موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
ادارة المشااعر و التحكم في المشاعر الكامنة
يموج الإنسان بالكثير من المشاعر التي تسكنه وتتحرك في دواخله , فالإنسان منجم من المشاعر , لا يفكر في شعور إلا ويأتيه طوعاً ويبدأ في الظهور على السطح . كثيرة هي المشاعر المخبوءة بداخلنا ولكن ما نعرفه عنها هو القليل . فهناك شعور بإمكانك أن تطلق عليه اسماً وهناك مشاعر أخرى لا تعرف عنها شيئا سوى أن تقول إنني اشعر بشعور غريب
وجمعت لكم بعض الجوانب المهمة في التعامل مع مشاعرنا .....
أولاً - أننا نستدعي المشاعر من خلال التفكير فيها .. فكر معي الآن في موقف كنت فيه سعيداً جداًجداً .. ولاحظ أن مشاعر السعادة بدأت تنساب بين ثنايا جسدك وتتخلله ..ولو فكرت في موقف ثانٍ وثالثٍ لأمضيت وقتك وأنت تعيش في جو يملؤه الفرح والسرور ,,, ولو رن الهاتف الآن فسوف ينتقل تفكيرك إلى شيء آخر وسوف تصاحبك مشاعر أخرى قمت بالتفكير فيها للتو مع رنة الهاتف ..إذاً نحن الذين ندير مشاعرنا بحسب نقل تفكيرنا وتوجهاتنا ..
ما دمنا قد علمنا ذلك فنحن بحاجة إلى أن ندرب أنفسنا على التفكير الإيجابي والنظر للأمور بطريقة تساعدنا على إدارة مشاعرنا إدارة فعالة ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) ونهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التطير والتشاؤم لأنها تقود إلى تفكير سلبي تجاه الحياة مما سيؤثر علينا سلباً عندها نعيش عالماً مضطرباً من المشاعر السلبية .
ثانياً : أن مشاعرنا تتخزن في عقولنا مع تجاربنا السابقة . وأن ما حدث لك في الماضي لا يزال مخزناًًًً موجوداً في أعماقك وإلا ما الذي يجعل بعض الناس يشعر بالمرارة عندما يتذكر موقفاً قاسياً وبعضهم يضحك مع نفسه عندما يتذكر موقفاً مضحكاً ان هذه المشاعر المخزنة تؤثر في جميع تصرفاتنا بشكل مباشر او غير مباشر و لا بد من تحويل جميع المشاعر الكامنة السلبية الى مشاعر اخرى ايجابية لكي يتسطيع الانسان التواصل مع الحياة بنجاح و هذا الامرليس سهلا على الاطلاق و لكنه يحتاج الى ارادة قوية واصرار هائل كما يحتاج الى التدرج و الاستمرارية بالاضافة الى مساعدة متخصص يتميز بالذكاء والمهارة و قياس درجة التقدم بهدوء حتى لا يأتي الامر بفعول عكسي!! . فلو كان لديك مائة ألف موقف 70% منها مواقف سلبية كيف سيكون أثرها على حياتك . ليس هناك قاعدة مطردة ولكن هؤلاء ستميل حياتهم نحو العنف أو الإنطوائية أو إساءة الظن بالآخرين بناء على هذا المخزون الهائل من المواقف السلبية . وعكس ذلك من كانت غالبية مواقفه إيجابية ستلحظ عليه حب الناس والسعادة المصاحبة له في غالب أوقاته . وهناك الكثير من التعساء سبب تعاستهم , تربية تعيسة عاشوها .
والسؤال الملح ..... هل أستطيع أن اتخلص من هذه المشاعر أو أن أقوم بتعديلها بعد هذا الزمن ؟
والجواب الرائع هو : نعم نعم .
حتى أن أحد العلماء قال " ليس متأخراً أن تعيش طفولة سعيدة ثانية " ويعني أننا نستطيع أن نستعيد تجاربنا السابقة ونتعامل معها الآن من واقع خبرتنا بطريقة مختلفة .
ثالثاً : مشاعرنا موجودة في أجسادنا فعندما يتحرك أي شعور تلاحظ أن مكاناً ما من جسدك يتحرك مع ذلك الشعور والناس يختلفون في هذا المواقع الجسدية مع أن المشاعر تفرز بأوامر من خلايا المخ نتيجة استقبال حدث او فعل معين و يظهر تأثير ذلك على باقي اجزاء الجسم ، فهناك من اذا خاف احمر وجهه واضطرب فمشاعره في وجهه وهناك من يختنق تنفسه ويتقطع صوته فهذا شعوره بالخوف في صدره وهناك من يستفرغ عندما يشعر بالخوف فهذا شعوره متركز في منطقة البطن وهناك من يسقط ارضاً فقدماه لا تحملانه لأن شعور الخوف لديه في ساقيه . ربما أنك تسمع هذا الكلام للمرة الأولى ولكن عندما تسأل نفسك ..أين هي مشاعرك عندما تشعر بالخوف ؟ ستأتيك الإجابة سريعاً .
رابعاً : الجسد يميز بين كيمياء المشاعر الإيجابية والمشاعر السلبية فيحتفظ بالمشاعر الإيجابية ويحاول أن يتخلص من المشاعر السلبية كالقلق والخوف والاكتئاب وغيرها من جميع المشاعر التي تضايق الإنسان .
و اخيرا عزيزي اعلم ان استسلامنا لمشاكلنا و نقاط ضعفنا او الهروب منها لا
يمثل حلا و لكن الحل الصحيح هو الشجاعة في مواجهة هذه المشاكل و العمل على التغلب عليها بقوة و اصرار.
المفضلات