مدى فهمه لمعنى الاله :
منذ السنة الرابعة تتسع رغبة الطفل في حب الاستطلاع ، فيؤدي به ذلك الى معرفة بعض حقائق هذا العالم ، وهذه المعارف تفضي به تلقائيا الى البحث عن مبدأ الوجود والاقرار بوجود الله ، وهذه المرحلة هي السن
الطبيعية لمعرفة وجود الله ، اذ يتكون خلالها الشعور بعدم أمكانية ظهور اي شيء من غير علة ، وهذا الشعور يكون الاساس الذي تقوم عليه كل مواقفه وأحكامه.
فالطفل في سن الرابعة متصل بأبويه ، فيعتبر والده كبيرا ومهما ، ويفهم ان الله مثل أبيه أيضا ولكنه أكبر ، وحتى أنه يرى فيه عضوا من أعضاء عائلته ، والاسئلة التي يطرحها الطفل في هذه المرحلة تعكس وتبرهن صحة هذا الادعاء ، ولعله يتصور عند رؤيته لاية صورة جميلة ولكنها غامضة الاطوار وغير واضحة ، انها الله. ويلصق بها صفة المعبود ، وغالبا ما يشعر بالاشباع والقناعة من جراء اختلاف هذا التصور.
فحتى سن السادسة يبقى مفهوم الله وصفاته غير متجذرة في ذهنه ، ولكنه بعد سن السابعة يرى فيه قدرة هائلة تفوق أوصاف الوالدين ، فيرغب في معرفة قوانينه وأوامره.
صفات الله تبدو واضحة امامه الى حد ما ، لكن بعض ابعاده الاخرى تبقى غامضة لديه ، مثل كونه أزليا وأبديا. وتجب الاشارة أيضا الى أن ادراكه محصور حتى الان في نطاق الجوانب المحسوسة لا الامور الذهنية المجردة.