كنت أعمل مع فريق كرة قدم في إحدى الكليات, وكان به ثلاثة لاعبين يلعبون في مركز الظهير. وكان لدى جميع الثلاثة قيم مختلفة. وقد استطعت استنباط قيمهم ببساطة من خلال سؤالهم عن أهمية لعب كرة القدم بالنسبة لهم, ما الذي يقدمه لهم؟

فقال أحدهم: أن كرة القدم هي طريقة لجعل أسرته تشعر بالفخر.
وقال الثاني: أن أهمية كرة القدم تتمثل في أنها تعبير عن القوة, وأن التغلب على القصور والفوز على الآخرين كانت قيمه المثلى.
أما الثالث: فكان شابا من الأحياء الفقيرة ولم يتمكن من تحديد أي قيمة معينة في كرة القدم. فعندما سألته عن السر وراء لعبة كرة القدم؟ أجاب بأنه لا يعرف.

وقد اتضح بأنه في الأغلب, يبتعد عن الأشياء, كالفقر والحياة المنزلية السيئة, ولم يكن لديه أي إحساس واضح لما تعنيه كرة القدم بالنسبة له. ومن البديهي, أنك ستحفز كل واحد من هؤلاء الثلاثة بأسلوب مختلف.

فان حاولت أن تحفز الأول الذي تتمثل قيمه في إسعاد أسرته بحشو مخه بأهمية قهر أعدائه وإذلالهم, فإن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى صراع داخلي لديه لأنه يرى في اللعبة قيمة إيجابية وليست سلبية أو عنيفة.
أما إن تحدثت للثاني بحماس عن تمجيد الله تعالى وجعل أسرته تشعر بالفخر به, فلن بحفزه ذلك, فليس هذا هو السبب الرئيسي وراء ممارسته للعبة وقد ظهر أن الثالث كان أكثرهم موهبة, إلا أنه كان يستخدمها بدرجة أقل من الآخرين.
وقد واجه المدربون صعوبة في تحفيزه. حيث لم يكن لديه قيم واضحة, فلا شيء واضح يتقدم نحوه أو يبتعد عنه.... وفي هذه الحالة (كان عليهم أن يجدوا له قيمة ما في إطار آخر – الكبرياء – ثم نقلها إلى إطار كرة القدم) وفي نهاية الأمر, وعلى الرغم من أنه جرح قبل بداية الشوط الأول أصبح على الأقل متحفزا لتشجيع الفريق, وأصبح لدى المدربين طريقة لتحفيزه في المستقبل عند شفائه.










المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 477-478
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: القيم – الاستخدام الأمثل للقيم – التحفيز
أرسل بواسطة: إدارة الموقع
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=47