• أشار علماء التربية وعلم النفس إلى أن مشكلة إمضاء الأبناء المراهقين ساعات طويلة من اللعب والمتعة مع أصدقائه خارج المنزل، وبقائه مستيقظاً حين ينام الناس داخل المنزل، مشكلة تقع على عاتق الأب لوحده!!

    ولحل هذه المشكلة، شدّد الدكتور يسري عبد المحسن، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة، على معرفة الأسباب التي تدفع الابن للسهر خارج المنزل، وهي:

    • إن سهر المراهق خارج البيت يعطيه إحساساً بالرجولة ويشبع رغبته في السيطرة والقيادية واثبات ذاته، والتميز عن أخوته البنات، وتعبيراً عن الانتقال من عالم الطفولة التي تتسم بالتبعية إلى مرحلة الاستقلالية.

    • يعتبر المراهق أن سهره ليلاً تعبيراً عن تمرده على قوانين الوالد وتوجيهاته الكثيرة، والقيم والعادات والتقاليد والتي يعتبرها من عالم الماضي والرجعية، وقد يكون سهره هرباً من مواجهة مشكلات حقيقية اجتماعية تتحدى مراهقته.

    • قد يلجأ المراهق للسهر، بهدف إضاعة الوقت دون فائدة، بسبب عدم تربية المراهق منذ الصغر على إعلاء قيمة الوقت أو الإحساس بالمسؤولية تجاه نفسه ودراسته وأسرته، وتدليله لدرجة الاستهتار بمفهوم الحرية الحقيقي.

    ومن العلاجات التي قدّمها عبد المحسن لعلاج هذه المشكلة لدى الآباء:

    • احتواء الأب لأصدقاء ابنه المراهق بشكل مباشر دون تحايل أو تجسس؛ بمصادقة الابن أولاً والدردشة معه عن نوعية أصدقائه وما يعجبه فيهم، ولا مانع من انتهاز الفرصة لمصادقة بعضهم بدعوة على الغذاء بالمنزل مثلا أو التنزه معهم في رحلة ما.

    • البحث عن ايجابيات المراهق والاعتناء بها مهما كانت صغيرة؛ فالاهتمام بالقليل سوف يزداد في المرات القادمة.

    • التخفيف من حدة متابعتك لزلات وعيوب ابنك المراهق خلال فترة تواجده بالبيت، حتى لا يضطر لترك البيت أو مبادلتك النظرة السلبية بعينه ولسانه، بالإضافة إلى الجلوس معه ومصارحته بحبك واهتمامك وأملك المتعلق به كابن بار.

    • إظهار المحبة والتعاطف لابنك ولا تعطيه كل ما يطلب من مصروف زائد، حتى لا تيسر له سبيل الفساد طوال ساعات سهره، وضع له ساعات محددة للسهر خارج البيت عليه ألا يتجاوزها، وأخبره بتخوفك عليه مما يحدث بالشارع وتقرأ عنه بالصحف والمجلات، واحكي معه عن الشر والإجرام الذي يتواجد في نفوس البعض لمصلحة ما.