يجب الانتظار حتى عمر الست أو السبع سنوات لتعليم
الولد كيفية قراءة الوقت.
لكنك تستطيعين قبل ذلك مساعدته على التمييز بين
الماضي والحاضر والمستقبل.
فقبل عمر السنتين، يدرك الولد وجود الحاضر فقط.
ولا معنى أبداً لكلمة «البارحة» أو «الليلة» أو
«في الوقت الحاضر». فما يريده الولد، يريده في الحال.
وبين عمر السنتين والثلاث سنوات، يبدأ الولد بإدراك مفهوم «قريباً» أو
«لاحقاً»، ويصبح قادراً على تأجيل
رغباته من دون الإحساس بالكثير من الحرمان.
وفي عمر الثلاث سنوات تقريباً، يفهم معنى «الأمس» و«غداً» للإشارة
إلى الماضي والمستقبل.
فالأحداث الماضية تجتمع كلها في كلمة «الأمس» التي تعني
«منذ كنت طفلاً وحتى الأمس».
الإرشاد بالكلمات:
يبدأ الولد باستيعاب هذه المفاهيم الصعبة تدريجياً،
فضلاً عن مفاهيم الأيام والأشهر.
وعليك مساعدته قدر الإمكان حتى يهتدي إلى طريقه لذا، ركزي جيداً
على تسلسل الخطوات في النشاطات
التي يمارسها، وشددي على الكلمات المشيرة إلى الوقت.
"قبل الذهاب إلى الحديقة، سوف ندخل أولاً إلى الدكان لشراء الأغراض.
وبعد ذلك، يمكنك تناول الجاتوه».
وحين يشاهد الولد فيلماً أو يصغي إلى قصة، ساعديه
على فهم تسلسل الأحداث.
حاولي أيضاً ربط أيام الأسبوع بنشاطات معينة ففي يوم الاثنين
مثلاً، يذهب إلى المكتبة؛
وفي يوم الثلاثاء، يشاهد الرسوم المتحركة؛
وفي يوم الأربعاء يذهب لزيارة الجدّة ألفتي انتباهه أيضاً إلى تبدّل الفصول
ودورة الوقت.
حدّثيه عن ماضيه وماضيك، مع إمكانية الاستعانة
بالصور الفوتوغرافية. ثم حاولي تخيّل المستقبل معه:
حين تصبح كبيراً
يمكنك أيضاً وضع روزنامة في غرفته، وشطب الأيام الماضية
وعدّ الأيام التي تفصل عن عطلة نهاية الأسبوع أو عيد ميلاده
نظام معقد:
في عمر الست أو السبع سنوات، يفهم الولد أن الوقت
هو خط مستمر.
لكن قبل تعلّم قراءة الوقت، عليه فهم المدة. فالثانية هي الوقت اللازم
مثلاً لقول «أوه»، فيما
الدقيقة تعني الدوران الكامل لعقرب الثواني، والساعة
هي الوقت اللازم لدوران العقرب الكبير.
وفي المرحلة التالية، ألفتي انتباهه إلى بعض ساعات حياته.
قولي له مثلاً:
«إنها الثامنة والنصف وعليك الخلود إلى النوم»
شرط إمساك الساعة أمامه.
ويأتي التعلم الحقيقي في المرحلة الأخيرة إصنعي ساعة كبيرة
من الكرتون واكتبي عليها
«الظهر»، «وربع»، «إلا ربع»، و«نصف».
اشرحي من ثم المفهوم للولد وباشرا في اللعب معاً.
مشاكل نفسية:
يتعرض الأطفال عادةً لمشاكل نفسية مختلفة، خاصةً أن مرحلة الطفولة
حساسة وتتطلب الوعي الكافي
من الأهل لكي يحسنوا التعامل مع أطفالهم ويجد الأهل صعوبة
في كثير من الأحيان، في
معرفة ما إذا كان الطفل ينمو بصورة طبيعية أو
يعاني مشاكل نفسية أو عقلية أو إجتماعية قد تتطور
مع الوقت لتشتدّ خطورتها.
وقد أظهرت الدراسات الأميركية أن الطفل الذي يعاني مشاكل نفسية
خطيرة يعاني عادةً مشاكل
جسدية وعقلية في الوقت نفسه.
أما أهم الأعراض التي يمكن ملاحظتها في هذه الحالة
في تصرفات الطفل فهي:
عجزه عن التجاوب العاطفي مع أهله والمهتمين به.
تصرفات غريبة يقوم بها قلة الحركة والتعابير في الوجه.
قلة الإهتمام بما يحصل من حوله والإنعزال والخوف من الناس.
التحدث بلغة غريبة ومختلفة خاصة به لا يفهمها أحد سواه.
التحدث بغرابة مع نفسه.
القيام بحركات غريبة متكررة كأن يضرب الحائط برأسه.
الإصابة بالهلع عند حدوث تغييرات في محيطه.
قد يتصرف طفلك تصرفات تبدو لك غريبة ومبالغ
فيها، فلا تعتبريه مريضاً.
لكن استمرارها وازديادها مع الوقت، بالإضافة إلى عوامل أخرى
مختلفة سيظهر لك ما إذا كان طفلك
يعاني مشكلة حقيقية تتطلب المراقبة والعلاج.
مهم أن تعلمي أن معظم المشاكل النفسية التي تؤثر في تصرفات
الأطفال لا تستمر طويلاً.