مدربون معتمدون
المدربون المعتمدون
- معدل تقييم المستوى
- 36
التفكير - التلميذ والطريق المظلم
قال ارسطو: كل أزهار الغد متواجدة في بذور اليوم وكل نتائج الغد متواجدة في أفكار اليوم. ومن هنا احكي لكم قصة أحد تلاميذ الحكيم الصيني زينو الذي كان له نظرة سلبية جدا فهلمو معي لمعرفة القصة: كان احد تلاميذ الحكيم زينو دائم الشكوى من كل شيء ومن أي شيء، وفي أي وقت حتى ابتعد عنه الناس واصبح وحيدا فشكا أمره لزينو وقال له ان الناس يغارون منه ويحقدون عليه وهنا طلب الحكيم من الشاب أن يسير معه وبالفعل سارا معا حتى وصلوا الى طريق مظلم، فطلب زينو من الشاب أن يسلك هذا الطريق بمفرده وأنه سيقابله من الناحية الاخرى، وتعجب الشاب وسأل الحكيم لماذا اسلك هذا الطريق المظلم وأترك الطريق الاخرى التي بها نور يساعدني على الوصول الى المكان الذي أريده؟
ولم يرد الحكيم الصيني على سؤال الشاب بل كرر نفس الجملة التي قالها من قبل "سر في هذا الطريق وسأقابلك في الناحية الاخرى ثم ترك الشاب بمفرده! فبدا الشاب في السير في الطريق وقد كان فعلا مظلما لايستطيع أن يرى أي شيء على الاطلاق حتى يديه أو اين يضع قدميه وكان يكلم نفسه ويسأْل: لماذا طلب مني الحكيم أن اسلك هذا الطريق؟ هل هذا امتحان أم أن الرجل كبر في السن وأصبح لا يعرف مايقول؟
واثناء ما كان يفكر ويكلم نفسه اصطدم بقوة في حائط صدمة قوية جعلته يصرخ من الالم وأيضا من الغضب، فابتعد عن هذا المكان واتجه الى مكان اخر ولكنه لم يكن يعرف اي اتجاه يسلك لكي يخرج من هذا المكان، ولم يعرف من أين اتى وأصبح في حيرة من أمره ولكن سار في الاتجاه المعاكس وهو يشعر بالغضب الشديد تجاه ذلك الحكيم ويفكر في كل السلبيات الممكنة حتى اصطدم وجهه في حائط اخر فصرخ من الصدمة وبدأ يسب الحكيم ويلومه على مافعل به وسلك طريقا اخر وهو يكلم نفسه كلاما سلبيا ويسبب الرجل الصيني ويلومه وايضا يلوم نفسه على انه سمع كلام هذا المعتوه، فسقط في حفرة عميقة فصرخ من المفاجاة والالم وبغضب شديد راح يسب الرجل الحكيم باسوأ الاسماء وحاول ان يخرج نفسه من الحفرة فلم يستطيع فبكى من وضعه وجلس في مكانه وشعر بالضياع والخوف حتى اغمي عليه من شدة الصدمة.
وعندما أفاق من الصدمة بدأ يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة من الذي سيسمعه وهو في هذا المكان ففقد الامل وظل في مكانه، وبعد فترة من الزمان وجد ضوء شمعة يأتي من بعيد وصرخ بكل قوته ليطلب النجدة وجاء الشخص امامه وكان الحكيم زينو شخصيا وساعد الشاب على الخروج من الحفرة وصحبه الى خارج الطريق وهناك أوقف الشاب الحكيم وساله "اريد ان أعرف لماذا فعلت بي ذلك" ولم يرد الحكيم فكرر الشاب السؤال وهو غاضب، فرد زينو بسؤال الشاب: مالذي تعلمته من تجربتك؟ فرد الشاب بغضب وقال "انه لا يجب علي ان اسمع كلام أحد أو اثق باحد بعد اليوم" فمشى زينو ولم يرد على الشاب، وهنا وقف الشاب أمام الحكيم وقال "أعرف ان هناك درسا لما حدث وارجو أن تعذرني لانني عانيت كثيرا جدا في هذا الطريق فارجو منك ان تعلمني وتنصحني"
وهنا قال زينو هذا هو ماتعلمت ايها الشاب وهذا هو الدرس، أن اسلوبك الاخير هو السبب الذي جعلني ارد عليك لانه كان اسلوب مهذب وايجابي وله هدف تستفيد منه أما عن الطريق المظلم الذي طلبت منك أن تسلكه فهو يمثل أفكارك السلبية والحائط الذي اصطدمت لبس الا نتيجة افكارك السلبية، والحفرة التي وقعت فيها كانت هي الاخرى نتيجة افكارك السلبية فاقترب الحكيم من الشاب ونظر في عينيه وقال: هذا هو التفكير السلبي ايها الشاب يجعل الانسان لا يرى الطرق المضيئة بل يجعله يسلك الطرق المظلمة التي لا يجد فيها مخرجا يصطدم بكل مايؤلمه ويجعله يشعر بالضياع والفشل والالم والغضب وكل شيء سلبي ينجذب اليه من نفس نوع افكاره لذلك اذا اردت فعلا أن تكون حكيما يجب ان تعرف ان في داخلك يعيش الد اعدائك وهي افكارك السلبية، عندما تعرف كيف تتحكم فيها ستجدها تعمل لصالحك تماما مثل الحصان الشارد الذي يستطيع ان يقتلك بخبطة واحدة ولكنك لو علمته يصبح صديقا نافعا. وتذكر ان افكارك من صنعك انت لن يستطيع اي انسان على وجه الارض ان يغيرها لك، ولكنك أنت الوحيد الذي يستطيع ان تغيرها وتجعلها تخدمك وتساعدك على الاتزان والسعادة ."
هذه القصة من كتاب قوة التفكير للدكتور ابراهيم الفقي
عام 2007
الكلمات المفتاحية: جذب الأفكار السلبية، التفكير السلبي، تغيير إطار الإدراك، تغيير طريقة التفكير، قوة التفكير الإيجابي.
أرسل بواسطة: ابتهال الزاكي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=778
المفضلات