يتعلق بكيفية استخدام القوة لصنع اتجاهات إيجابية جديدة ويتعلق بعمل رجل يسمى آموري لوفينس، وهو مدير الأبحاث في معهد" روكي مماونتيان" في مدينة سنوماس التابعة لولاية كولورادو. وقد اشترك السيد لوفينس في مشروعات بديلة للطاقة لسنوات عديدة حيث يعتقد اليوم كثير من الناس بأن القوة النووية مكلفة جداً وغير فعالة ومحفوفة بالمخاطر لدرجة توحي بعدم استخدامها.

وقد أحرزت حتى الآن الحركة المضادة لاستخدام الطاقة النووية قليلاً من التقدم، وقد يتساءل كثير من الناس الذين تحركوا لإيجاد حلول لهذا الموضوع، ما هي هذه الحركة المضادة للاستخدام النووي، وقد يصعب علينا في بعض الأحيان أن نخبر الآخرين عن هدف الحركة، إلا أن السيد لوفينس تمكن من إحراز مزيد من النجاح مع شركات الطاقة بوصفه مقنعاً ماهراً وليس مجرد محتج.

فبدلاً من الهجوم على شركات الطاقة النووية، قدم السيد لوفينس البدائل الأكثر ربحاً لأن هذه البدائل لا تتطلب محطات ضخمة ومليارات لتشغيلها. إن السيد لوفينس يحب أن يمارس ما يسمى بـ" سياسة الأيكيدو" إن هذه السياسة تستخدم نفس المبدأ الذي يستخدم إطار الاتفاق في توجيهات السلوك بالطريقة التي تقلل الحد الأدنى من النزاع. ففي إحدى الحالات، طلب منه أن يدلي بشهادته بشأن إحدى المؤسسات التي خططت لبناء مصنع نووي جديد وكبير.

مع العلم أن عملية الإنشاء لم تبدأ، إلا أن المصنع قد تكلف بالفعل300 مليون دولار وبدأ بقوله: إنه لم يأتي ليدلي بشهادته مؤيداً أو معارضاً لبناء المصنع. وقال: إن المصنع مفيد لكل فرد، وأنه في صالح المؤسسة وفي صالح العملاء. وبعد ذلك، استمر في شرحه لمقدار الأموال التي يمكن توفيرها في حالة عدم بناء المصنع، ومقدار تكاليف الطاقة المطلوبة في حالة تشغيل هذا المصنع العملاق، وما يعنيه ذلك بالنسبة للمؤسسة. فلم تكن هناك جهود للتحرك المضاد لهذا المصنع أو لهذه الطاقة النووية.

وبعد أن أنهى شهادته، تلقى مكالمة هاتفية من نائب رئيس المؤسسة للشؤون المالية، وحدد معه موعداً للمقابلة. وبعد أن اجتمع الاثنان تحدث المسؤول عن تأثير المصنع على الوضع المالي للشركة فقال: إنه إذا تم بناء المصنع يمكن أن يتسبب في إلغاء أرباح أسهم الشركة، الأمر الذي يمثل للشركة كارثة في أسواق المال. وقال المسؤول في النهاية، إنه إذا أراد المعارضون لبناء المصنع ذلك، فإن المؤسسة سوف تبتعد عن المصنع متحملة خسارة قدرها300 مليون دولار، يلاحظ أنه لو كان السيد لوفينس قد بدأ مناقشته بأسلوب معاد لاستمرت المؤسسة في رفضها بأسلوب لا يحظى برضا أحد الطرفين.

ولكن عن طريق خلق أرضية مشتركة ومحاولة إيجاد بديل قابل للتطبيق تمكنا من التوصل إلى اتفاقية تعود بالنفع على الطرفين. وقد بدأ اتجاه جديد يظهر كنتيجة للعمل الذي قام به السيد لوفينس، والذي تعاقدت معه شركات كهرباء أخرى في مجال الطاقة النووية كمستشار يحدد الاعتماد النووي ويعمل على زيادة الأرباح.

وقد استشهد بحالة أخرى تتضمن مجموعة من الفلاحين في وادي سان لويس في كولورادو ونيوميكسيكو. لقد اعتاد الفلاحون هناك العمل على جمع حطب الوقود كمصدرهم الرئيسي للطاقة، إلا أن مالكي الأرض قد أخذوا الأرض التي يجمع منها هؤلاء الفلاحون الحطب وأحاطوها بسياج، وكان، هؤلاء الفلاحين فقراء ولكن، نجح بعض الزعماء في إقناع الفلاحين بأن هذا الموقف لم يعد كارثة بل فرصة، ونتيجة لهذا، فقد بدأوا في إنشاء إحدى أكبر المشاريع الشمسية نجاحاً في العالم، واكتسبوا الإحساس بالقوة الجماعية وبحماس لم يشعروا به من قبل.

وقد استشهد السيد لوفينس بحالة مشابهة وقعت في منطقة اوساج في أيوا حيث قرر مرفق تعاوني محلي صغير بأنه لم يعد يستخدم قوته بكفاءة، وكانت، النتيجة الحتمية أنه نادى بتكاتف الجميع واستغلال العوامل الجوية في إنتاج الطاقة والمحافظة على الوقود. وقد حقق هذا الأمر نجاحاً أدى إلى قيام المرفق بسداد كافة ديونه، وقد قام المرفق بخفض معدل أسعاره ثلاث مرات في غضون عامين، الأمر الذي ساعد عملاءه البالغ عددهم3800 عميل في المدينة بتوفير مليون دولار في عام واحد من توفير الوقود.

وقد حدث أمران في كلتا الحالتين هما أن الناس كانوا قادرين على إيجاد إطار للمنفعة المتبادلة تعود بالنفع على كل منهما عن طريق إيجاد وسيلة النفع لكلا الطرفين( العوامل الجوية والوقود) وقد تمكنوا- في النهاية- من تنمية إحساس جديد بالسلطة والأمن عن طريق معرفة اتخاذهم إجراءات في سبيل تحقيق النتيجة المرغوب فيها. وقد اكتسب المشاركون الإحساس بالحماس وروح المجتمع التي جاءت من التعاون في العمل واتخاذ الإجراءات التي تمثل أهمية كبيرة مثل: ادخار المال واستخدامه وقت الحاجة. هذه هي أنواع الاتجاهات الإيجابية التي يمكن أن يكونها المقنعون الملتزمون النادرون.










المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبينز
رقم الصفحة: 534 -536
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: قوة الإقناع- التفاوض
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/arabic/modules/stories/detail.thtml?id=79