إن إحدى المشكلات الخطيرة بلغة "الانفعالية" أنها تصبح نبوءة تحقق أغراضها ذاتياً ، حيث إن الناس يغدون متحصنين بالتصور الذهني الذين أووا إلى كنف حتميته، ويقدمون لك الدليل المؤيد لإعتقادهم – إن مشاعرهم بأنهم ضحايا، وأنهم لا يملكون من أمور أنفسهم شيئاً، وليسوا مسؤولين عن حيواتهم أو مصائرهم تأخذ في الازدياد – أنهم يلقون باللوم لما وصلوا إليه على عناصر خارجية – سواء كانوا أشخاصاً آخرين أو الظروف المحيطة، بل ويصل الأمر إلى النجوم.
في إحدى الندوات كنت أتحدث عن مفهوم روح المبادرة حين وقف أحد الحاضرين وسألني: "ستيفن، إنني معجب بما تقوله، غير أن الأمور تختلف عن بعضها البعض – خذ مثالاً على زيجتي، إن القلق يجتاحني، إنني وزوجتي لا نتشارك في مشاعرنا كلا تجاه الآخر مثلما كنا سابقاً. أظن أنني لم اعد أحبها، كما أنها لا تحبني – ماذا افعل؟"
سألته: "لم تعد هناك لدينا ثلاثة أطفال هم محط اهتمامنا حقاً – ماذا تقترح؟"
قلت له: "أحببها"
قال: "لقد قلت لك، لم تعد هناك أية مشاعر تجاهها".
"أحببها"
"إنك لا تفهم. إن الشعور بالحب لم يعد موجوداً."
"إذاً أحببها. إذا لم يكن الشعور موجوداً، فإن هذا سبب جيد لأن تحبها".
"ولكن كيف تحب حينما لا تكون واقعاً في الحب؟"
"يا صديقي، كلمة الحب فعل، الحب – الشعور هو – ثمرة للحب، الفعل، إذن أحببها، اخدمها، ضح من اجلها، استمع إليها، تقمص الدور، قدرها، أكد ذلك لها، هل أنت راغب في أن تفعل هذا؟"








المرجع: العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة: 112-113
كلمات مفتاحية: روح المبادرة - التواصل مع الآخرين - التصورات الذهنية - معتقدات
أرسل بواسطة: رامي حوالي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=126