استعدادات الأسرة لعيد الأضحي :


من المعروف ان الأعياد بصفة عامة سواء عيد الفطر او عيد الأضحي فرصة كبيرة للتواصل وغرس القيم الأيجابية والفضائل في الأبناء , فعلى الوالدين انتهاز هذه الفرصة العظيمة والعمل على تعريف الأبناء بتلك المناسبات واسبابها .

فسواء عيد الفطر او عيد الأضحي يرتبط الأحتفال بهما بتلبية احتياجات الأسرة فقط من ملبس ومأكل , ولكن للحق نقول هناك اغفال يظهر من جانبق بعض الأباء والأمهات بشأن فتح مجالات الحديث عن تلك المناسبات واسبابها و الشعائر الدينية المميزة لها واسبابها مع اطفالهم.

وبلتأكيد هذا الأغفال من الأسرة غير مقصود انما قد اتي بطريق الصدفة , فبرغم اهمية قيام الأسرة بفتح باب الحوار في مثل هذه الأمور من اجل اثراء معلومات الأبناء وبث القيم الدينية الا ان هناك اعتقاد من قبل الوالدين ان الاطفال كل ما يهمهم هو توفير احتياجاتهم الأساسية من طعام وملابس ولعب , اما دون ذلك فهى كماليات للطفل المسلم وليست اساسيات غير مدركين ان تعرف الطفل علي تلك المناسبات وسيلة لربط الطفل بتلك المعتقدات والشعائر بصورة عملية ترسخ في الذهن


لذا لابد ان تدرك الأسرة المسلمة دورها الأساسي الفعال في تنمية عقول الأطفال من خلال استخدام الأعياد والمناسبات الدينية في ترك بصمة ايجابية على شخصيات الأطفال وبالتالي ربط الأطفال بالأحداث والمنا سبات الدينية والتكاليف التعبدية المرتبطة بها كالصيام وقراءة القرأن في رمضان و الصلاة في العيدين جماعة, وزبح الخروف وتوزيع اللحم على الفقراء وغير ذلك من الطقوس الدينية التي تعمل على تهذيب النفس و الأرتباط بالدين اكثر .

وقد اكد " الأسلام " على ضروره استخدام تلك الشعائر الدينية بصور محببة للأطفال حتى تترك اثر ايجابي في نفوسهم فمثلا إذا صلى الطفل أول صلاة له في المسجد فيمكن للوالدين عمل احتفالية صغيرة وتقديم هدية بسيطة محببة لنفس الطفل تجعل تلك المناسبة مناسبة تترك أثرها وبصمتها في نفسه، وكذلك اذا اتم الطفل حفظ أول سوة او جزء من القرآن نحاول الاحتفاء به وتوضيح ما فعله أمام الناس والافتخار به أمام الناس على ما أنجزه.

اما في ايام العشر الأوائل من ذي الحجة ، وَوقفة عرفات، وأيام العيد وما يتبعها من التضحية وما فيها من معان عظيمة، وهي مناسبات لها تأثير عظيم في نفوسنا جميعاً والأطفال خصوصاً، فالتعرف على فضل العشر الأوائل واهمية العمل الصالح فيها من خلال مسابقة، سيكون لها أكبر الأثرِ في نفس الطفل وتجعله يقبل على الصيام والعمل الصالح في تلك الأيام بشكلٍ سهل وميسر على نفسه.

كذلك قصة الأضحية مرتبطة ب سيدنا إسماعيل عليه السلام وهو صبي صغير، فستعلق بذهنِ الطفل بشكل كبير وسريع لأنها تعبر عنه، ويمكن استغلها في غرس طاعة الله عز وجل وطاعة الوالدين بأسلوب غير مباشر، وأيضاً أن يعي الطفل أن كل عيدٍ يأتي بعد كبدِ ومعاناةِ الصيام كهدية ومكافأة له على صيامه يجعله يقبل على تلك الطاعة الشاقة بنفس وصدرٍ رحب.

وكما قلنا من قبل أن تلك المناسبات وسيلة جيدة للتواصل الفعال بين الوالدين وأطفالهم، فالكثير من أطفالنا كل ما يأملوه أن يجدوا من يُشاركهم أوقاتهم ولو بقصةٍ قصيرة أو أُنشودة ي يجتمع عليها كل أفراد الأسرة، لذا على الوالدين اقتناص تلك الفرص الذهبية التي لا تعوّض في محاولة منهم لغرسِ كل نافعٍ في نفوس أطفالهم .
[SIZE=أكاديمي][/SIZE]