لا يمتلك عمر ابن الخامسة من عمره سوى دموعه التي عبر بها عن المه وهو يرى نفسه واقفا بجانب سلة القمامة التي بصفه بعد ما اختارت معلمته هذا النوع من العقاب لطفل في الروضة.
معلمته التي اصرت ان وقوفه بجانب سلة القمامة كان امامها خيارات بديلة اقل الما واحتراما لطفولته لكنها كانت تعلم ان اهانة هذا الطفل بهذا الاسلوب سوف يترك اثرا سلبيا عليه وعلى الاطفال الاخرين.

عمر ليس الطفل الوحيد الذي يتعرض لمثل هذا العقاب وهو في مثل هذا العمر الذي كل ما يحتاجه الطفل قبل التعلم ان يحظى بقدر كبير من الحب والتعامل الايجابي كي يتقبل الروضة والمعلمة ويشعر بانتماء حقيقي لها.
طفل اخر في روضة بمدرسة خاصة لم تجد معلمته عقابا له افضل من ارساله حاملا حقيبته الى صف لاطفال أصغر من عمره كي يشعر بالحرج امام زملائه بالصف فيتوسل للمعلمة الا ترسله للصف الاخر.
هذه الاساليب من العقاب تحدث بمدارس خاصة بالرغم من ان هذا النوع من العقاب لا يندرج تحت مسميات الضرب المباشر الممنوع الا انه عقاب لا يختلف تاثيره عن الايذاء الجسدي فان يتعرض طفل في الخامسة من عمره لعقاب لن يسهم في تعديل سلوكه انما كل ما يمكنه ان يحدث تعويده على عدم احترام ذاته وشخصيته واغتيال كل ما يمكنه ان ينمي الجوانب الانسانية بحياته.
وفي مشهد اخر في مدرسة خاصة ايضا تقدم معلمة على توبيخ طالب بالصف الثاني الابتدائي بداية بالصراخ ثم لا تكتفي بذلك بل تسحبه من ذراعه لتوصله الى غرفة المديرة لانها لم تعد تتحمل وجوده بالصف فيقف الطفل خجولا ينتظر تأنيبا اخر من المديرة.
هذه هي الاساليب المتبعة في كثير من المدارس الخاصة التي من المفترض ان تحترم شخصية الطالب وتسهم في تنمية قدراته التعليمية والانسانية جنبا الى جنب مع الجوانب الاكاديمية.
اخصائية تربية طفل سها المصري اشارت الى اهمية احترام الطفل من مراحله الاولى بالروضة وتعليمه على ذلك سواء كان احترام ذاته والاخرين.
واضافت: الطفل بهذه المرحلة العمرية لا يدرك العقاب الا ضمن الحدود الطبيعية وهو الاقرب الى التنبيه بدلا من العقاب فمن الطبيعي ان تعمل المعلمة على ضبط سلوكيات الاطفال وتعديلها من خلال تعريفهم بالخطا والصواب ومن خلال انتقاء كلمات يدركون من خلالها ما يقومون به على ان يتعدى الامر ذلك مشيرة الى ان قيام بعض المعلمات بتعنيف الاطفال وتعريضهم لعقاب كاخراجهم من الصف او تانبيهم امام الاطفال الاخرين ليشعر الطفل بالاهانه جمعيها امور غير تربوية تؤثر تاثيرا سلبيا على شخصياتهم ونمائهم الذهني والسلوكي.
واكدت المصري ان هناك دورا اساسيا يقع على عاتق الامهات والاباء فالسكوت عما يتعرض له الطفل سوف يسمح للمعلم بالتمادي بسلوكياته الخاطئة لان ارسال الاطفال الى الروضات والمدارس يجب ان يقابله تعليم جيد وتربية وتعامل سليم من قبل المعلمين وادارات المدارس مشيرة الى ان التغيير يجب ان يبدا من قبل الاسرة عند تعرض طفلها لمثل هذا النوع من المعاملة وان اقتضى هذا التغيير استبدال الروضة او المدرسة.
واضافت: هناك معلمات ناجحات متفهمات لطبيعة عملهن استطعن ان يغيرن بشخصية الطفل والطالب بشكل ايجابي حتى امام سلوكيات لم تنجح الاسرة بتعديلها وهذا النجاح لم يات الا من خلال ايمان المعلم برسالته وان دوره لا يقتصر على التعليم فقط خاصة وان الطفل بالروضة والطالب بالمدرسة يتاثر بشخصية المعلم بدرجة كبيرة فهم بامكانهم نسج لوحات جميلة من النجاح ان رغبوا بذلك.
ويبقى العقاب اسلوبا غير مجد ان تعدى حدوده الطبيعية فاذلال الطلاب واسماعهم كلمات لا تليق بالمعلم وبهم ومحاولات طمس شخصياتهم وعدم تنميتها جمعيها امور سوف تسهم الى حد كبير بتنشئة جيل جديد لا يثق بذاته ولا يحترم الاخر لانهم لا يدركون ان الساعات التي يقضيها كل طفل وكل طالب بالغرفة الصفية يمكنها ان تعمل على تشكيل شخصيات مستقبلية اما ان تكون ناجحة واما ان تواجه الحياة بخوف وعدم ثقة بالذات.