"حاول أن تفهم أولاً " يتضمن تغيراً عميقاً للغاية في التصور الذهني؛ حيث إن العادة جرت على أننا نسعى لأن تكون نحن مفهومين من الآخرين أولاً، ولا ينصت معظم الناس بهدف الفهم بل أنهم يستمعون بنية الرد، فهم إما يكونون متحدثين أو على استعداد للتحدث. إنهم يرشحون كل شيء من خلال تصوراتهم الذهنية الخاصة بهم ويقرءون سيرهم الذاتية في حيوانات الآخرين.

"إنني اعرف على وجه الدقة بم تشعر"

"لقد خضت نفس الموقف ذاته، دعني أخبرك بتجربتي"

إنهم يعرضون أفلامهم السينمائية بصفة مستمرة على تصرفات الآخرين إنهم يقدمون نظاراتهم الطبية موصفة لكل من يساق إلى التعامل معهم، وإذا ما كانت لديهم مشكلة مع أحد ما – ابن، ابنه، زوجة أو زوج، موظف – فإن مسلكهم النمطي هو "هذا الشخص لا يفهم"

اخبرني أحد الآباء يوماً ما بأنه لا يستطيع أن يفهم ابنه، وأنه لا يرغب حتى في مجرد الاستماع إليه.

قلت له دعني أعيد صياغة ما قلته لي إنك لا تفهم ابنك؛ لأنه لا يستمع إليك؟

أجاب، "هذا صحيح"

قلت له، "دعني أحاول ذلك مرة أخرى. إنك لا تفهم ابنك لأنه هو لا يستمع إليك أنت".

أجاب وصبره يكاد ينفذ "هذا ما قلته لك".

"إنني اعتقد أنك لكي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع إليه"

قال في دهشة "أوه" ثم بعد فترة صمت طويلاً قال مرة أخرى "أوه" وكأنما بدأت خيوط الفجر في الظهر " أوه... نعم ولكنني أفهمه ... إنني أعلم ما يخوض فيه. لقد خضت بنفسي الشيء ذاته، ولكن اعتقد أن ما افهمه هو سبب عدم استماعه إلىّ.

ليس هذا الرجل أدنى فكرة عما يجري حقيقة داخل رأس ابنه لقد نظر إلى رأسه هو وظن أنه رأى العالم، بما فيه هذا الصبي.





المرجع: العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة: 338-339
كلمات مفتاحية: الخريطة ليست هي الواقع - افهم أولا - التأثير – التواصل مع الأطفال
ارسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=161