تعتبر التغذية الجيدة من الأمور التي تجعل طفلك يتمتع بصحة جيدة خلال سنوات ما قبل المدرسة، حيث يجب أن يتناول الصغير طعامه مع بقية أفراد الأسرة، بالأخص أنه في عمر 4 سنوات أصبح قادراً على الإمساك بالملعقة والشوكة جيداً، ويحتاج إلى تناول جميع المغذيات من خلال الأطعمة المتنوعة. يشمل ذلك الخضروات والفواكه الطازجة، ومنتجات الحليب والألبان قليلة الدسم، واللحوم خالية الدهن مثل الديك الرومي والدجاج والأسماك واللحم البقري، والحبوب والخبز.

في الوقت نفسه، لابد من الحد من الوجبات السريعة للطفل، وعدم استسهال قدرته عل تناولها في هذا العُمر، لأنها غنية بالسكر والملح والمنكهات والمواد الحافظة التي تشكل عبئاً على جسمه. فالألبان جزء هام من النظام الغذائي للطفل في هذه المرحلة من العُمر، إذا لم يكن الطفل يستسيغ الحليب يمكن إعطاءه الحليب المضاف إليه نكهة، حيث ثبت أنه لا يؤثر سلباً على وزن الطفل، تفيد التوصيات الطبية بأن الحليب قليل الدسم هو الأنسب للصغير.

ينبغي أن يكون الآيس كريم والكعك نوعاً من الترويح عن النفس، ولا يجب تناول أياً منهما أكثر من مرة في اليوم. وينبغي أيضاً مراعاة حجم الكمية التي تناسب الصغير في عمر 4 و5 سنوات، وأن يكون الفارق بينها وبين الكمية التي يتناولها شخص كبير واضحاً.

وقد يظهر طفلك استجابات عاطفية تجاه خيارات الطعام أكثر مما كان يفعل في عمر 3 سنوات، وقد يصبح أكثر إصراراً على رفض طعام معين. الحل هو تقديم وجبات متوازنة ومتنوعة له باستمرار.

يبدأ الصغير في هذه المرحلة تعلم آداب المائدة الأساسية، مثل طريقة الإمساك بالشوكة، وعدم التحدث والطعام في فمه، والاستخدام السليم للسكين، ومسح فمه بالمنديل، وعدم تناول أطعمة من طبق شخص آخر. وتشكل الإعلانات التجارية عائقاً كبيراً أمام التغذية السليمة للطفل الصغير. أياً كانت الأطعمة التي يتم الإعلان عنها ويتعرض الطفل لمشاهدتها ستسبب تشويشاً على تغذيته الصحية.

والجدير بالذكر، فإن الدراسات أكّدت أنه كلما زادت ساعات مشاهدة الطفل للتلفزيون زاد وزنه وارتفعت مخاطر الإصابة بالسمنة. لذلك لابد من التأكيد على العادات الغذائية السليمة، وعدم الاستسلام والتجاوب مع طلبات شراء هذه المنتجات التجارية. وتتأسس العادات الغذائية في هذه المرحلة الهامة من عُمر الصغير، وعلى الأمهات والآباء مراقبة طفلهم والتأكد من حصوله على وجبات صحية طازجة ومتوازنة، ولا تحتوي على إضافات قدر الإمكان.