اخترت لكم من كتيب
" المصالحة "
( المصالحة مع النفس ومع الآخرين )

للكاتب برنار راكان: معالج نفساني ومكون
مايلي


البحث في الذات وهو الفقرة الآولى التي قدم بها الكاتب مؤلفه
>>>>>>>>>


ما هو ال"أنـــــا" ؟ من هو الشخص الخلاب الوحيد الذي باستطاعته التصريح " أنا هو أنا" ؟


إنه السر الأزلي الذي يوجهنا ويقودنا طيلة حياتنا. نريد أن نكون تماما نحن بدون أن تكون لدينا فكرة واضحة لما يمكن أن يعني بالنسبة لنا.
يوم الثلاثاء هو يوم رائع لأننا تماما نحن. ويوم الأريعاء لا نفعل أي شيء , وكل شيء ضدنا , لسنا تماما نحن. أين يكمن الاخلاف بين "أنـــا" يوم الثلاثاء و "أنــا" يوم الأربعاء وكيف نقيم التصالح بينهما ؟؟؟
من بين الجوانب العديدة لشخصيتنا : البعض منها يعجبنا والبعض نجهله وجوانب أخرى منها لنا تبدو مستوجبة الذم ومجمل هاته الجوانب يمكنها أن تتطور.
زيادة على بحثنا على هويتنا يظهر سؤال ثان : " هل أنا في نظري إنسان ذو قيمة ؟
تنمية احترام النفس , والإعتزاز بأننا نحن وبوحدتنا الداخلية , أمر في بالغ الأهمية للشعور بالراحة داخل ذاتنا و في تناغم مع الآخرين.
عصرنا يشجع على التحقق والاكتمال الشخصي, هذا الأمر لم يكن منتشرا في الماضي. بل بالعكس إذ كان المجتمع أحيانا يربي على الحقد والإشمئزاز وحتى كره الشخص لنفسه. وهذا يبدو غير منطقي ولكن ... فمحبة النفس كانت تبدو كخطيئة الكبرياء وكالتكبر والغرور. لم يكن مقبولا أن يهتم المرء بنفسه كان ذلك يعتبر أنانية فالرضاء أعلى الجوانب الإيجابية في الشخص كان محل شك وريبة, كان هناك خلط بين الأنانية واحترام النفس.


واليوم بقيت آثار لذلك, نسمع في كل مكان أناسا يلومون أنفسهم على ما هم عليه: في مظهرهم الجسدي , تصرفاتهم, عملهم, مستواهم الثقافي والإجتماعي, علاقاتهم, لكنتهم , وبالنسبة للبعض لون بشرتهم, أصولهم العائلية ,
أطفالهم الذين رزقوا بهم أو حتى الذين لم يرزقوا بهم ... يبدو أن هؤلاء يقارنون أنفسهم بصورة مثالية صعبة التحديد. سنرى كيف نحول هذا اللوم التحسر إلى أحكام إيجابية.
بصفة متناقضة وفي السر تتأرجح صورة الذات في كثير من الأحيان بين الحذر والريبة والرفض والكبرياء والتعالي. يحدث أن نكون في حاجة للشعور بالتفوق على الآخرين وبصفة متوازية نتعب في السعي للبرهنة لأنفسنا أن لنا قيمة.
فقدان الأمان يعمي و يقود إلى رؤية الذات بطريقة مغايرة. أسوأ أو أفضل.
ينشب أحيانا خصام داخل شخص على شاكلة الخصومات داخل المجموعات: حيث يجب مطلقا فرض النفس وفرض صورته وتدعيم وتبرير أعماله وآرائه وحماية فضائه, ولو الخيالي.
يمكن لكلبين أن يتناحرا حول قطعة عظم ولكنهما لا يتخاصمان بالمرة في غياب هذا العظم الذي بإمكانه أن يكون هنا أو سيكون هنا في المستقبل .. بالعكس فإن البشر بإمكانهم التخاصم من أجل أشياء غير موجودة ولكن كان من الضروري أو لم يكن أو كان يجب أن تحدث أو توجد ... لذلك فالبشر في حاجة ماسة للطمأنة بإطراد.
(...)
أين يمكننا البحث عن الحقيقة حول نفسنا ؟ البعض يختار الهروب والبعض يخضع إلى حكم الآخرين والبعض الآخر يسكر في العناية بأشياء أو أنشطة لتغطية الحديث الداخلي.
من خلال بعض التمارين الحلوة , تعلموا المشي في الطريق نحو الصدق مع أنفسكم قوموا بهذه التمارين في الترتيب الذي يروق لكم , تقاسموها مع أصدقاء إن شئتم.