أشار موقع "الاستعلامات الصحية" الألماني إلى أن تبول الطفل أثناء الليل من أحد أكثر المشاكل المؤرقة للآباء، كما أنها تعتبر من الأمور الطبيعية التي يُعاني منها أغلب الأطفال، والتي لا ترجع غالباً لأسباب مرضية خطيرة، وتختفي مع مرور الوقت من تلقاء نفسها، ولكنها تتطلب من الآباء التحلي بالهدوء والصبر مع طفلهم، حسبما نشرت وكالة الأنباء الألمانية.

وأكّد الموقع أن بعض الأطفال يواجهون هذه المشكلة مرة أو مرتين شهرياً، بينما تحدث لدى آخرين أكثر من مرة أسبوعياً، مع العلم بأن معدل الإصابة بالتبول اللاإرادي أثناء الليل يزداد لدى الفتيان عنه لدى الفتيات. ويرجع السبب الأساسي في الإصابة بهذه المشكلة إلى عدم استيقاظ الطفل عندما تمتلئ المثانة لديه، بينما تسترخي العضلة العاصرة المسؤولة عند غلق المثانة؛ ومن ثمّ يتم تفريغ البول أثناء النوم.

ويُعزي بعض العلماء هذه المشكلة أيضاً إلى أن عمليات النمو اللازمة للتحكم في المثانة تسري على نحو أبطأ لدى هؤلاء الأطفال، مع العلم بأن بعض الباحثين يُرجعون ذلك أيضاً إلى عوامل وراثية وأخرى هرمونية. وتوجد أيضاً بعض العوامل المُحفزة للتبول اللاإرادي أثناء الليل لدى الطفل والتي تتعلق بالنظام الغذائي، كأن يتناول الطفل مثلاً بعض المشروبات المُدرّة للبول قبل النوم مباشرةً كالمشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا.

ومن المعروف، أنه نادراً ما تُعزى هذه المشكلة لدى الطفل إلى الإصابة مثلاً بانقطاع النفس أثناء الليل أو فرط إفراز الكُلى للبول أو وجود عيوب خلقية في المسالك البولية، إلا أنه لابد من استشارة الطبيب للتحقق من عدم وجودها. ويتمتع الخضوع لفحص طبي بأهمية كبيرة أيضاً في التحقق مما إذا كانت المثانة والجهاز الهضمي يعملان بشكل سليم لدى الطفل، وإذا كانت المسالك البولية تنمو لديه على نحو طبيعي، كما يقوم الطبيب في بعض الأحيان بتحليل عينة من بول الطفل للتحقق من عدم إصابته بأية التهابات في المسالك البولية.

وأهم النصائح والإرشادات للوقاية من ذلك:

كي يُساعد الآباء الطبيب على تشخيص حالة الطفل بشكل سليم، من الأفضل أن يقوموا بعمل مفكرة يومية يتم تسجيل كل ما يتعلق بعملية التبول لدى الطفل على مدار يومه كعدد مرات قيامه بذلك مثلاً والمدة الزمنية التي تفصل بين كل مرة.

حتى يتسنى للآباء تخطي هذه المشكلة بشكل سليم ودعم طفلهم في الوقت ذاته، ينبغي عليهم في الأساس استيعاب أنها أمر طبيعي وخارج عن إرادة الطفل؛ ومن ثمّ ينبغي عليهم تجنب توبيخ الطفل أو جعله يشعر بالذنب حيال ذلك، مع العلم بأن التعامل مع هذه المشكلة على هذا النحو يُزيد من فرص علاجها من تلقاء نفسها إلى أقصى حد. كما ينبغي على الآباء اتخاذ إجراءات احترازية دائمة للتصدي لهذه المشكلة باستخدام نوعية مفروشات معينة على أسرّة الطفل لحماية المرتبة وكذلك بتجهيز مفروشات نظيفة على الدوام.

والجدير بالذكر، أن تتمتع أنظمة الإيقاظ الإلكترونية كالسراويل أو المفارش المحتوية على جرس تنبيه بفاعلية كبيرة في علاج مشكلة التبول اللاإرادي لدى الطفل على المدى الطويل؛ حيث تسجل هذه الأنظمة أي مصدر للبلل يطرأ عليها وتقوم بإصدار صوت إنذار يعمل على إيقاظ الطفل في الحال. ولكن لا يُفضل استخدام الأدوية المخصصة لعلاج هذه المشكلة، إذ أن فاعليتها تشترط بتناولها، فطالما يتلقاها الطفل، تختفي لديه المشكلة، ولكن سرعان ما تظهر بمجرد إيقافها، ومن ثمّ لا تمثل حلاً ناجعاً ونهائياً لهذه المشكلة.