيرا جديدا. افعل هذا لنفسك وللآخرين.








المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنةالنشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 256-257
كلمات مفتاحية: تغيير التصورات الداخلية – كسر الأنماط – استخدام اللغة
أرسل بواسطة: عماد الشيخ حسين
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=247