الوقت مال، الوقت من ذهب، الوقت هو الحياة فعندما تضيع وقتك فإنك تضيع حياتك والوقت هو الشيء الوحيد الذي نملكه ما دمنا على قيد الحياة. قال بنيامين فرانكلين ذات مرة: "إن الوقت الضائع لا يعود أبداً" إذا كان الوقت على هذه الدرجة من الأهمية والضرورية، وإذا كان هو الشيء الوحيد الذي يملكه الإنسان ما دام على قيد الحياة، لماذا إذن يستمر الإنسان في إضاعة الوقت؟ هل لأنه لا يهتم بالوقت وبالطريقة التي يمضي بها وقته؟ أم لأنه لا يعرف قيمة الوقت؟ الإجابة بسيطة، إن الناس يهتمون بالوقت وكيفية تمضيته لكنهم لا يعرفون كيفية استغلاله، فليس لديهم هدف محدد يحفزهم ويملئهم حماساً وهناً لا أتحدث عن أي هدف بل عن هدف قوي يدفعهم للاستيقاظ مبكراً والنوم في وقت متأخر، هدف يحسن من نوعية حياتهم على نحو مثير.
إن الفرد العادي يدور فيما يسمى بالحلقة المفرغة، فهو يستيقظ صباحاً ويتصارع في المرور حتى يصل إلى عمله ثم يعود إلى المنزل يتناول الغذاء، يشاهد التلفزيون، ثم يخلد للنوم، ويستيقظ في اليوم التالي، ويعود للحلقة المفرغة من جديد، وهو يشكو بعد ذلك من أن الحياة ليست عادلة، وهناك فئة أخرى من الناس، هؤلاء الذين يشكون قلة الوقت وضيق الوقت حتى أنهم لا يجدون الوقت الكافي لأداء كل ما يرغبون. عندما بدأت في تأليف هذا الكتاب كان جزءاً من بحثي ينصب على مقابلة مدراء ورؤوساء تنفيذين من مختلف المجالات وإجراء أحاديث معهم، فقابلت 235 مديراً وكانت النتائج على النحو التالي:
أجريت حديثاً مع مدير عام لشركة كبيرة للمقاولات في مونتريال وسألته إذا ما كان يحصل على إجازات اعتيادية فجاءت أجابته "ماذا؟ إجازة؟ هل تمزح؟ إنني لم أحصل على إجازة منذ 4 سنوات" فسألته "لماذا؟" فرد قائلاً "يا له من سؤال أحمق، فأنا أعمل بجد واجتهاد وإذا لم أفعل فإن شركتي لن تستمر في نجاحها وسوف تنتهي" فرددت عليه قائلاً "إن وجهة نظرك سليمة لكن إذا استمريت فسوف تنتهي أنت!".
قال مدير آخر: "إن الحديث عن إدارة الوقت لأمر هين، لكن إذا كنت في مكاني لرأيت بنفسك أن الـ 24 ساعة ليست كافية لعمل كل ما تحتاج إليه فأنا أحتاج إلى وقت أكثر". وقال آخر بشكل أكثر إبداعاً: "هل تعلم أن مع كل العون الذي تقدمه لنا التكنولوجيا الحديثة من حاسبات آلية، وآلات حاسبة، منظمات الوقت والتليفونات المحمولة، وغيرها فإنني ما زلت أحتاج لمزيد من الوقت!".
المرجع: أسرار قادة التميز
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: مركز الخبرات المهنية للإدارة (بميك)
سنة النشر: 1996
كلمات مفتاحية: ضرورة الأهداف - إدارة الوقت – الأهداف المحفزة
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=411
المفضلات