يعمل سامي مندوبا لإحدى الشركات الكبرى، وكان كثير السفر فعمله يتطلب زيارة شركات عديدة لعرض منتجات شركته عليها، وبالتالي فهو يتحدث بكثرة، وبشتى الوسائل، ويحاول إقناع مسؤولي الشركة التي يزورها بأهمية منتجات شركته وأسعارها المدروسة جيدا.
وصل سامي مرة إلى إحدى المدن لمقابلة مسؤولي شركة كبيرة وتقديم عروض لها باسم شركته، لكنه وصل متعبا للغاية ومصاب بالتهاب في الحلق أفقده القدرة على الكلام.


حان وقت اللقاء بين سامي ومسؤولي الشركة، وعندما دخل قاعة الاجتماع سلّم على الجميع بالإشارة وقدم ورقة لرئيس الشركة أعلمه فيها بحالته الصحية وأنه لا يستطيع الحديث بتاتا، وقدم له ورقة أخرى فيها شرح موجز للعرض الذي تتقدم به شركته.
قال الرئيس: حسنا، سأقوم بشرح هذا العرض لزملائي بالنيابة عنك. وهكذا أخذ الرئيس يشرح العرض ويوضح الجوانب والمزايا الإيجابية فيه، واستطاع ببراعة أن يقنع بقية زملائه المسؤولين في الشركة، فوافقوا على العرض وقرروا شراء كمية كبيرة من منتجات شركة سامي.
كانت مشاركة سامي في الجلسة تتمثل فقط في الابتسامات والإيماءات الموافقة وبعض الإشارات، ومع ذلك كسب الصفقة التي كان يتوقع خسارتها قبل الاجتماع.
عاد سامي من سفره فرحا مسرورا ليس بالصفقة فقط، لكن بما تعلّمه في ذلك الموقف، حيث اكتشف عن طريق الصدفة كم هو مفيد أحيانا أن تترك غيرك يتحدث نيابة عنك.