عندما ننتهك القوانين الأصلية للحب – عندما نربط الخيوط والشروط بتلك الهبة – فإننا في الواقع نشجع الآخرين أن ينتهكوا القوانين الأصلية للحياة، ونضعهم في موقف الدفاع ورد الفعل حيث يشعرون أنه يجب عليهم إثبات: "أنا أتصرف كشخص مستقل عنك. كان لدى صديقاً عميداً لكلية محترمة وذات مقام رفيع. وخطط لسنوات ووفر لكي يتيح لابنه الالتحاق بهذه الكلية، ولكن عندما حان الوقت رفض الابن الذهاب. وهذا الموضوع كان شغل والده الشاغل. فالتخرج من تلك الكلية التي لها وضع خاص كان سيكون له مصدر قوة. بجانب أنه من التقاليد للعائلة. فقد التحق بهذه الكلية ثلاثة أجيال سابقة، وقد توسل الأب، وحث ابنه، وتكلم معه، وحاول أيضاً أن يستمع إلى الابن لكي يفهمه، وكله أمل أن يغير الابن رأيه .فالرسالة المهذبة التي تم نقلها، كانت رسالة حب مشروط، وأحس الابن أن رغبة والده للالتحاق بهذه الكلية ترجح وتفوق في الأهمية التقدير الذي منحه الأب إياه كانسان وكابن وذلك كان تهديداً خطيراً، وهكذا فإن الابن قاوم رغبة أبيه مظهراً ذاتيته وهويته، وزاد الابن من جهوده ليعطي اسباباً منطقية لرفضه الذهاب إلى الكلية.
بعد تحليل للذات مكثف، قرر الأب القيام بتضحيته – أن يتخلى عن الحب المشروط، فلقد علم أن ابنه ربما كان قد أختار ما يخالف رغبة والده. ومع ذلك، قرر الرجل وزوجته أن يحبا ابنهما بشكل غير مشروط. وبغض النظر عن اختياره وكان ذلك صعباً للغاية بسبب قيمة وأهمية الخبرة التعليمية التي كانت قريبة جداً من قلبيهما، ولأنهما خططاً لذلك وعملاً من أجل تنفيذه منذ مولد الابن.

واجتاز الأب والأم مرحلة صعبة ، وصارعاً لكي يفهما حقيقة كبيعة الحب غير المشروط تجاهه، وأنهما لم يفعلا ذلك لكي يؤثر فيه، ويحاولا أن يوصلاه إلى شكل معين يرغبانه، وإنما فعلاه نتيجة للامتداد المنطقي لتطورهم ولشخصيتهم. لم يعط الابن ردا وقتها، إلا أن والديه كان لديهما في تلك المرحلة مثل هذا التصور الذهني من الحب غير المشروط والذي لك يحدث أية اختلاف في مشاعرهم تجاهه.

بعد مرور أسبوع ابلغ الابن والديه أنه قرر عدم الذهاب إلى هذه المدرسة. وكانا مستعدين تماماً لمثل هذه الإجابة واستمرا في إظهار حب غير مشروط له، وكل شيء استقر وأخذت الحياة تسير في مسارها وتقدمها الطبيعي.

وفيما بعد بوقت قصير، حدث شيء مثير. الآن، لم يعد الابن يشعر أنه مضطر للدفاع عن وضعه ، وبحث داخل نفسه بشكل أكثر عمقاًُ، واكتشف أنه بالفعل يريد دخول هذه التجربة... وقدم طلباً الالتحاق بالمدرسة؛ ثم أبلغ والده، الذي أظهر مرة أخرى حباً غير مشروط من خلال قبوله لقرار ابنه، ولقد فرح صديقي ولكن ليس بشكل مبالغ فيه؛ لأنه تعلم أن يجب دون شرط.






المرجع: العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر:2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة: 280-282
كلمات مفتاحية: التعامل مع الأبناء - التفاهم مع الأطفال – التواصل مع الأطفال
أرسل بواسطة: عماد الشيخ حسين
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=149