كان أستاذا جامعياً، وكان راغباً في دفع الثمن. سألني ذات يوم "ستيفن". لا أستطيع الوصول إلى الخطوة الأولى من أجل الحصول على التمويل الذي احتاجه للبحث الذي أقوم به، نظراً لأن البحث لا يتسق مع التوجه الرئيسي لما تسعى إليه هذه الإدارة.

وبعد مناقشة مستفيضة لموقفه، اقترحت عليه القيام بعرض فعال مستخدما ثلاثية الثقة والتعاطف والمنطق. قلت له: إنني اعرف مدى إخلاصك، وأن البحث الذي ترغب في الاضطلاع به سيأتي بنتائج عظيمة. حاول أن تشرح البديل الذي تدعمه الإدارة بأفضل مما يستطعون هم، واظهر أنك تفهمهم فهماً عميقاً، ثم قم في حرص بشرح المنطق الكامن وراء طلبك". "حسناً سأحاول" "هل تريد أن تتدرب على الأمر معي؟ "وكان راغباً في ذلك، ومن ثم أخذنا استعدادنا لذلك، وفي بداية حديثه في عرضه لفكرته قال: "دعوني أرى أولاً إن كنت افهم ما هي أهدافكم، وما هي أوجه القلق لديكم إزاء هذا العرض وإزاء مقترحاتي."

وهكذا شرح أداء ذلك في إناء وعلى تمهل، وفي غمار استعراضه للعرض، مظهراً مدى عمق تفهمه واحترامه لوجهات نظرهم، مال أحد كبار الأساتذة ناحية أستاذ آخر وأومأ إليه برأسه، ثم قال لصاحبنا، لقد كسبت قضيتك.

وهكذا فإنك إذا استطعت عرض أفكارك في وضوح، وتحديد، ومصوراً للصور الذهنية، والأهم من كل ذلك، في إطار السياق – في سياق الفهم العميق لتصوراته الذهنية، واهتماماتهم – فانك ترفع من مصداقية أفكارك إلى حد معين.

إنك لا تحصر نفسك داخل "خصوصيتك" متحدثاً في بلاغة ارتجالية لفظية متكلفة، إنك على فهم حقيقي. إن ما تعرضه قد يكون مختلفاً حقاً عما يكون قد اعتقدته أصلا؛ لأنك قد اكتسبت علما أثناء سعيك للفهم.

إن العادة الخامسة ترفعك إلى قدر أكبر من الدقة، ومن الاستقامة في عروضك. إن الناس يدركون ذلك، ويدركون أنك تعرض أفكارك التي تؤمن بها من أعماقك، مولياً الاعتبار لجميع الحقائق ووجهات النظر المعروفة، وهو ما سيعود بالفائدة على الجميع.






المرجع: العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة: 367-368
كلمات مفتاحية: تفهم وجهة نظر الآخرين – تحديد الأفكار بوضوح - تفاوض - الإيمان بالأفكار والمعتقدات - وجهات نظر الآخرين
أرسل بواسطة: عماد الشيخ حسين
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=166