هناك أربعة أنماط للقيادة لا تنفصل إحداهما عن الأخرى، وإليك هذا المثال:

عندما بدأت في ممارسة رياضة تنس الطاولة "البنج البونج"، كان هدفي أن أصبح بطلاً في هذه اللعبة، وقد كنت محظوظاً بدرجة كافية لأن أجد مدرباً ممتازاً .. لعلني أقول لأن يكتشفني مدرباً ممتاز. وبدأ معي أولاً بأن قص عليّ قصصاً كثيرة عن البنج بونج وشرح لي لغة اللعبة، ثم أراني كيف ألعب خطوة خطوة، وقد كنت أتمرن ثلاث ساعات يومياً طيلة الأسبوع بدون انقطاع لمدة 6 أشهر، ثانياً بدأ يلعب معي كما لو كنا في بطولة، وأستمر في تدريبي حتى تأكد أنني أصبحت جيداً بدرجة كافية، ثم جعلني بعد ذلك ألعب مع لاعبين مختلفين كما أنه دعا أبطالاً في اللعبة من نواد أخرى لأتمرن معهم، وأخيراً عندما تأكد أن الوقت قد حان، جعلني أشترك في بطولة دولية، واستطعت أن أفوز ببطولة جمهورية مصر العربية وأصبحت بطلاً في اللعبة، بعد ذلك بدأ معي من جديد، أعاد توجيهي وتصحيح بعض حركاتي، كما أنه علمني حيلاً ومهارات جديدة، وكان بجانبي دائماً حتى استطعت أن أحتفظ بلقب بطل الجمهورية لعدة سنوات واشتركت في بطولة العالم في ميونخ بألمانيا. فهل كان قائداً؟ هل جاء عمله بفائدة؟ بالطبع نعم، فقد استطاع أن يستغل كل نمط من أنماط القيادة الأربعة وفقاً للموقف:

1- التوجيه: فقد بدأ معي بالحديث عن اللعبة والتعرف عليها.
2- التدريب: أنتقل بعد ذلك إلى التمرين وتدريبي على ممارسة اللعبة.
3- التحفيز والمساندة: كان دائماً بجانبي يحفزني ويساندني.
4- التفويض: جعلني أشارك في البطولات وأقوم بالعمل وحدي.

إن الكثير من المدراء يقعون في الخطأ بأن يعينوا أناساً ويخبرونهم ماذا يفعلون ثم يطلبوا تنفيذ ما قالوه، ويتوقعون بعد ذلك أن يؤدوا العمل دون تدريب أو تمرين أو تحفيز، وتكون النتيجة هي ارتباك هؤلاء الموظفين في عملهم وارتفاع معدل الاستقالة.






المرجع: أسرار قادة التميز
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: مركز الخبرات المهنية للإدارة (بميك)
سنة النشر: 1996
كلمات مفتاحية: أنماط القيادة – التوجيه – التحفيز – التدريب- التفويض
أرسل بواسطة: بهاء الشيخ علي
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=402