يظهر هذا المرض المزمن فى صورة التهاب فى المفاصل يصاحبه ألم، تورم وعدم قدرة على تحريك المفصل. ولم يستطع العلماء معرفة سبب ظهور هذا المرض، وإذا ما ظهر هذا المرض قبل سن السادسة عشر أطلق عليه التهاب المفاصل فى الأطفال.
يطلق على المرض أنه مزمن إذا لم يتوافر له علاج ناجع يوقف هذا المرض ويهدف العلاج فى مثل هذه الحالات فقط إلى السيطرة على نشاط المرض وتحسن الدلالات والفحوصات المعملية الدالة على نشاطه. ويعنى ذلك بصورة أخرى أنه عندما يتم تشخيص المرض على أنه مزمناً فإن الطبيب المعالج لا يستطيع معرفة كم ستطول مدة المرض. وتتراوح نسبة حدوثه ما بين 80-90 فى كل 100.000 طفل.


أسباب المرض:


كما هو معروف فإن من وظائف الجهاز المناعى الهامة هو الحماية من الالتهابات الميكروبية سواء كانت بكتريا أو فيروسات ومن أجل أداء وظيفته بصورة سليمة يجب أن يتعرف الجهاز المناعى على أى جسم غريب يدخل جسم الإنسان والذى يمكن أن يمثل خطراً على صحة الجسم كما يجب على الجهاز المناعى التفرقة بين هذه الأجسام الدخيلة وباقى أعضاء وأنسجة الجسم.


ويعتقد الكثير من العلماء بأن التهاب المفاصل ما هو إلا نتيجة رد فعل خاطئ من الجهاز المناعى يهاجم على أثره الجهاز المناعى الغشاء المبطن للمفاصل بعد أن فقد هذا الجهاز القدرة على التمييز بين أنسجة الجسم والأجسام الدخيلة عليه. ولكن لا تزال كيفية حدوث هذا الخلل فى الجهاز المناعى غير معروفة على وجه الدقة.


هل هو مرض وراثى؟


التهاب المفاصل ليس مرضاً وراثياً حيث أن لا ينتقل من الأبوين إلى الأبناء.. إلا أنه يمكن القول بأن هناك بعض العوامل الوراثية – لم تحدد على وجه الدقة حتى الآن – والتى تجعل الفرد عرضة للإصابة بهذا المرض.


والاتفاق السائد بين العلماء هو أن هناك أسباب مختلفة تساهم فى جعل المرء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. وفى معظم الأحيان تتشارك عوامل بيئية (مثل الإصابة بالالتهابات سواء بكتيرية أو فيروسية) مع بعض العوامل الوراثية لتؤدى إلى ظهور التهاب المفاصل ولكن حتى مع افتراضية وجود مثل تلك العوامل الوراثية فإنه من النادر جداً أن يصاب أخوين فى نفس العائلة بذات المرض.


كيف يمكن تشخيص المرض؟


يشخص الأطباء هذا المرض إذا ظهرت أعراضه فى صورة التهاب بالمفاصل والذى يستمر لمدة أكثر من ستة أسابيع فى طفل يقل عمره عن 16 سنة، وتضمن هذه المواصفات استبعاد الأمراض الأخرى والتى قد تسبب آلاماً بالمفاصل، وكذلك التهاب المفاصل التفاعلى والذى قد يحدث عقب بعض الالتهابات الفيروسية والذى يحدث بصورة مؤقتة ولا يستمر أكثر من 6 أسابيع ويتم تعضيد التشخيص عن طريق عمل التحاليل الطبية والأشعات.


ماذا يحدث فى المفاصل؟


الغشاء السينوفى هو غشاء رقيق يبطن المفاصل ويحيط بها وعند حدوث الالتهاب يزداد هذا الغشاء سمكاً وتكثر به خلايا الالتهاب وتزداد كمية السائل الزلالى الذى يفرزه مما يسبب تورم المفصل والذى يكون مصحوباً بالألم وصعوبة الحركة. كما قد يشعر المريض بتيبس المفصل خاصة بعد فترات النوم أو الراحة، ولذا كان أكثر الأوقات التى يشعر فيها المريض بتيبس مفاصله هو فى الصباح.


وقد يجد المريض بعض الراحة عندما يحافظ على وضع مفصله فى موضع الانثناء قليلاً وإذا لم يتم علاج المريض فإن استمرار التهاب الغشاء السينوفى يؤدى إلى آثار مدمرة على المفصل ذاته وذلك عن طريق:


1- مع زيادة الغشاء السينوفى سمكاً وعن طريق إفراز المواد الضارة تبدأ غضاريف المفصل فى التآكل ومن بعدها العظام المكونة للمفصل.


2- عندما يحافظ المريض على مفصله منثنياً قليلاً محاولاً تقليل الشعور بالألم فإن ذلك يؤدى فى نفس الوقت إلى ضمور العضلات والأنسجة الرخوة المحيطة بالمفصل وتكون النهاية عدم قدرة المريض على تحريك مفصله الذى يتيبس فى هذا الموضع.