يتبادر إلى أذهان الكثير منا أسئلة تتمحور حول نموّ الطفل وخصوصاً مراحل نموّ حواس الطفل، فكيف تكون؟ وما هي الحواس التي تتطور مع نمو جسد الطفل وتقدمه بالعمر؟


تعدّ حواس البصر، السمع، الشمّ، التذوّق واللمس أهم حواس الطفل التي تنمو منذ اليوم الأول من ولادته، وفيما يلي شرح مفصّل عن أهم التطورات في مراحل نموّ حواس الطفل:


- حاسة البصر:
تعد هذه الحاسّة من أقل الحواس إكتمالاً عند الولادة، ويكون نموها فيما بعد بشكل بطيء يختلف عن بقيّة الحواس، حيث يستطيع الطفل في الأسابيع الثلاثة الأولى من عمره أن يتحكم بأعصاب عينه في تركيز النظر على الأجسام الكبيرة المتحركة، فهو يستطيع أن يرى والدته وهي تتحرك والدليل على ذلك أنّه يكفّ عن البكاء إذا اقتربت منه.


وفي الشهر الرابع والخامس من عمره يستطيع رؤية الأشياء متوسطة الحجم والصغيرة نسبياً، والدليل أنه ما إذا وضعنا أمام مكعبات خشبية يحاول الوصول إليها وإلتقاطها، أما في المرحلة ما بين الشهر السابع والتاسع فهو يستطيع رؤية الأشياء الصغيرة حيث أنه يحاول إلتقاط أي جسم دقيق من على الأرض ويميّز الألون.


- حاسة السمع:
إن المادة السائلة التي توجد في قناة استاكيوس عند الولادة تمنع الطفل من أي إستجابة سمعية عند ولادته مباشرة، فيكون أشبه بالأصم، ولكن بعد زوال هذه المادة يبدأ الطفل بالإستجابة للأصوات العالية والفجائية.


ووفقاً للخبراء، يستطيع الطفل في الأيام العشرة الأولى سماع الأصوات، لكنه لا يفهم مدلولها ولا ينتبه لمصدرها، بدليل أنه قلّما يلتفت إلى مصدر الصوت، لكنّه يبدأ بالتطوّر مع الوقت ويصبح من السهل عليه ربط الصوت مع مصدره.


- حاسة الشم:
لا تؤدي حاسة الشم وظيفتها بشكل طبيعي عند الولادة، ولكنها تتطور بسرعة فنجد أن الطفل في السنة الأولى يتمتع بحاسة شم قوية، لا تختلف عن حاسة البالغين، كما تظهر عليه علامات توضّح سروره أو اشمئزازه من أي رائحة يشمها، وبين العامين الثاني والثالث تتبلّور لديّه هذه الحاسّة أكثر، حيث يستطيع أن يميز و بوضوح بين الرائحة العطرة والرائحة الكريهة.


- حاسة التذوق:
أثبتت الملاحظات التي أُجريت على الأطفال في الأيام الأولى أنه ينفر من الأطعمة مرة المذاق أو المالحة بيّنما يقبل على الأطعمة الحلوة، من هنا يتبين أن حاسة التذوق عند الطفل، تعمل بشكل طبيعي منذ الولادة، إلا أنها تتأثر بالتعلم، فهو مثلاً في السنوات الأولى يتناول زيت السمك دون اعتراض، ولكن إذا ما لاحظ أن أخاه الذي يكبره سناً يمقت طعم زيت السمك، نراه هو أيضاً يمقت طعمه.


- حاسة الّلمس:
تكاد حاسة اللمس تكون أكثر الحواس التي تعمل بدرجة قريبة من التكامل بعد الولادة مباشرة، والدليل على ذلك أنه إذا وضعت الأم إصبعها على فم الطفل، يستجيب مباشرة بأن يبدأ بحركة الإمتصاص وإذا لمست جفنيه يغمض عينيه، كذلك الإحساس بالألم، فهو يشعر بالألم منذ الأسابيع الأولى من خلال صراخه وبكائه أحياناً.


ويستطيع الطفل في أيامه الأولى، أن يتأثر بالحرارة والبرودة، فإذا ما وضعناه في وعاء فيه ماء بدرجة حرارة تزيد على درجة الحرارة المحتملة نجده يصرخ ويقاوم بحركات تدل على عدم الراحة.


وبشكل عام فإن مراحل نمو حواس الطفل تمر بصورة سريعة، ويصبح عنده في سنواته الأولى استجابة دقيقة لكافة حواسه.