من كبار المستثمرين الذين درست استراتيجيتهم مؤخرا كل من بيتر ليشن , وروبرت بريشتر, وواين بوفيت. يستخدم بوفيت صورة مجازية قوية (صورة مجازية تنظر بها إلى ذبذبات السوق يمكنك الاكتفاء بمجرد تصورها) باعتبارها تأتي من شخص متعاون بشكل ظاهر اسمه السيد سوق الذي يعتبر شريكك في عمل خاص... على أن أسعار السيد سوق ليست مستقرة على الإطلاق. لماذا؟ حسنا, لسبب محزن وهو أن السيد سوق المسكين يعاني من مشكلة صحية لا شفاء منها. فهو يشعر أحيانا بأنه في أحسن حال حيث لا نرى إلا العوامل المواتية في ميدان الأعمال, وحين يكون في تلك الحالة المزاجية فانه يطلب أسعارا سيحصل عليها دون شك ولكنه في أحيان أخرى يكون مضغوطا ولا يستطيع أن يرى ما يقبل عليه إلا المتاعب في مجال الأعمال والعامل عامة. وهو يطلب في مثل هذه الحالات أسعارا متدنية جدا إذ أنه يرتعد من احتمال أن تلقي على كاهله الفوائد المفروضة عليك.

غير أن عليك, شأن سند ريلا في قصة الأطفال المشهورة, أن تنتبه للتحذير وإلا فان كل شيء سيتحول في الحفلة الراقصة إلى يقطين وفئران. فالسيد سوق جاهز لخدمتك , لا لكي يوجهك. وما يفيدك هو دفاتره وليت حكمته. فإذا رأيته في أحد الأيام يبدو ظاهر العناء فعليك آما أن تتجاهله, واما أن تستغله لصالحك. أما الكارثة فهي أن تقع تحت تأثيره. وإذا كنت في الواقع غير واثق من أنك تتمتع بفهم عملك وأنك قادر على تقييمه تقييما أفضل مما يقوم به السيد سوق فأنت غير مؤهل في الواقع لهذه اللعبة وعليك أن تتجنبها.

من الواضح أن وارين بوفيت يقيم استثماراته بطريقة مختلفة عن أولئك الذين ينتابهم القلق الشديد لدى الهبوط الحاد للسوق أو الفرق الشديد حين تحلق الأسعار. ونظرا لأن تقييماته مختلفة فهو ينتج نتيجة ذات نوعية مختلفة. فإذا كان أحدهم يتفوق في أدائه علينا في أي ميدان من ميادين الحياة فان هذا ببساطة يعود إلى انه لديه طريقة أفضل في تقييم معاني الأمور وما يجب عليه أن يفعل إزاء ذلك.

كما أن علينا ألا ننسى أن تأثيرا تقييماتنا لا يقتصر على أمور معينة مثل استثماراتنا المالية وألعابنا الرياضية. إذ أن تقييمك لما ستأكله في كل ليلة قد يقرر طول ونوعية الحياة التي تحياها. والتقييم السيء لطريقة تربية أبنائك قد يخلق احتمال معاناتك من ألم ممض طيلة حياتك. كما أن الفشل في فهم الإجراءات التي يتبعها شخص آخر في تقيماته قد يدمر علاقة حب جميلة فالهدف إذا هو أن تكون قادرا على تقييم كل أمور حياتك بطريقة تقودك باستمرار إلى الخيارات التي تنتج النتائج التي ترغب فيها.









المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنةالنشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 352-353
كلمات مفتاحية: فهم البيئة – تقييم الأداء – فهم الأعمال – تقييم معاني الأمور
ارسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=249