يلجأ الكثير من الأطفال ما بين عمر السنتين فما فوق إلى مصّ إبهامهم بدافع تهدئة النفس ما إن تعرّضوا إلى مواقف توترهم كصراخ أحد الوالدين عليهم أو الإستماع إلى نقاش حادّ بين الوالدين أو الأخوة الأكبر سناً أو حتّى للغرباء، وقد تكون هذه العادة بدافع النوم خصوصاً إذا كان الطفل في مرحلة مبكرة من عمره قد اعتاد على استخدام اللهاية.


في البداية لا بدّ من الإشارة إلى أن مصّ الطفل لإبهامه يبدأ من قبل الولادة، فهنالك الكثير من الصور لأجنّة يمصّون إبهامهم داخل رحم الأم، وقد تفضّل غالبية الأمهات مص أطفالهم للإبهام بدلاً من اللهاية أو المصاصة التي تحمل ميكروبات الجو لملامستها الأرض أو الثياب المتسخة أو ما إلى ذلك، لكن تبدو هذه العادة مُقلقة إن استمرّت بعد الولادة والفطام إلى سنّ أكبر وخصوصاً ما إن دخل الطفل المدرسة فسيصبح ذلك أمر محرج له.


يجدر بالذكر أن الطفل يتخلّى عن هذه العادة في حال توصل إلى حلّ آخر لتهدئة نفسه والشعور بالراحة، ويبقى السؤال الأهم عند الأمهات .. متى يجب أن يتوقف الطفل عن مصّ إبهامه ؟!


تشير الدراسات الطبية أن هذه العادة يجب أن تتوقف من بعد سنّ الخامسة، فمن ناحية طبية يعتبر مصّ الإبهام عند الطفل خلال هذا العمر ضاراً على نموّ الأسنان بشكل طبيعي، ومن الناحية النفسية فهو يبدو محرجاً أمام الأطفال المساوين له بالعمر.


لذا يأتي دور الأم هُنا بحيث لا تمنعه عن هذه العادة لفظياً بل بالتأقلم مع الأمر ومحاولة نهيه بطريقة سلسة دون أن يشعر، فمثلاً تحاول أن تكون بجانبه قدر الإمكان وقت النوم وسرد القصص ومحاورته بأحداث اليوم إلى أن يغرق في النوم، كما يمكنها إعطاءه دميته المحبّبة أو بطانية جميلة وناعمة حتى يلتهي بها إلى أن ينام.


وعلى الأم أن تكون صبورة فقد يأخذ هذا الأمر وقتاً لا بأس به لكن هذه هي الطريقة الأفضل لنهي الطفل عن مصّ إبهامه والتخلص من هذه العادة.