من الممكن أن تكون عملية الإثارة ناجحة جدا في التغلب على المخاوف و في تغيير السلوكيات. و لنأخذ هنا مثالا للإثارة اعتاد انتوني روبنز تناوله في محاضراته فيقول: كنت أطلب من أحد الأشخاص- رجلا كان أو امرأة- ممن يجدون صعوبة في التعامل مع الجنس الآخر، أن يأتي أمام المحاضرين. و في آخر مرة تبرع شاب بتلبية طلبه،وعندما سأله عن الشعور الذي ينتابه عندما يتحدث مع امرأة غريبة عليه، أو عندما يطلب شيئا من امرأة، لاحظ عليه تغيرا في ملامحه، وقال:

"إنني في الحقيقة لا أستريح لهذا" لكنه في الحقيقة لم يكن بحاجة إلى أن يقول أي شيء، فلقد أخبرتني ملامحه بكل ما كنت أريد معرفته. ثم كسرت سكونه بسؤال عما إذا كان يتذكر أي مرة شعر فيها بالثقة في نفسه و بالاعتزاز و الأمان، مرة كان يثق فيها أنه سينجح، فأومأ برأسه و عاد إلى حالة الثقة مرة أخرى. ثم طلبت منه أن يقف ويتنفس و يشعر بالثقة مثلما كان يشعر في تلك المرة بالضبط، ثم طلبت منه أن يتذكر شيئا قد قاله له أحد الناس عندما كان يشعر بالثقة والاعتزاز، بل طلبت منه أن يتذكر ما قاله هو لنفسه عندما كان في تلك الحالة، و في غمرة تذكره تلك الحالة وضعت يدي على كتفه.

فعلت معه نفس هذه التجربة عدة مرات، و في كل مرة أتأكد من أنه شعر و سمع نفس الكلام. و في غمرة كل تجربة ألمس كتفه بنفس الطريقة. تذكر أن المثير الفعال يعتمد على التكرار الدقيق، لذا، كنت حريصا على أن ألمسه بنفس الطريقة و أقوده إلى نفس الحالة كل مرة.

عندئذ كنت ربطته برد الفعل تماما. و كان علي أن أختبر المثير. كسرت هدوءه، و سألته مرة أخرى عن شعوره تجاه النساء. وبمجرد أن سألته السؤال عاد إلى حالة الخجل الأولى. فقد انحنت كتفاه وقل تنفسه. وعندما لمست كتفه في المكان الذي جعلته مثيراً، بدأ جسمه تلقائياً يعود لحالته النشطة. من خلال الربط بالمثيرات، أنت في دهشة عندما ترى أن حالة الشخص تنقلب من الإحباط إلى النشوة و الثقة بالنفس.

ومن خلال التجربة يستطيع الشخص أن يلمس كتفه أو يلمس أي مكان آخر يعتبره كمثير، و سوف يوجد الحالة التي ترغب فيها أياً كانت. و مع ذلك، فلابد من توضيح بعض الأمور المهمة. فنحن نستطيع أن نرجع هذه الحالة الإيجابية إلى نفس المثيرات التي اعتدناها كي توجد فينا مشاعر الخمول. لذا، فإن النفس المثيرات يمكن أن تصنع بداخلنا الإحساس بالقوة والنشاط والإنجاز. ولكن، كيف؟ طلبت من الشاب أن يختار فتاة جميلة من بين الحضور، فتاة لم يكن يحلم أبدا بأن يتحدث معها. وتردد الشاب للحظة حتى لمست كتفه تغيرت وقفته واختار فتاة جميلة، وطلبت من هذه الفتاة أن تأتي أمام الحاضرين.

ثم أخبرتها أن الشاب يريد أن يأخذ ميعاداً معها ويجب أن ترفض ذلك تماماً. لمست كتفه، فتغيرت حالته وشعر بالحيوية واتسعت عيناه، وتنفس بعمق ورفع كتفه واتجه نحو الفتاة قائلاً: " أهلا.. كيف تسير الأمور معك؟". ردت الفتاة قائلة: " اتركني وشأني"، ولكنه لم يتضايق. من قبل،كان مجرد النظر إلى امرأة يصيبه بالارتباك، ولكنه ابتسم هذه المرة. واصلت الإمساك بكتفه، وواصل هو إلحاحه عليها.

وكلما كانت كلماتها له مهينة، كلما ظل على إصراره. واستمر الشعور بالإنجاز والثقة ينتابه حتى بعد أن رفعت يدي من على كتفه. لقد غرست بداخله حافزاً مثيراً جعله يشعر بالثقة والإنجاز عندما يرى امرأة جميلة أو عندما يواجه بالرفض. وفي هذه الواقعة، قالت له المرأة في النهاية: " ألا تتركني وشأني؟ " فرد هو بصوت واثق: " هل تعرفين القوة عندما تشاهديها؟ " واستغرق الحاضرون في الضحك.

لقد أصبح الشاب قوياً وواثقاً من نفسه، وكان الحافز لذلك امرأة جميلة رفضت طلبه، وهذا نفس المثير الذي كان يخيفه من قبل. باختصار، لقد أخذت مثيراً وقمت بتعديله عن طريق جعله يحتفظ بثقته و قوته على الرغم من رفض المرأة الاستجابة له، فقد بدأ عقله في الربط بين رفض المرأة وحالة الهدوء والثقة والثبات التي كان عليها الشاب. وكلما كررت رفضها له، كلما أصبح أكثر ثقة وهدوءاً. ومن المدهش أن نرى التغيير يحدث خلال لحظات قليلة.









المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 441-445
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: مثيرات النجاح – ارساء المثيرات – الإرساء – التحفيز – قوة المحفز
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=76