لقد طور Abraham Maslow هرم الحاجات، واضعاً الحاجة إلى تحقيق الذات في أعلى هذا الهرم، ولكن في نهاية حياته قام بمراجعة هذا الهرم الذي وضعه في ضوء نظرية أولية، واعترف بأن هذه الحاجة ليست الحاجة إلى تحقيق الذات ولكنها الحاجة إلى تجاوز الذات أو هي الحاجة إلى العيش من أجل هدف أعلى من ذاتك. في كلمات للمفكرGeorge Bernard Shaw : هذه هي السعادة الحقيقية في الحياة... أن تقضي حياتك من أجل هدف تعتقد أنه هدف مقدس أن تكون قوة من قوى الحياة بدلاً من أن تكون مجرد شيء صغير، أنانياً معزولاً، مليئاً بالشكوى والأحزان، يندب حظه أن هذا العالم لم يكرس نفسه لجعله سعيداً... أنا شخصياً أرى أن حياتي ملك لكل المجتمع، ولذلك علي أن أقدم لهذا المجتمع كل ما أستطيعه ما حييت. إنني أريد أن أقدم كل ما يمكنني حتى آخر نفس عندما يحين وقت وفاتي. فكلما شقيت في العمل كلما عشت أكثر. فأنا أستمتع بالحياة لذاتها. فالحياة ليست شمعة صغيرة ولكنها مصباح كهربائي رائع أمسك به ليضيء بأقصى طاقته إلى أن يحين الوقت لتسليمه إلى الأجيال القادمة.

يقول ROGER: في واحد من برامج التدريب الخاصة بالقيادة جاءني أحد الأشخاص سائلاً إن كان يمكن أن يفضي إلي بأمر ما، ذهبنا إلى مكان جميل وبدأنا الحديث. وعندما نظرت إلى هذا الشخص كان من الصعب تصور نوع المشكلة التي يود طرحها. لقد كان حسن المظهر في الخمسين من عمره، ويعمل نائباً لرئيس إحدى الشركات العالمية وله أسرة سعيدة. لقد كان من الذين ساهموا في ذلك البرنامج التدريبي بفاعلية. بدأ القول: "لقد شعرت بعدم الرضا مع كل يوم نتقدم فيه في البرنامج. لقد بدأت مشكلتي مع أحد التطبيقات في اليوم الأول". ثم بدأ يحكي جزءاً من حياته الشخصية الماضية.

لقد نشأ في مدينة صغيرة في الوسط الغربي، وكان رياضياً وطالباً ناجحاً، وبعدها ذهب إلى الجامعة، حيث كان نشيطاً وانضم إلى العديد من النوادي والجمعيات. بعدها جاءته الوظيفة الكبيرة، والزوجة، والولد، والسفر إلى الخارج، والترقيات، والمنزل الجديد، وطفل آخر، ثم ترقية إلى نائب الرئيس. كل هذا وأنا أصغي حتى أعرف ما هي المشكلة؟ أو بمعنى آخر الكارثة التي حطمته، وقلبت العالم من حوله. أخيراً قال: "المشكلة هي أن حياتي مليئة بالأشياء الجميلة، بيت جميل، سيارة رائعة، وظيفة مرموقة وحياة مليئة، ولكن عندما طلبت إلينا أن نفكر بعمق لكي نحدد ما هي الأشياء الهامة في الحياة أخذتني الدهشة. فعندما كنت في مقتبل الحياة كان هناك قضية، وهدف، ومعنى لهذا العالم.

وعندما بدأت في التفكير فيما هو أهم اكتشفت أنه خلال السنوات الأخيرة اختفى من حياتي ذلك المعنى، أو الهدف، أو القضية. لقد خدرني الشعور بالأمن، فلم أعد أهتم، ولم أعلم أولادي كيف يهتمون؟ لقد مرت حياتي خلال الفترة الأخيرة وأنا أراقبها من خلال السور الخاص بالنادي الذي أنتمي إليه بعيداً عن المجتمع. أصغيت باهتمام وأنا أرى نظرته تتغير كلية قائلاً لي: "لقد قررت أن أرتبط بجمعية خيرية، كنت عضواً فيها منذ مدة، إن هذه الجمعية تساهم في الكثير من المساعدة لدول العالم الثالث، إنني أود أن أكون جزءاً من هذه الجمعية.

كان هناك بريق خاص يشع من عينيه وإحساساً بالهدف يموج داخله. لقد كان مليئاً بالطاقة، لقد كان من السهل أن أكتشف أن نوعية حياته خلال السنوات المتبقية لتقاعده، وما سيأتي بعدها من سنوات ستتغير، وأن حياة الآخرين حوله ستتأثر بما سيتركه وراءه من أثر طيب وذكرى حميدة. أياً كانت القيمة التي تقوم بها الأشياء، فالحقيقة هي أن كلاً من هذه المجالات ضرورية لإنجاز الإنساني لرفع نوعية الحياة. وهل تعتقد أن هناك استثناء لفرد ما، أي أنه ليست له حاجات مادية واجتماعية وعقلية وروحية؟ هل هناك أية مشكلة إدارية لا ترتبط في جذورها مع واحدة من هذه الحاجات؟








المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة: 64
كلمات مفتاحية: ضرورة الأهداف – معرفة الاحتياجات والمتطلبات – تحديد الأمور المهمة في الحياة.
ارسل بواسطة: علاء الدين منلا أحمد
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=82