مرحلة المراهقة عند البنات.. هي الفترة الأكثر حرجاَ بالنسبة للإناث لما فيها من تبدلات وتغيرات نفسية تمر بها المراهقة وتبدو واضحةً وتنعكس على سلوكها، وهي تغيرات ناجمة عن التحولات الفيزيولوجية والهورمونية فبعض الفتيات تمر بهذه التبدلات دون أن تشعر بتعقيداتها، وبعضهن الآخر يتأثر بها ويضطرب وذلك وفقاً لطبيعة كل فتاة.

ومن أهم التبدلات النفسية لمرحلة المراهقة عند البنات والتي تعاني منها تعاني منها غالبية الفتيات، القلق وارتباك وتبدل المزاج، عدم الشعور بالإطمئنان وعدم الإستقرار، الشعور باليأس والإكتئاب والميول للإنعزال.

كما يحدث في مرحلة المراهقة عند البنات، أن تصاب بعضهن بنوبات من التصرفات المتسمة بالرعونة والخشونة والعنف تعقبها نوبات معاكسة من الكسل والإنزواء، أو الخجل والحياء الشديدين والتلعثم بالحديث واحمرار الوجه>

أمّا فئة من الفتيات فقد يتصفن في مرحلة المراهقة بالعناد وعدم الإستماع إلى نصح من هم أكبر منهن سناً، مما يؤدي إلى احتكاكات وصدامات معهم، وفي هذه الحالة، فإنه يتوجب على الأم، ألا تستعمل الشدة إطلاقاً مع ابنتها طالما أن العناد لم يصل إلى درجة تؤدي إلى الإنحراف، وتُنصح الأم بأن تجعل مراقبتها لابنتها تأخذ منحى الرعاية المكللة بالحنان بدلاً من استخدام الخشونة والتوبيخ.

كما يحدث أن يسيطر الخوف من أمور تافهة مثل الظلام والحيوانات كالقطط والكلاب وتصور أشباح على بعض الفتيات، وفي مثل هذه الحالة، فلا داعي لنهرها وإجبارها على عدم الخوف منها لأن هذه المخاوف سرعان ما تزول تدريجياً.

وتتسم الفتاة في مرحلة المراهقة بأنها خيالية وحالمة وكثيراً ما تستسلم لأحلام اليقظة، فلا تعود ترضى بالظروف المعيشية التي تعيشها وهذا أمر يجب على الأهل تفهمها.

أمّا الصراعات الداخلية التي تعانيها المراهقة، فيمكن إيجازها بما يلي:

- الرغبة في الاستقلال المادي والعاطفي، ففي الوقت الذي ترغب فيه بالاستقلال والاعتماد على النفس والتحرر المادي بكل معنى الكلمة، نجدها في مجتمعنا محتاجة إلى الاعتماد على الأبوين للحصول على الأمان المعنوي والسند العاطفي والماديات التي يوفرها الوالدان والمحيطون بها في أقارب.

- صراع البحث عن الذات، وفي هذه المرحلة تمر المراهقة بصراع البحث عن الذات، أو تحديد ” الهوية ” فهي تخاف من أن تكون لا شيء، وفي الوقت نفسه تخاف من تقليل صورة شخص آخر، وهي لذلك تنطلق لمواجهة العالم لتخوض بنفسها التجربة، ولكنها تجد نفسها مقيدة بالتقاليد والعادات والأعراف الأسرية العميقة تحيط بها كما يحيط بها البرج العالي بأمير الأحلام.

- تضارب القيم بين ما تعلمته في الطفولة وآمنت به من تعاليم ومبادئ في المدرسة ومن الأسرة، وبين ما يمارسه الكبار في المجتمع والحياة اليومية، ما يؤدي إلى وقوعها في حيرة من أمرها، فيدخل الشك في نفسها وتصبح عاجزة عن التفرقة بين الصواب والخطأ.

وهناك العديد من الاضطرابات النفسية قد تبرز في مرحلة المراهقة عند البنات وبدرجات مختلفة، مثل الاكتئاب، والفصام الذهني والهستيري وكلها قابلة للشفاء على يد أطباء الطب النفسي ويميل بعض الباحثين، على الرغم من اعترافهم بأهمية الأسباب الوراثية أو الهورمونية لهذه الأمراض والانحرافات، إلى الاعتقاد بأن للبيئة المنزلية بشكلٍ خاص والمجتمع، بشكل عام، المقام الأول في التسبب بحدوثها، وتتلخص بعدم التكليف مع البيئة والمجتمع وبخيبة الأمل والإحباط عند هؤلاء المراهقين.

- المصدر: موقع طبيب العرب.